المشهد الثقافي العربى.. فى منتدى الثلاثاء السعودى

كتب مصطفى ياسين :
في لقاء ثقافي متنوع الفقرات، وحضور شخصيات ثقافية بارزة من السعودية ومن مملكة البحرين، دشن منتدى الثلاثاء الثقافي موسمه الرابع والعشرين في لقاء عقد مساء الثلاثاء 21 محرم 1445هـ الموافق 8 أغسطس 2023م، ناقش فيه الحضور قضايا تتعلق بأبرز ملامح المشهد الثقافي الوطني والتحولات التي يمر بها. وأدارت اللقاء رئيس مجلس الإدارة الأستاذة جنان العبد الجبار التي رحبت بالحضور مبينة أهمية التأمل بعمق لهذه التحولات ودراسة تأثيراتها الاجتماعية. وحل الناشط الاجتماعي الأستاذ إبراهيم الزوري ضيف شرف في الندوة حيث سبق له أن ترأس العديد من المؤسسات الاجتماعية من بينها لجنة الذكر الحكيم، وجمعية البر بسنابس، ومركز بحار القران الكريم.
وبدأ اللقاء بمشاركة من الفنان التشكيلي علي المقرب القادم من الاحساء والحاصل على شهادة الماجستير في التربية الفنية من جامعة الملك سعود، وهو عضو جمعية الثقافة والفنون السعودية، والجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، حيث نظم معرضا فنيا في المنتدى وتحدث عن مسرته وتجربته في هذا المجال. ووقع الأستاذ نايف الفهيد كتابه “الذكاء الوظيفي” وتناول في كلمته تعريفا بالكتاب والتجارب الشخصية التي دفعته لكتابته. كما تم التعريف بصندوق “قبس” التعليمي الخيري التابع لجمعية تاروت الخيرية، حيث تحدث الأستاذ حسين الصفار عن دور الصندوق في دعم الطلبة المحتاجين لمواصلة تعليمهم الجامعي.
وأكدت الرئيسة السابقة للمنتدى الأستاذة هدى الناصر في كلمتها على اهتمام المنتدى المتواصل بمواكبة التحولات الثقافية ومتابعة اتجاهاتها وتسليط الضوء على الابعاد المختلفة لهذه التحولات. واستعرض الناقد الأستاذ محمد آل شيف في ورقته أبرز التحولات التي جاءت بعد تشكيل وزارة خاصة بالثقافة وقيامها بتنظيم هيئات فرعية تهتم بمختلف المجالات والأفرع الثقافية. وأشار في ورقته إلى البيئة الثقافية قبل هذه التحولات حيث تم حصر المنابر الثقافية الرسمية فيها في الأندية الأدبية، وجمعيات الثقافة والفنون، والصحافة المقروءة والإعلام المرئي والإذاعة المسموعة.
وأوضح أن ما حدث خلال الخمس سنوات الماضية، منذ تأسيس وزارة الثقافة عام 2018م حتى اليوم، يعتبر نقلة حقيقية في المشهد الثقافي قد يفوق ما تم عمله خلال الخمسين سنة الماضية، وفصل في حديثه أشكال التحولات الثقافية ومستجدات خطط الوزارة، مشيرا إلى الفرص والمجالات التي هيأتها الوزارة لعموم الكتاب والمثقفين والمتابعين. وتناول في جانب من حديثه بعض المبادرات القائمة والمنبثقة من عمل تلك الهيئات التي شكلتها وزارة الثقافة ومن بينها معارض الكتب، ومعتزلات الكتابة، والشريك الأدبي، وسحابة أدب، والسينما، والفنون، متحدثا بالتفصيل حول منصة أبدع، والجوائز الثقافية الوطنية، وبرنامج الابتعاث الثقافي. وختم حديثه بالتأكيد على أهمية دور المثقف ومسئوليته في التفاعل مع هذه البرامج من خلال تقييمها وتقديم مرئياته حولها من أجل الاسهام في تحقيق اقصى استفادة حقيقية تعود على المشهد الثقافي الوطني.
وتحدث بعد ذلك المشرف على المنتدى الأستاذ جعفر الشايب في كلمة له حيث أكد على أن منتدى الثلاثاء الثقافي يهتم بالحوار حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية والتواصل مع النخب المثقفة داخل المملكة وخارجها، مؤكدا على التزامه بمفاهيم التعددية الثقافية. وأشار الى تجربة المنتدى في التعاون مع المؤسسات الثقافية المختلفة، داعيا إلى تعزيز هذا التعاون في مختلف المجالات الثقافية وخاصة في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة في هذه المرحلة. واستعرض في جانب من كلمته إحصاءات إنجازات المنتدى في مواسمه الثلاث والعشرين الماضية مشيرا إلى أنها بلغت 550 ندوة، شارك فيها 980 محاضرا، 237 مكرما، 168 فنانا، 77 كاتبا، 85 ضيف شرف. واستعرض أبرز نتائج الاستبانة التي قدمها المنتدى لمتابعيه خلال فترة الصيف الماضي.
كما بين الأستاذ الشايب التشكيلة الجديدة للهيئة الاستشارية التي شارك فيها هذا الموسم كل من الدكتور يوسف مكي والشاعر فريد النمر والدكتور شتيوي الغيثي والدكتورة اديم الانصاري والأستاذ كاظم الخليفة والاستاذة عبير العلي والدكتور زيد الفضيل. وأشار أن فريق إدارة المنتدى لهذا الموسم تميز بكونه من الشباب حيث تترأسه جنان العبد الجبار ويشارك فيه محمد المرزوق ورباب ال إسماعيل وعلي ال فسيل واحمد الشايب واحمد المغلق ومريم الشملاوي ومريم سهوان. كما بين في كلمته توجهات المواضيع التي يعمل عليها المنتدى في هذا الموسم وهي التعاطي الفعال مع الثقافة العالمية، وإبراز ثقافة مرحلة ما بعد الصحوة، وتناول أبعاد التحولات الاجتماعية والثقافية.
وتداخل عضو الهيئة الاستشارية للمنتدى الأستاذ فريد النمر حول قراءة المشهد الثقافي موضحا أن التحولات الثقافية القائمة تتطلب مواجهة تحدي الكم الهائل من ثقافة الماضوية التي سادت لفترة طويلة مؤكدا على أهمية البناء الذاتي للمثقف المنتج والانطلاق بتوازن لمستقبل ثقافي واعد يراعي متطلبات الجيل الجديد. وعلق الأستاذ علي الحرز بالتأكيد على الحاجة لقراءة أشمل وأوسع للمشهد الثقافي بكل أبعاده وعدم حصره فقط على ما تنتجه وزارة الثقافة من مبادرات وبرامج، مشيرا إلى الورقة التي قدمها المحاضر.
وتحدث الأستاذ محمد حميدي عن ابعاد العمل الثقافي في المنطقة مؤكدا على أهمية متابعة مشروع تسجيل القطيف في اليونسكو كمدينة إبداعية في الادب الذي طرحته الوزارة في العام الماضي، وسجل الأستاذ حسين الجفال قراءته للمشهد الثقافي من خلال انتشار معارض الكتاب الدولية في المملكة مؤخرا وما تشمله من برامج وندوات ومحاضرات ولقاءات تفاعلية معتبرا إياها مظهرا مهما من مظاهر توسع مجالات الثقافة. وطرحت الدكتورة رقية المرزاق تعقيا على برامج المنتدى وانتظام فعالياته مشيرة إلى أهمية التعاون مع المؤسسات الثقافية في المنطقة وخاصة في مملكة البحرين والتبادل الثقافي معها من خلال برامج مشتركة.
وتحدث الشيخ صلاح الجودر عضو مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في مملكة البحرين عن زيارته للمنطقة وتعرفه على أوجه النشاط الثقافي والمعالم التاريخية والتراثية فيها، مشيدا بالمبادرات العديدة التي يتبناها المنتدى طوال عقوده الماضية وداعيا للمزيد من التعاون المشترك. كما تحدث الدكتور خليفة الجودر عن مشاهداته واعجابه بالتحولات الكبيرة في المملكة في مختلف المجالات، مشيدا بتجربة المنتدى واهتمامه بمختلف أشكال الثقافة.
وطرح الدكتور محمد الزكري في مداخلته موضوع أزمة دور المثقف في ظل التحولات الثقافية القائمة والانحياز من الكتاب المقروء إلى الرسائل الموجهة والمبتسرة كمعلومات سهلة التداول والانتشار مما تحد من مجالات التفكير والعمق وتسطح الأفكار بطريقة تؤثر على المنتج الثقافي، مؤكدا على أن هذه التحولات تتطلب قراءة أعمق لطرح أساليب مركزة تتناسب مع اتجاهات العصر الحديث.
وكرم المنتدى في ختام اللقاء أعضاء مجلس الإدارة السابقين، كما عرف بالأعضاء الجدد. وجاءت كلمة الختام لضيف الشرف لناشط الاجتماعي الأستاذ إبراهيم الزوري الذي أكد على أهمية الدور الذي يلعبه منتدى الثلاثاء الثقافي في دعم مختلف البرامج والمناشط الاجتماعية، مشيرا إلى أهمية استبانة استطلاع الرأي التي يقوم بها المنتدى لمعرفة آراء وتوجهات متابعيه، ومقترحا جعل المنتدى كموقع على الخارطة السياحية الثقافية للمنطقة.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.