الصحة والتعليم ملفان مهمان توليهما الدول اهتماماً خاصاً لكى ترقى وتتقدم ، وهكذا تفعل الدولة المصرية خلال السنوات العشر الأخيرة أو هكذا تسعى إن صح التعبير ، خاصة أن هذين الملفين بينهما ارتباط وثيق لبناء انسان قوى قادر على مواجهة التحديات والنهوض بوطنه ، فالصحة الجيدة تعني وجود مواطن سليم الجسد والبنيان ، بينما يضمن التعليم الجيد وجود مواطن سليم الذهن والعقل معتدل التفكير ، قادر على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ، ومن هذا المنطلق يجب على الدولة ، أى دولة الاهتمام بهذين الملفين الهامين اذا ارادت أن تكون في مصاف الدول المتقدمة وهو ما فطنت إليه دولة 30 يونيو ، خاصة بعد تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم قبل تسع سنوات.
نعم اهتمت الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسى بتطوير التعليم بشقيه الأساسى والعالى من خلال توفير البنية التحتية والأساسية حيث تم إنشاء وإحلال وتجديد العديد من المدارس والجامعات بشتى المحافظات وتزويدها بوسائل الاتصال الحديثة التي تتماشى مع عصر الرقمنة والتعليم عن بعد والذكاء الاصطناعي.
وفي مجال الصحة كان اهتمام الدولة المصرية أكثر وضوحاً عن غيره من الملفات المهمة التي اقتحمتها دولة 30 يونيو
، فكانت هناك العديد من المبادرات التي أطلقها الرئيس السيسى لعلاج أوجاع المصريين ، لعل فى مقدمتها مبادرة
مائة مليون صحة التي ساهمت بشكل كبير في إنفاذ حياة ملايين المواطنين من الأمراض الخطيرة ، وفي القلب منها
“فيروس سي” اللعين الذي كان يهدد حياة ١٧ مليون مصري وتم خلال سنوات قليلة السيطرة عليه و سوف نحتفل
قريبا بمصر دولة خالية من هذا العدو الغادر وهو ما أشادت به منظمة الصحة العالمية .
كذلك ساهمت المبادرات الرئاسية في علاج العديد من الأمراض والاوجاع التى كان يعاني منها المصريون ، خاصة
سرطان الثدي والرحم ، وكذلك السمنة و التقزم ، علاوة على أمراض القلب والعيون .
ولعل المبادرة التى أطلقتها الدولة المصرية مؤخرا تحت رعاية الرئيس السيسى بعنوان ” ١٠٠ يوم صحة ” خير دليل
على اهتمام الدولة بصحة المصريين في شتى المحافظات حيث تجوب الفرق الطبية بمختلف التخصصات قرى ونجوع
ومدن الجمهورية خلال المائة يوم للوقوف على أوجاع المصريين ومحاولة علاجها وتوفير الأدوية للمحتاجين مجانا ،
وهو أمر طيب ، ولكن يجب على الدولة أن تسعى لتكون هذه الخدمة الصحية وكذلك التعليمية متوفرة طوال الوقت ،
ولن يتأتى ذلك إلا بتوفير البنية الأساسية لتطوير التعليم والصحة ، ويأتى فى مقدمة ذلك الاهتمام بالمعلم كركيزة
أساسية لتطوير العملية التعليمية ، فلابد من دعمه مادياً ومعنوياً وتدريبه وفقاً لأحدث النظم العالمية فى مجال
التدريس خاصة معلمى المرحلتين الابتدائية والإعدادية.
على نفس المنوال يجب الاهتمام بالاطباء كركيزة أساسية أيضا لتطوير العملية الصحية ، خاصة الخريجين الجدد ، فلا
يعقل أن يكون راتب الطبيب بعد ٧ سنوات من الدراسة الشاقة لا يتعدى أربعة آلاف جنيه في حين هناك من يحصل
على اضعاف هذا المبلغ فى وظائف وهيئات أخرى ربما تكون أقل قيمة وقدرا وجهدا مما يقوم به الأطباء ! .