الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : شعلة الحرية ونيرانها!!

الكاتب الصحفي
عصام عمران
يبدو أن الشعلة التى يرفعها التمثال الأشهر في ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية كرمز للحرية ، باتت منهجاً وأسلوب حياة في أمريكا ودول الغرب لإشعال حرائق الفتن والتطرف فى شتى بلدان العالم ، بدعوى حرية التعبير للأفراد والجماعات.
أقول ذلك بمناسبة الأزمة التى خلفها قيام أحد المتطرفين بإشعال النيران فى كتاب الله الكريم ” المصحف” وتمزيقه بمباركة من حكومة بلاده ، وهو ما أثار حفيظة الكثير من شعوب العالم الإسلامي ، ولن ابالغ إذا قلت أن هناك العديد من المعتدلين في الديانات السماوية الأخرى يرفضون هذا التصرف أو التطرف الفكري والأخلاقى الذى يحدث بين الحين والآخر في عدة دول أوروبية لا سيما في السويد والدنمارك ، بل وفي فرنسا بلد الحريات كما يدعون.
المؤكد أن مثل هذه الأفعال والتصرفات المتطرفة لن تنال من القرآن الكريم الذي يحفظه المولى عز وجل من فوق سبع سموات ، حيث قال في كتابه المجيد ” أنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون” وقال أيضا ” لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه” ، فى إشارة إلى حفظ كتاب الله وكلماته المباركة منذ نزوله على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قبل قرن ونصف من الزمان وسيظل كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ولهؤلاء المتطرفين أقول أن افعالكم المشينة هذه ستزيد القرآن الكريم عزة وتقديسا ، ولكنها في نفس الوقت ستزيد
من اشتعال الفتن والمظاهرات فى مختلف بلدان العالم ، ولنا فيما حدث من حصار وتعد على السفارة السويدية
بالعراق خير دليل ، واقول لهم أيضا اننا نحن المسلمين لا يكتمل إسلامنا إلا بالإيمان بجميع رسل الله وكتبه وملائكته
وفقا لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
فى النهاية لا بد من الإشارة والاشادة أيضا بالبيان شديد اللهجة الذي أصدرته وزارة الخارجية مؤخرا والذى أدانت فيه
جمهورية مصر العربية بأشد العبارات ، سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بتكرار التعدي على القرآن الكريم
وتمزيقه في العاصمة السويدية استوكهولم، في تحدٍ سافر يتجاوز حدود حرية التعبير ويستفز مشاعر ملايين
المسلمين حول العالم، وينتهك مقدساتهم.
وأعربت مصر عن بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث إزدراء الأديان وتفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا وتعالي خطاب الكراهية في
العديد من الدول، بما ينذر بتداعيات بالغة ومؤثرة على أمن واستقرار المجتمعات والتمتع بحقوق الإنسان.
وأكدت مصر على ضرورة أن تضطلع الدول بمسؤولياتها في  التصدي لهذه الجرائم ومنع تكرارها ومحاسبة مرتكبيها،
وأهمية احترام الدول لالتزاماتها الدولية لتعزيز التعايش السلمي والتناغم الاجتماعي ونشر ثقافة التسامح وتقبل
الآخر ، فهل تستجيب تلك الدول من مدعي الحرية وتغلب صوت العقل قبل فوات الاوان ؟! .. أنا شخصياً أشك!!!!!.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.