عندما درست الأمثال الشعبية وكانت مادة مهمة في التراث العربي.. راودني تساؤل .. لماذا ندرسها وما أهميتها وهل نستفيد منها في العمل ؟
وكان لابد من فهمها وحفظ الأمثال الشعبية ومعناها ولماذا قيلت.. وكنت مجبرة عليها من أجل الامتحان فقط.. ومع مرور الأيام والسنين وجدت أنني محتفظة بكتابها في مكتبتي .. فتأكدت وأيقنت ضرورة هذا الكتاب الجميل الذي يحمل خلاصة المعاملات والعلاقات و السلوكيات والكثير من الثقافة الفكرية نتيجة تجارب إجتماعية..
واليوم شعرت بسعادة أخذتني لسنوات طويلة مضت وكنت لم أنتبه للإجابة على سؤالي لماذا أدرس الأمثال الشعبية.. أطمأن قلبي وأضاءته ومضات إنسانية تدعوني للبحث عن ما أطفأته قلوب ونفوس جاهلة بمعنى الكلمة لما تحمله من معاني قد تكون عطرة أو قميئة..
وهكذا المبادئ الإنسانية الأخلاقية ذات الاحترام و الإيجابية و ردود الأفعال.. ولا ننسى التعاطف والترابط المهذب والعلاقات الصافية الصادقة.. َالآن ينبض قلبي وينزعج فكري وتحزن مشاعري على ما يدور ويحدث حولنا من حماقات على كافة المستويات .. وهذا واضح من خلال شبكات التواصل الإجتماعي من معلومات كاذبة وبوستات كلها مشحونة بصرخات الجحود والحقد والحسد والغيرة وغيرها من المشاعر المشروخة في علاقاتها مع من حولها!!
وأعود لأبحث عن ومضة أمل لكي ترتاح نفسي ومع الأسف وجدت الكثير من الشكاوي وسعيت جاهدة بإخلاص لكي أعرف ما هي الأسباب التي تؤدي لهذه الفجوات المظلمة بين البشر.. فتكون المفاجأة شديدة القسوة تذكرني بالمثل”ضربني وبكي وسبقني وأشتكي”
في الحقيقة يبدو أن الإنسانية تاهت بين قلوب ونفوس بشرية لم تستح وتفعل ما تشاء بكل حماقة وترتدي ثوب الحق ولكنه ممزق و نشاهده وعلى يقين”بالبجاحة” التى تظهر بوضوح في كل ما يدور من هذه النماذج
التى تدمر كافة القيم الإجتماعية والثقافية و الرياضية و الأخلاقية.
بصراحة انتابني احساس مؤلم منذ فترة وإخذت قرار الصمت وعدم الاشتراك في أي حوار على كافة العلاقات ويكفيني المجاملات بشكل رسمي دون كلام .. حتي قلمي احترمته ووضعته بعيدا عن الالتهابات الفكرية والنفسية إلى أن حان الوقت المناسب لكي ينادي مع فكري ليقول الحق والحقيقة لكل العقول والنفوس والقلوب التي تتسبب في التلوث الاجتماعي ..
أتمنى إن نستحي من الخطأ حتى نتجنب الغلط وهكذا نتحلي بصفاء ونقاء القلوب والنفوس ونحترم عقول بعضنا ونرفض الرد على من لا يستحي ونتجنبه ونضعه في مكان بعيد عن فكرنا وعن التعامل والنقاش والحوار مع هذه الشخصيات التي تؤدي إلى الاختناق والتوتر .. كما نشعر به في الأحوال الجوية في هذه الفترة.. وأعتقد أن الطقس تغير وكاد يحترق ويحرق البشرية على مستوى العالم..
وأخير أقول أن المثل صادق وحقيقي وشديد العمق وهذا ما يحدث حولنا من الكثيرين بالفعل.. “إذا لم تستح فأصنع ما شئت” فتكون السلبية شعارك والكذب والمزايدة و التصنع والحقد والظلم وعدم الإنسانية عنوان شخصيتك وأسلوبك مع من حولك.. وستكون واضح ومعروف من معاملاتك وعملك..
ولكن لن تستمر لأن لا يصح إلا الصحيح وسوف تتبدل الأحوال ويعود الخير من جديد لوجود الناس التى تحمل على عاتقها كشف وتصحيح ورفض من يمزقون ويزيفون الحقائق الإنسانية التى تربط بين البشر..
ومن الضروري اختيار ما نسمعه و نشاهده من الأعمال الدرامية وأبطالها وأيضا من برامج التوك شو.. وشبكات التواصل الاجتماعي.
أما بالنسبة لمن حولنا فعلينا الاستماع للعقول التي تستحق إن نستمع اليها.. وهكذا ننتبه لمن يحتاجون الحديث عن مشاكل أو ظروف تواجههم.. ونبتعد ونتجنب كلام التسالي غير المسؤل.