فى “صالون حزين عمر الثقافي”: الصحافة الدينية خط الدفاع الأول لمواجهة التغريب

دعمها أمن قومى لحماية النشء.. والحفاظ على الهوية

عاد “صالون حزين عمر الثقافي” بقوة بعد فترة توقف بسبب جائحة كورونا، بعقد ندوة مهمة تناولت قضية في غاية الأهمية وهى “الصحافة الدينية.. الواقع والتحديات”، أكد خلالها خبراء الإعلام والصحافة الدينية أن الصحف الدينية هى أحد ركائز الأمن القومي لما تمثله من خط الدفاع الأول عن الهوية الدينية والوطنية، وبناء الوعى وترسيخ الانتماء، ونشر ثقافة التعايش السلمي والتكافل الاجتماعي بين جميع أفراد المجتمع، والإسهام فى عمليات التنمية وحث المواطنين على الإخلاص والعمل المتقن والمشاركة الإيجابية في الأنشطة والمشاريع القومية التى تحقق الرفاهية والحياة الكريمة للمواطنين.

وشهد الصالون مشاركة واسعة من مثقفى مصر والعرب، خاصةً وأنه أقيم في معقل المثقفين والفنانين، بمقر “أتيليه القاهرة”، بوسط البلد،

برئاسة أحمد الجناينى، وتنسيق: أشرف عامر، عبدالرحمن الداقوفى، إيمان عابدين.

أشار الأديب حزين عمر، صاحب الصالون، إلى أن الصحافة الدينية تمثل ركناً أساسيا فى مجتمعاتنا العربية والإسلامية

باعتبار أن الدين أساس هذه المجتمعات، فضلاً عن قدرة هذه الصحف على محاربة الإرهاب والتطرف، بنشر الوعى وتعميق الهوية،

ومواجهة الأفكار المتشددة والمغلوطة، معتمدة في ذلك على مرجعية الأزهر والكنيسة والثقافة المصرية الأصيلة.

وحذر حزين عمر من عمليات التغريب والايديولوجيات الغربية وتوجهاتها الشاذة التي يريدون فرضها على مجتمعنا،

مثل المفاهيم المغلوطة عن الحرية المطلقة التى يمررون من خلالها للشذوذ تحت مسمى المثلية،

والاعتداء على الأديان وازدرائها، وحرق المصحف، وتذويب هويتنا، والدعوة لفصل الدين عن الدولة،

مع اختلاف ظروفهم حينما ظهرت هذه الدعوة فى عصورهم المظلمة، فى حين أن الدين لدينا يمثل الحياة،

فى ذات الوقت يؤكد ديننا الحرية الكاملة في الاعتقاد “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”.

مع احترام كامل لحرية العبادة والاعتقاد.

خندق الوطنية

أشار د. جمال النجار، عميد كلية الإعلام بالأزهر سابقا، إلى أن الصحافة الدينية، والإسلامية تحديداً، من أعرق الصحف التي ظهرت في مصر مطلع القرن ١٩، وهى تهدف إلى إحياء الفكر المصري والثقافة العربية ودورها المجتمعى، موضحاً أنه صدرت عدة صحف ومجلات إسلامية مثلت تيارات مختلفة، وكلها تحارب للحفاظ على الهوية الوطنية والدينية لمصر من خلال تناول قضايا الهوية والانتماء والتغريب، فكانت تشتبك مع كل القضايا والمعطيات الحياتية وليست صحف دينية “صرفة” للعبادات، فالدين هو الحياة، يناقش كل القضايا بمنظور ورؤية إسلامية.
وقال د. النجار: أما في عصرنا الحالي فإن دور الصحافة الدينية يتعاظم ويزداد أهمية لما تتعرض له الأمة العربية والإسلامية والمصرية خصوصا من حملات غزو ثقافى، وتيارات مأجورة لمحاربة الهوية الوطنية والدينية، تجرف تاريخنا وتشوش فكرنا، مثل يوسف زيدان وإسلام بحيرى، والتطاول على الإسلام ومقدساته ورموزه، بل على رسول الله وسنته والقرآن الكريم، بدعم من الصهيونية العالمية.
وركز د. النجار، أهم التحديات التي تواجه الصحافة الدينية فى وجود التيارات: العلمانية، الإلحادية، الصهيونية ،الماسونية، المأجورة وهى أشدها لأنهم من بنى جلدتنا. ولا منجى لنا ولا نجاح للصحافة الدينية في المواجهة والاستمرار إلا إذا آمن مسئولوها بانهم أصحاب رسالة وليس مهنة تدر دخلا.

حد السيف

وأكد مصطفى ياسين، مدير تحريرجريدة “عقيدتى”، أن الموضوعات الصحفية المتعلقة بالقضايا الدينية والعقائدية تعتبر من أشد القضايا تعقيداً وحساسيةً وإثارةً للجدل – خاصة في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط – لما لها من سمات خاصة تجعل الصحفي الذي يتناول تلك الموضوعات كالشخص الذي يسير على حد السيف، عليه أن ينظر جيداً أين يضع قدميه فى كل خطوة يخطوها. وما هي أنسب الكلمات والعبارات الواضحة التي لا تحتمل اللبس أو المعانى الفضفاضة، بل تكون محددة وواضحة ومباشرة.
عقيدتى نموذجا
وكتجربة ومثال حى على هذا النوع من الصحافة الدينية، وتحديداً ، الاسلامية، استعرض مصطفى ياسين تجربة إصدار جريدة عقيدتى، فى ٥ ديسمبر ٩٢، فقال: كلنا أو معظمنا، يدرك ما كان في هذا التوقيت من تطرف وتعصب وصل حد استخدام العنف والإرهاب من قبل بعض الجماعات المتشددة دينياً تجاه مجموعة مخالفة لها في الدين أو حتى المنهج الفكرى، بل تجاه المجتمع كله. وقد عانينا كثيرا مما أدى إليه فكر التكفير لكل شخص بل لكل شئ.
وقد صدرت عقيدتى عن دار الجمهورية للصحافة، كأول إصدار من نوعه يصدر عن إحدى المؤسسات الصحفية القومية، بقرار من الكاتب الصحفى الكبير سمير رجب، وتولى إعدادها في البداية الكاتب الصحفى مؤمن الهباء، ثم أسندت المهمة إلى الكاتب الصحفى السيد عبدالرؤوف، مع كتيبة من الصحفيين الشبان.
واتخذت عقيدتى شعارها ومنهجها، أمره سبحانه وتعالى “أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة”، ومنذ صدورها وحتى الآن لم تحد عن منهجها، فى مواجهة الأفكار المتطرفة، سواء بالتشدد او الانحلال والتسيب، الإفراط أو التفريط، فكلاهما تطرف، لأن الوسطية والاعتدال إنما هي فضيلة بين رذيلتين، والأديان السماوية ما جاءت إلا بما يصلح حال الناس في حياتهم الدنيا، طمعا ورغبة في الفوز برضوان الله، دنيا وآخرة. وقد اقتحمت واشتبكت مع كل قضايا المجتمع وقدمت الرؤية الإسلامية المعتدلة، بأسلوب صحفي متجدد، مقدمة خطابا دينياً متجددا، وهو ما يدعو إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.