عبد الناصر البنا يكتب : العالم يحترق ..  صيفا  !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية

” العالم يحترق صيفا ” هذا تقريبا هو المانشيت الرئيسى لأغلب الصحف المحلية والعربية والعالمية ، وهو الخبر الذى تناقلته كل وسائل الاعلام المسموعة والمرئية وحتى الألكتورنية هذا الأسبوع ، موجة من الحر غير عادية يشهدها العالم ، وتحديدا النصف الشمالى من الكرة الأرضية .  وكأنما كشرت الأرض عن أنيابها ، وهذا ما جنته أيدينا ، وكم من تحذيرات صدرت طوال السنوات الماضية من مؤسسات عالمية بوقف الأنشطة التى تسبب الإنبعاثات الضارة والـ إحتباس الحرارى ،

والغريب أن إنبعاثات غازات الاحتباس الحرارى سوف تستمر فى الإرتفاع بسبب عدم الـ إمتثال لتحذيرات ” إتفاق باريس ” الذى يهدف إلى مَنع تجاوز درجة حرارة الأرض عتبة الـ 1,5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية ، ولكن للأسف  هناك ” فجوة كبيرة ” بين العَمَل المناخي للدول في جميع أنحاء العالم ، وبين تلك التحذيرات ، مسألة أخرى فى غاية الخطورة وهى إحجام الدول الغنية عن الوفاء بالتزاماتها المالية للبلدان الأكثر عُرضة للآثار الضارة للتغيرات المَناخية ، وعدم توقفها عن الـ أنشطة الضارة بالبيئة !!

التحديات التى سبقت إستضافة مصر  للمُؤتمر السَنوي السابع والعشرين للأمم المتحدة حول تغير المناخ

Cop 27 كانت مسألة عدم الوفاء ” بالتعهدات المالية ” إضافة إلى الخطر المحدق بكوكب الأرض جراء زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ، ومايترتب عليها من آثار ضارة على الناس والبيئة بشكل مُتزايد . ومرّة أخرى سَلَّطَت الأحداث المَناخية المُتطرفة – مثل ” الأعاصير والفيضانات التي غَمَرت العديد من دول آسيا وأوربا وموجات التصحر والجفاف وحرائق الغابات التى ضربت العديد من دول العالم بما فيها أوربا التى تشهد صيفا أكثر حرارة وجفافاً منذ 500 عام  .  وبعد ان إنفض مولد الـ Cop 27 بما له وماعليه ، مازالت الأوضاع البيئية تزداد سوءا يوما بعد يوم ، والنتيجة هى مانراه اليوم من موجات حر شديده وحرائق فى العديد من دول أوربا

التحذيرات من الموجه الحاره جاءت فى صوره رسائل قصيره عينه ” الموجة الحارة سوف تستمر ، إلزموا بيوتكم وقت الظهيره  ــ لاتبقوا طويلا تحت أشعة الشمس ” ، ومنظمة الصحة العالمية تحذر من التأثيرات السلبية لموجات الحر على الأنظمة الصحية ، وتبدى قلقها على المصابين بأمراض القلب والسكر بسبب موجة الحر الشديد ، إبتعدوا عن أشعة الشمس المباشرة ومن الخروج فى ساعات الذروة وهو مايعيد للأذهان ” الدواء فيه سم قاتل ” .  تحذيرات أصبحت تطاردنا أينما حط بنا الرحال .

موجة الحرارة الشديدة التى تشهدها مصر طوال الأيام الماضية والتى تعدت الـ خمسين درجة مئوية وهى معدلات لم

تشهدها مصر التى تميز مناخها بأنه معتدل صيفا وشتاءا ، وأعتقد أن الطبيعة لابد وأن يكون لها رأيا آخر خاصة بعد

ماتخطت درجات الحرارة الـ 71 درجة مئوية فى بعض دول الخليج . الـ إرتفاع الشديد فى درجات الحرارة كان سببا فى

عودة إنقطاع التيار الكهربائى بصفة متكررة فى محتلف مناطق القاهرة وعدد من محافظات الجمهورية بصورة أعادت

للأذهان سنة الإخوان السوداء  مع الفارق فى توقيات إنقطاع التيار ، ففى السنة السودا كانت الكهرباء تنقطع لـ

فترات طويلة بسبب وجود أزمة فى إنتاج الكهرباء فى مصر ، أما اليوم وفقا لبيانات وزارة الكهرباء والطاقة ومجلس

الوزراء ” أن الموجة الحارة زادت من إستهلاك الكهرباء الذى قدر ب 34 ألف ميجاوات الصيف الماضى وبالتالى زيادة

الغاز المستخدم فى إنتاج الكهرباء ، ولذلك بدأ تخفيف الأحمال بصورة مؤقته  .

مصر أولت ” ملف الطاقة ”  عناية خاصة وحققت نجاحا ملموسا وفائضا فى توليد الكهرباء سواء من خلال محطات

التوليد بالوقود أو  التوليد من مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة ”  كالشمس والرياح ..  وغيرها ” ، وقريبا من محطات

التوليد النوويه ، بالقدر الذى يسد حاجة الـ إستهلاك المحلى ، ويحقق فائضا كبيرا يصدر للخارج لـ عدد من دول الجوار

، وقريبا هناك ربط مع بعض دول أوربا .  بالقدر الذى جعل مصر تتقدم 44 مركزا على مؤشر جودة التغذية .

التقارير الدوليه الخاصه بالتغيرات المناخيه أكدت على أن نصف الكره الشمالى يشهد موجات من الحر الشديده الغير

مسبوقه ، والتى سوف تستمر حتى سبتمبر المقبل ،  قيما يعرف بظاهره ” القبه الحراريه ” أما  ” وكاله ناسا ” تعلق

أنه من المرجح ان يكون يوليو الحالى هو الـ أكثر سخونه منذ بدء تسجيل درجات الحراره ،

إن مايشهده العالم اليوم من موجات غضب للطبيعة ، ماهو إلا حصاد ماغرسته أيدينا . فإنتبهوا قبل فوات الأوان

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.