عبد الناصر البنا يكتب : حادثى مدينتى وسيدى برانى .. رهان على مبدأ سيادة القانون !!
حادثى ” مدينتى ــ وسيدى برانى ” المروعتين ممكن حدوثهما فى أى مكان فى داخل مصر أو خارجها ، وممكن محدش يسمع حاجه عنهم ، وللوهلة الأولى لايوجد أى رابط بينهما وفقا لـ مجريات الأمور العادية ، غير أن متصيدى الأخطاء ومثيرى الفتن ، رأوا أن مرتكب حادث الدهس المروع فى ” مدينتى ” ينتمى إلى المؤسسة العسكرية ، والتانى لـ جهاز الشرطة المدنية ، وهنا قامت الدنيا ولم تقعد على وسائل التواصل الـ إجتماعى والـ Social Media بطريقة تحاول أن تعيد للأذهان تجاوزات جهاز الشرطة فى العهد البائد والتى كانت من الأسباب الرئيسية لـ قيام ثورة 25 يناير 2011 التى بدأت شرارتها بالـ Social Media وصفحة ” كلنا خالد سعيد ” .. إلخ .
وحكاية مقتل الشاب ” خالد سعيد ” فى الأسكندرية على يد أفراد من الشرطة أثناء تفتيشه كلنا عارفينها ، والبعض
وقتها إعتبرها حلقة في سلسلة انتهاك حقوق الإنسان على يد الشرطة في مصر .. إلخ . على أرض الواقع كانت
هناك إنتهاكات جسيمة ، وجسدت الدراما المصرية بعضا من الـ تجاوزات التى كانت تحدث ، وأكيد كلنا فاكرين العبارة
الشهيره لـ بطل الفيلم ” خالد صالح ” الذى جسد شخصية ” حاتم ” أمين الشرطة الفاسد وهى ” اللي ملوش خير
في حاتم .. ملوش خير في مصر” و ” أنا بابا ياله ” .. إلخ بنبرة صوته ولغة جسده بين الترغيب والترهيب لـ تبين فساد
رجال الداخلية في تلك الحقبة الزمنية ، هذا الواقع عشناه كلنا ولا ينكره أحد !!
وأكاد أن أجزم أنه لايوجد أحد فى مصر لم يتعرض لموقف فيه تجاوز من أحد أفراد الداخلية كبيرا كان أم صغيرا ، فى
ذلك التوقيت ، لكن وبمنتهى الصراحة والأمانة هذا الزمن ولى بلا رجعة ، اليوم حتى وإن كانت هناك أخطاء أو تجاوزات
قد تحدث هى أخطاء فردية يتم محاسبة مرتكبيها ، ولاتحسب على جهاز كامل أو تقلل من دوره فى حفظ الأمن
ومايقدمه من تضحيات .. إلخ .
والشىء المؤكد أن الأمور ليست متروكة للأهواء الشخصية ، فهناك أجهزة رقابية وأجهزة تفتيش سواء فى وزارة
الداخلية أو القوات المسلحة تراقب وتحقق وتدقق وتوقع عقوبات تأديبية وتحيل للصلاحية إذا تطلب الأمر . الرئيس
عبدالفتاح السيسى نفسه أكد فى أكثر من مناسبة على ضرورة مواجهة تلك التجاوزات بالقانون لوقفها بشكل رادع
ومحاسبة مرتكبيها .
إذن اللعب اليوم على هذه النغمة من قبل اللجان الألكترونية لـ جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من المتربصين
ومتصيدى الأخطاء الفرديه لـ إستغلال مثل هذه الحوادث للنيل من أمن الوطن أو إحداث الفتنة والوقيعة بين رجال وزارة
الداخلية أو القوات المسلحة والمواطنين بات أمرا مكشوفا !!
الدولة المصرية فطنت مبكرا لهذا المخطط لكى ” لايلدغ مؤمن من جحر مرتين ” . وأرست منذ عام 2013 مبدأ ”
سيادة القانون ” وأن الجميع أمام القانون سواسية ، وأنه لا أحد فوق المساءلة كبيرا كان أم صغيرا ، ولعل ترسيخ هذا
المبدأ كان سببا فى حاله الإستقرار التى شهدتها مصر .
من جهة ثانية المواطن تفسه خاصة بعد احداث 25 يناير 2011 أصبح بدوره أكثر وعيا ، وأصبح من الصعب إنقياده ، أو
الضحك عليه ، وحسنا فعلت القوات المسلحة عندما أصدرت بيانها بشأن حادثة الدهس المروعة فى مدينتى والتى
إرتكبها أحد ضباط الجيش وأودت بحياة طبيبة وإصابة زوجها وأطفالها . والذى أكدت فيه على توضيح الحقائق للرأى
العام وأنها أسندت للمتهم جرائم ” القتل العمد والشروع فيه ” وتقرر حبسه إحتياطياً على ذمة القضية وجارى إحالته
إلى المحكمة العسكرية للجنايات .
أما الأحداث المؤسفة التى شهدتها مدينة ” سيدى برانى ” بمحاقظة مرسى مطرح على حدود مصر الشمالية
الغربية ، على خلفية مقتل شاب على يد أحد ضباط الشرطة ، حسمت النيابة العامة الجدل الدائر على وسائل
التواصل الـ إجتماعى والـ Social Media والتى بدأت برواية كاذبة مفادها أن أحد ضباط الشرطة تابع لقسم شرطة
سيدى برانى ذهب لشراء سيارة من أحد معارض السيارات وحدثت مشادة كلامية بينه وبين صاحب المعرض تطورت
وإستدعى الأمر لأن يخرج الضابط سلاحه الميرى ويطلق ثلاث رصاصات أردت صاحب المعرض قتيلا .
رواية كاذبة ومغلوطة وعارية تماما من الصحة ، كانت كفيلة بإحداث فتنة لايعلم مداها إلا الله وبلبلة وإثارة للرأى العام
فى مصر ، كشف بيان النيابة العامة عن العديد من المفاجآت بشأنه وأعلنت تفاصيل القصة الكاملة ، لتوأد الغتنه فى
مهدها .
ويبقى الشىء المحير على الأقل بالنسبة لى أنا شخصيا وهو ” غياب دور الإعلام عن المشهد ” .. والسؤال : لماذا
تصر الدولة المصرية البقاء على تلك الأشكال ” الكالحة ” الموجوده على ساحة الإعلام التى تسىء للدولة نفسها ؟
وهل الحكومة ماتعرفش أن كل المتصدرين مشهد الإعلام اليوم الناس بتقول عليهم ” مطبلاتيه ” ؟
ياسادة ياكرام الناس ” ملت ” وزهقت من هذه الأشكال الضالة ، وأكيد كلنا بنشوف الفيديوهات المخجلة بل المثيرة
للضحك والشفقة فى آن واحد على وسائل التواصل لتباين مواقف هؤلاء المطبلاتيه والتحول إلى النقيض حول القضية
الواحدة مابين عشية وضحاها .. والله عيب !!
السؤال الأهم : لماذا الإصرار على هدم ” ماسبيرو ” إعلام الدولة وقلبها النابض وصمام أمنها وأمانها لماذا الإصرار
على قتل الكفاءات فيه ؟ وبالتبعية لماذا الإصرار على عدم عودة وزارة الإعلام بعد فشل كل الهيئات البديله وكل
الإعلام البديل الذى يفتقد للمصداقية لدى رجل الشارع ؟
ياسادة ياكرام يكفينا سحب البساط من تحت أقدامنا ، هل يغيب عنكم ” قوتنا الناعمه” التى تآكلت وفى طريقها إلى
الزوال بعد الغياب المتعمد لدور وزارة الثقافة ، إنه لشىء مخجل حقا ، لقد بح صوتنا وملأنا الدنيا ضجيجا وكأننا نؤذن
فى مالطه !! .
أنا بس عاوز أنبه لجملة واحده كانت سبب فى خراب مصر وهى ” خليهم يتسلوا ” لعلنا نتعظ !!
الهم إحفظ مصر وأهلها ، ووفق ولاه أمورها لما فيه خير ورفعة البلاد والعباد .. ودمتم سالمين .