الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : الثقافة السياحية

الكاتب الصحفي
عصام عمران
تمتلك مصر العديد من المقومات والمقاصد التي تؤهلها لتكون واحدة من أهم وأكبر الدول السياحية في العالم ، ولم لا وتمتلك وحدها ثلثى آثار العالم ، علاوة على الكثير من المقومات والمقاصد السياحية الأخرى غير الثقافية ، وفي مقدمتها السياحة العلاجية والسياحة الشاطئية ، وكذلك السياحة الدينية وسياحة المؤتمرات والمهرجانات وأخيرا وليس آخرا سياحة اليخوت.
أقول ذلك بعدما قرأت المقال الرائع الذى كتبه الجنرال المبدع والاخ الأكبر والصديق الاكرم الدكتور سمير فرج في المصرى اليوم مؤخرا بعنوان ” لدينا افضل الشواطئ .. ولكن ” ، حيث قارن فيه بين استفادة تركيا من شاطىء انطاليا بطول ٤٠٠ كيلو متر على ساحل البحر المتوسط وتحقيق لعائد يزيد عن ٣٠ مليار دولار سنويا رغم أن الزوار والسائحين لايستطيعون نزول المياه نظراً لوجود صخور ضخمة تهدد سلامتهم ، علاوة على عدم صفاء المياه مقارنة بمياه السواحل المصرية، لا سيما المطلة على البحر المتوسط من العريش شرقا وحتى مطروح غربا.
ورغم سعادتى بما أعلنته وزارة السياحة مؤخرا بشأن استقبال مصر قرابة ١٥ مليون سائح خلال الموسم السياحي الأخير ، علاوة على تحقيقها عائدا بلغ حوالي ١١ مليار دولار خلال تسعة شهور فقط ، وهو ما يدعو الى التفاؤل والأمل نحو استعادة السياحة المصرية عافيتها و اقترابها مما حققته عام ٢٠١٠ ، ومع أن هذه الأرقام والمؤشرات تدعو
إلى التفاؤل والأمل ولكن مصر لديها الكثير والكثير من الإمكانيات السياحية التي تؤهلها لاستقبال أضعاف هذه الأعداد
من السائحين ، فقط نحتاج الى الثقافة السياحية وأعنى بها كيفية التعامل مع السائح منذ وصوله إلى البلاد وحتى
مغادرته مرة أخرى ، ولن أبالغ إذا قلت الثقافة السياحية تعنى الاهتمام بالسائح حتى قبل سفره من بلده قاصدا مصر
وذلك من خلال الدعاية والترويج الجيد للمقاصد والمعالم السياحية وكذلك وسائل الانتقال من وإلى مصر وفي القلب
منها شركة الطيران الوطنية “مصر للطيران” التى يقع عليها دور مهم في جذب الكثير من الزوار ، حتى يتحقق حلم
الوصول الى استقبال ٣٠ مليون سائح و عائد سنوى مائة مليار دولار.
وإذا كانت الدولة عليها دور مهم في جذب السائحين وتوفير المناخ المناسب لهم طوال فترة تواجدهم بالبلاد ، فهناك
دور على المواطن لا يقل أهمية عن دور الدولة أو الحكومة ، وذلك من خلال تعلم ثقافة التعامل مع السائح منذ
وصوله إلى المطار وخلال جولاته السياحية وحتى مغادرته والعمل على الاستفادة القصوى من كل سائح وليس
استغلاله أو ابتزاره كما يحدث من البعض خاصة ممن يطلق عليهم ” الخرتية” الذين يتواجدون في معظم المواقع
السياحية وللاسف الكثير منهم يكون مصدر إزعاج ومضايقة للسائحين.
ختاماً أؤكد أنه من خلال زياراتى المتعددة لأكثر من ٣٠ دولة بقارات العالم الست على مدى ربع قرن من الزمان
أتيحت لى الفرصة لمشاهدة دولا لا تمتلك ١٠ ٪ من مقومات مصر السياحية والثقافية ولكنها تستقبل أضعاف عدد
السائحين الذين يأتون الى مصر ، فقط لأنهم يمتلكون ثقافة التعامل مع السائح حكومة ومواطنين على حد سواء .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.