المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : صكوك الغفران .. ونفوق البقر

المستشار عبد العزيز مكي

لا شك في أن العالم يتغير بشكلٍ مُذهل والكل في خطر بل لا شك في أن كل شيئ في العالم صَغر أو كَبر يتغير

حتى البيئة والطبيعة والمناخ والأنساب وبواطن البشر والحسابات ومواطن الخطر وجفاف البحار والأنهار والأفكار

والمحميات ستزول فلا قطب واحد بل أقطاب وجبال مهالك وتلال مهولة وسهول مجهولة وجسور تنقَض وأطلال ممالك

تأسست على غير ذي أساس نمَت وبغت ونسجت من فَض النور الحارق ظلام ومظالم وفساد وصنعت من عظام

الناس هنا وهناك أوتاد ومن لحومهم والجلود نمارق ومن محاسن الفكَر والتنوير محارم ليجوع مالك الزروع ويظمأ

صاحب النهر وأهل البحر العظيم في ضِيم يتسولوا الأسماك ليجود عليهم السارق لأموالهم بالقدر المحدود من

أموالهم إن أراد وقتما كيفما شاء وصار .. وممالك شبت ولا تزال تشب في قوة ودأب تعشق الصعب وتعمل دون كلل أو

ملل تعانق السحاب لا تلقي البال للمكالم الفارغة تلفظ العاطل والباطل ولا تنظر للوراء تحيا مهيبة الجانب ويحسب

لها العالم بتخومه ألف حساب وتصُف المليار من البشر في نظام كخلايا النحل .. فليتغير العالم آناء الليل وأطراف النهار

من حولنا فهل تتغير عندنا الأفكار والأفعال أم سيظل السجناء سجناء في خضوع وخنوع ويتغير

علينا فقط السجَان والجلاَد لنهلل بقدومه ونشتهي سمومه نستعذب الذل ونستكين ونكذب بإسم الدين ونقتل

ونستمرأ في جدل عقيم وبغض وإحتراب ونتهلهل ونهترأ ونرتضي أن نحيا بلا محيا بعض آحاد لا نتحد ولا نخطط لعقود

قادمة ونظم صارمة ونسمع لمن يشكك ونطيع من يفكك ونجترأ على القيم وعلى المنطق ونغض البصر عما أُوتينا من

ثروات ولا نغير المسرىَ ونُصِر على الثورات الشعواء البلهاء المُغرضة فليتغير العالم حيث شاء فلا فرق ما دمنا أسرىَ

وإن يجيئ رجال منا أوفياء حكماء بآمال وأعمال كالجبال نصدهم ونتفنن في ردهم وفي الأقاويل والعراقيل والإصغاء للعملاء والجهلاء الأموات كريهة

رائحتهم وسيبقى الفوارس أحياء أشداء فرياح التغيير قد عمت فأغتنموها وتحملوا بعض الصعاب واصبروا وثابروا في

العُسرة فالفناء أقسى واستثمروا بضمير وذكاء في عالم يموج بالتغيير فالقِبلَة واحدة خالدة دون أي شك وصك العُملَة

لابد له من التغيير وفك الشفرة أمسى بالأمر اليسير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.