الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : النهر العظيم .. والحلم الأعظم

الكاتب الصحفي
عصام عمران

كتبت منذ عام تقريبا مقالا بعنوان ” ترويض الصحراء” تحدثت فيه عن المشروع العملاق الذي تنفذه الدولة المصرية لمد النهر الصناعي أو النهر العظيم كما يطلق عليه البعض بطول ١١٤ كيلو متر تقريبا فى الصحراء الغربية لتحقيق الحلم الأعظم لاستصلاح وزراعة حوالي ٢,٥ مليون فدان لتضاف الى الرقعة الزراعية المصرية لمواجهة أزمة الغذاء العالمية، التي اشتدت وتيرتها فى أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

واعود اليوم للكتابة عن هذا الموضوع المهم ، خاصة مع اقتراب انتهاء المشروع العملاق الذى يستهدف ضخ ونقل قرابة عشرة ملايين متر مكعب من المياه لخدمة مشروع الدلتا الجديدة الذي يشمل فى واقع الأمر مشروعين هامين الأول أطلق عليه ” مستقبل مصر” والثاني ” جنوب محور الضبعة” وذلك بهدف التوسع فى زراعة المحاصيلالاستراتيجية بما يسهم فى خفض فاتورة الاستيراد التى تفاقمت بعد حرب اوكرانيا ، وبات الغذاء العالمي فى خطر وأصبحت الزراعة هى الملاذ الآمن والحل الأمثل لهذه الأزمة.

ووفقاً لما ذكره الرئيس السيسى فإن مشروع الدلتا الجديدة هو المشروع الأضخم والحلم الأعظم في تاريخ مصر ، وكما ذكرت في البداية فإن مصر تقوم من خلال هذا المشروع بترويض الصحراء الغربية لزيادة الرقعة الزراعية التي كانت لا تتجاوز ٦ ٪ من مساحة البلاد ، وتعيش عليها غالبية السكان وفي هذا المشروع تنفذ الدولة المصرية نهرا صناعياً عملاقا بطول ١١٤ كيلو متر للمساهمة فى رى الرقعة الزراعية الكبيرة والتي يتم مدها بمياه الصرف الزراعي المعالجة بمحطة الحمام عن طريق مواسير عملاقه ، وذلك على امتداد طريق محور روض الفرج – الضبعة الجديد لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض ، حيث يستهدف المشروع توفير منتجات زراعية ذات جودة عالية بأسعار مناسبة و تصدير الفائض بما يسهم فى خفض الاستيراد وتوفير العملة الصعبة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ويوفر المشروع في مراحله الأولى قرابة عشرة آلاف فرصة عمل مباشرة وأكثر من ٣٦٠ الف فرصة عمل غير مباشرة وتزداد هذه الفرص تباعاً خلال باقي مراحل المشروع العملاق الذي يتكلف حوالي ٨ مليارات جنيه تشمل مد وتمهيد طرق داخلية بطول ٥٠٠ كليو متر وحفر آبار مياه جوفية وإقامة محطتين لتوليد الكهرباء بطاقة ٣٥٠ ميجاوات ومد شبكة كهرباء داخلية بطول ٢٠٠ كيلو متر مع ربطها بشبكة كهرباء الدلتا الجديدة .

ويتم من خلال هذا المشروع الضخم تحقيق الهدف الاستراتيجي بإضافة مساحات جديدة من الرقعة الزراعية التى ظلت لسنوات طويلة ثابتة عند عشرة ملايين فدان بل تناقصت خلال الفترة الماضية بفعل المباني السكنية العشوائية حتى جاء الرئيس السيسى وعمل على وقف التعدى على الأراضى الزراعية القديمة مع استصلاح الأراضي الصحراوية ليتم خلال عشر سنوات مضاعفة المساحة القديمة ، عبر هذا المشروع إلى جانب مشروعات توشكى وشمال سيناء والوادى الجديد وشرق العوينات وغيرها من مشروعات استصلاح وزراعة المناطق الصحراوية لتنمية الموارد الاقتصادية الزراعية، وتحقيق الأمن الغذائي وتقليل فجوة الاستيراد، وإقامة مجتمعات عمرانية وزراعية وصناعية جديدة، تسهم في استيعاب الزيادة السكانية، وإضافة المزيد من فرص العمل وزيادة الدخل للمواطنين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.