المستشار عبدالعزيز مكي يكتب: يا قلب الشعب تَعلًم كيف تَعِيِش الصعب

المستشار عبد العزيز مكي

تشعر دوما بأنك تعيش تعيس كئيب ما فرحت يوما ..بطِيِب العيش تستغيث وفق ظنك دون مُجيب تعاني ..فلا ونيس لك ولا حبيب يرد وقد تَمنعت عليك الأماني ..وتَقطعت بك السبل وغُلقت دونك الأبواب

ترتاب في من يتكلم ولا تُعيره وتظنه كذاب وفي من يسكت لا يتكلم تظنه خبيث خرِب ضميره وتضطرب وترى العالم من حولك مُضطرب فلا أنت عشت الحياة كما يجب ولا حب الممات عليه المرء قد جُبِل تظل يتملكك الإحساس
بأن كل الناس قد ظلموك وتمكث ومن يشكر لك منهم بعرفان كأنه يتملقك وتصد فإن أنت أديت حقوق الناس للناس بالتمام على مضض تشعر بالمَن وإن اقتضيت ما لك عندهم تحس على الدوام البخس والنقصان وأن الحظ ليس معك فلا أنت ارتضيت الأداء ولا رضيت القضاء فلا العدل يكفيك ولا الفضل يغنيك ولا تفردك في الوجود قد تلاحظ للعيان ولا تجردك من الأنا قد دنَا وأن الأمان يهجرك قد أخطأ دارك تفترض وأصاب جارك تعترض نعم أصاب جارك بالرضا وأصابك تمردك بالضنىَ فزغاريد العُرس عنده عندك صريخ نحس وبغض وتوبيخ وأنت فقط تفترش اليأس وتلتحف السخط وتغض الطرف عما لديك من النعم وتقبع تبتلع خيرك لا تقنع وغيرك من الورىَ رغم شظف العيش وأبسط القوت يحمد ويشكر فقدميك تحملك وعينيك ترىَ وأذنيك تسمع وثيابك تسترك وتعيش كمدا وتئن ومن لا يسمع أو لا يرى ويحمله مقعد يفيض شكرا وحمدا يحمل أجاويد المُنىَ واليقين بأن الحياة كلها ستمر بحلوها والمر والأمل نبراس والعمل أساس يُجليه والصبر عبادة والتضحيات ريادة وأن السعادة إحساس ترتضيه لا بقلة الإمكانيات ولا بالزيادة

وأن في العطاء بسخاء قدر الإستطاعة للغير كل الخير ففيه الشفاء من كل ضُر وكأن الحياة أبدا والموت غدا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.