عبد الناصر البنا يكتب : نيران .. صديقة !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية

وصل إلى بريدى الخاص مؤخرا مقطع فيديو لـ عمرو أديب فى برنامج ” الحكاية ” على قناة mbc مصر يفتح فيه النار على حكومة م. مصطفى مدبولى فى إدارتها لـ أزمة إنقطاع التيار الكهربائى ، وقال له : إنت قررت تقطع نور الشوارع والإعلانات ، وقعدت الموظفين فى البيت ، وكمان النور بيقطع .. طب الوزارة بتعمل إيه ؟ دا غير كلام كتير تشم فيه ريحه مش كويسه !!

ولعمرك أقول .. والله ياعمرو ” أنت والخمسة ، ستة ، سبعة ، تمانية ” المتصدرين المشهد الإعلامى اليوم فى مصر السبب فى كل البلاوى التى يعانى منها المواطن المصرى ، فاكرين مقولة يوليوس قيصر الشهيرة لـ صديقه ماركوس جونيوس بروتوس “حتى أنت يا بروتوس” فى مسرحية وليم شكسبير ” يوليوس قيصر ” . أستطيع أن أقولها اليوم وبكل أريحية لعمرو وأمثاله ، أولا : لأنكم جميعا تفتقدوا الـ ” مصداقية ” لدى المواطن البسيط فى الشارع المصرى ، المواطن يشوف الواحد منكم يقول ” مطبلاتيه ” ، وثانيا : رغم تمسك الدولة بكم ، ورعم أصواتكم العاليه ، إلا أنكم فشلتم فى إيصال وجهة نظر الدولة للمواطن !!

وهذا هو مربط الفرس ، لان الرهان عليكم هو رهان على ” الحصان الخاسر ” بسببكم تخلت الدولة عن ” ماسبيرو ”

إعلامها الرسمى ، ونفضت يدها منه ، وتركته فريسة للفقر والتهميش ينتظر رصاصة الرحمة ، وهو يأبى أن يلفظ

أنفاسه الأخيرة لا لشىء ، إلا لكونه حمل أمانة هذا الوطن ، بسببكم أفرغت المؤسسات الصحفيه من محتواها ،

وأوكلت إدارتها لماسحى الجوخ والمنافقين ، حتى أغرقوها فى الديون وسحب البساط تماما من تحت أقدامها ،

وماحال الإعلام المرئى والمسموع ببعيد !!

بسببكم وبكل أسف غسلت الدولة يدها من الإعلام الرسمى كونه عار ، أو إبن خطيئه ، ” لست أدرى ” وها هى

اليوم تكتوى ” بنيران صديقة ” بعد أن ظهرت خيانتكم والإستعداد مبكرا للقفز من المركب !!

أعلم أن الخوض فى هذا الموضوع يشبه المشى على الأشواك ، لكن عندما تصبح الكتابة قدرا ، قدرنا أن نكتب وأن

لانسكت ، عل الله ينفعنا بما نقول ، نعم قد تكون الدولة طرف فى ما آلت إليه الأمور ، لكن المثل يقول ” إللى إتكسر

يتصلح ” وطالما أن السكوت لم يعد من ذهب . أقول : إن أكبر خطأ وقعت فيه الدولة المصرية هو تخليها عن ”

ماسبيرو ” صمام أمنها وأمانها ، وبما أن البكاء على اللبن المسكوب لايفيد ، دعونا نقول : عندما شعر عمرو أديب

وأمثاله من شله المرتزقة والمنافقين أن الأمور أو موجة إنتقاد الدولة بدأت تعلو وتيرتها تقمصوا دور الثعلب فى قصيدة

شوقى التى قال فيها :

بَرَزَ الثَعلَبُ يَوماً في شِعارِ الواعِظينا

ــ فَمَشى في الأَرضِ يَهذي وَيَسُبُّ الماكِرينا

ــ وَيَقولُ الحَمدُ لِلهِ إِلَهِ العالَمينا

ــ يا عِبادَ اللَهِ توبوا فَهوَ كَهفُ التائِبينا ..

إلى أن وصل لقوله ” مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً أَنَّ لِلثَعلَبِ دينا ” .

عندما تأتيك الطعنة من قرب تكون قاتله أحيانا أو تسبب جرح يصعب إلتآمه !! .

أصل الحكاية أن الدوله المصرية مقبلة على ” إنتخابات رئاسية ” متوقع لها نهاية هذا العام ، ولذلك وجدت قوى الشر

والظلام من أعداء الوطن ، وأصحاب القلوب السوداء والصورة القاتمة ، والمتربصين ، والمتشائمين الذين لايروا إلا نصف

الكوب الفارغ .. إلخ . وجدوا الفرصه سانحة أمامهم للإفصاح عن نواياهم الخبيئه وبث سمومهم للفت من عضد الدولة

المصرية ، وصور لهم خيالهم المريض أن الدولة المصرية أصبحت ” ملطشة ” ، فحاولوا الـ ” تكالب ” عليها مابين ازمات

مفتعله ، وعمليات إرهابيه ، وقلاقل فى دول الجوار .. إلخ .

يأتى هذا فى وقت تاهت فيه بوصلة الإعلام فى مصر ، بالقدر الذى ظهرت فيه الدولة أنها غير مهيأه إعلاميا للرد على

هذا الطوفان من الشائعات التى أصبحت تحاصر المواطن وتنغص عليه حياته ، مسببة له حالة لانهائية من الإحباط !!

. على سبيل المثال وجهت سهام النقد للمجموعة الإقتصادية لفشلها فى إحتواء أو ضبط الأسعار فى السوق ، وأن

السبب فى ذلك هو التوسع فى الديون والشروط المجحفة للدول المانحة ، والمثل العامى يقول ” الحداية مش

بتحدف كتاكيت ” وهناك من يرى ما ينفعش تقول أنا عندى أعلى وأكبر .. وحد يسيبك فى حالك ، الإنهيار الشديد

فى قيمة الجنية والتضخم ووجود أكثر من سعر للدولار فى السوق ، هو دليل كافى على فشل تلك المجموعة ،

وهذا هو أيضا رأى الشارع .

المواطن عاده مايكون فى حيره من أمره خاصة فى ظل عدم وجود بيانات رسمية من الدولة أو تأخرها ، ولذلك وهو

يبحث عن المعلومة لايجد أمامه سوى الإعلام المضلل ، فينساق وراءه ، والحقيقة أن هناك أمورا كثيرة غير مفهومه ،

وإزاء صمت الدولة حيالها فتحت الباب للقيل والقال وأوقعت المواطن فريسة للإعلام المضلل ، فالحادث الذى وقع

مؤخرا فى مقر الأمن الوطنى بالعريش ، ولم يصدر أى بيان رسمى بشأنه ، وقد يكون الأمر متعلق ” بالأمن القومى”

أوقع المواطن فى حيرة من أمره ، خاصة وأن الآلة الإعلامية للغرب مثل ” وكالة رويترز ــ إسوشيتد برس .. وغيرها ”

وإعلام جماعه الـ ” خوان ” لم يرحموا أحدا ، وهذا هو مكمن الخطورة !!

طول الفترة التى إستمر فيها هذا الحادث الذى وقع من السابعة صباحا وحتى الثالثة ظهرا ، جعل إعلام الغرب ينسج

القصص والأساطير والحكايات ، وقد جاءت لهم الفرصة على طبق من ذهب ، تلك القوى تحركها دولا هدفها إسقاط

مصر ، ولك أن تتأمل رد فعل USA على القمة الروسية الأفريقية ، التى قوبلت بحجب 320 مليون دولار من

المساعدات لـ مصر بسبب عدم تحقيق تقدم مطلوب في مجال حقوق الإنسان !!

على أية حال وتعقيبا على الطعنه التى تلقتها مصر من الإعلام الذى أعطته ثقتها ، كان التحدى الأكبر الذى واجهته

الدولة المصرية فى الفترة السابقة هى توفير إحتياجاتنا من الطاقة ، والحمد لله أن الدولة توسعت فى مشروعات

توليد الكهرباء بما فيها الجديدة والمتجددة من ( الشمس والرياح ) لتلبية إحتياجات المواطنين المستقبلية وفقًا

لإستراتيجية الحكومة وخطة وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة ، وجاءت مشروعات الطاقة المتجددة فى ” محطة بنبان

للطاقة الشمسية ــ مشروع مركزات الطاقة الشمسية ببرج العرب ــ مشروع المحطة النووية فى الضبعة .. وغيرها ”

وزادت القدرات الإنتاجية للكهرباء خلال الـ 9 سنوات الماضية لـ52 ألف ميجاوات حتى بلغت 63 ألف ميجاوات ، وهي

مزيج من الكهرباء التقليدية ، والمنتجة من الطاقة المتجددة .

المشكلة بدأت اعتباراً من يوم 17 يوليو ، مع الارتفاع الشديد للغاية في درجات الحرارة ، الذي واجهته مصر والعديد

من بلدان العالم ، كظاهرة غير مسبوقة ، أدت إلى رفع إستهلاك المحطات من 129 مليون متر مكعب يوميا إلى 144

لـ 146 مليون متر مكعب في اليوم ، والأزمة بدأت بسبب نقص إمدادات الغاز والمازوت ، وسارعت الحكومة بإتخاذ عدد

من القرارات الجديدة لمواجهة مشكلة زيادة الاستهلاك ومنها ” إستيراد كميات من المازوت لسد الفجوة ــ تخفيف

الأحمال من ساعة لساعتين يوميا ــ وقف تصدير الغاز خلال فصل الصيف ـ وإجراءات أخرى تهدف غلى ترشيد

الإستخدام مثل العمل من المنزل On Line إلخ

والحقيقة أنه لولا أن توسعت الدولة فى إقامة تلك المحطات التى أوجدت نوعا من الربط الكهربائى مع دول الجوار

وبعض الدول العربية مثل ماحدث مع المملكة العربية السعودية ومع السودان والربط الثلاثى مصر والأردن والعراق

وأيضا الربط الأوربى بين مصر وقبرص واليونان .. إلخ ، لكانت مصر اليوم اليوم تغط فى ظلام دامس ..

حفظ الله مصر

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.