الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : فداء وإنقاذ

الكاتب الصحفي
عصام عمران
لعله من حسن الطالع أن يتزامن احتفالنا بثورة الثلاثين من يونيو العظيمة هذا العام مع الاحتفال بعيد الأضحى
المبارك ، فكليهما يعد مثالاً حياً للتضحية والفداء من أجل إنقاذ المحبوب ، وطنا كان أم ابنا.
فكلنا يعلم قصة الاحتفاء بيوم النحر أو عيد الأضحى أو العيد الكبير كما يصفه البعض فى بلادنا ، حيث كانت الرؤية
الأشهر لنبي الله إبراهيم عليه وعلى نبينا محمد افضل الصلاة والسلام وهو يقوم بذبح وحيده الطفل “اسماعيل”
الذى رزق به وهو شيخ عجوز ، ومع ذلك لم يتأخر عن تنفيذ الرؤية الإلهية ، وعندما عرض الأمر على ابنه الصغير كانت
الإجابة النموذجية ” يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين” ، وهذه هي التضحية والامتثال لأمر الله ،
فكان الفداء من المولى عز وجل ” وفديناه بذبح عظيم” وخلدت هذه القصة أو تلك التضحية حتى يرث الله الأرض ومن
عليها.
وعلى نفس المنوال كانت ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ التي تجلت فيها روح التضحية والفداء من أجل
إنقاذ الوطن وإفشال مخططات أهل الشر وأعوانهم فى الداخل والخارج ، حيث خرجت الملايين من أبناء الشعب
المصرى تملأ الشوارع والميادين رافعة راية التحدى مرددة فى صوت واحد “مصر .. مصر .. تحيا مصر ” .. يسقط يسقط
حكم المرشد” ، فى إشارة إلى ضرورة انتهاء حكم الجماعة الإرهابية ورئيسها الفاشل ولم تعبأ تلك الملايين من
الجماهير الغفيرة بتهديدات الإخوان وأنصارهم ، والجميع كانوا مستعدين للتضحية بأرواحهم لإنقاذ الوطن ، فكان النصر
من الله سبحانه وتعالى ، حيث انحاز أبطالنا فى الجيش والشرطة الى رغبة أبناء الشعب وتم عزل الرئيس الإخواني
الفاشل وانتهاء وهم الخلافة الإخوانية إلى الأبد.
ولأن ابطالنا فى الجيش والشرطة هم نبت هذا الوطن وابناؤه ، كانت التضحية والفداء الأعظم من هؤلاء الأبطال الذين
ضحوا بحياتهم وأرواحهم الذكية دفاعاً عن الارض والعرض ، وكما ذكر الرئيس السيسى أكثر من مرة أن ابطالنا فى
الجيش والشرطة فضلوا مواجهة قوى الشر وأهله بدلا من المواطنين ، وبالفعل قدموا خلال السنوات العشر الأخيرة
أكثر من ثلاثة آلاف شهيد ، وضعفهم من الجرحى والمصابين وكان شعارهم جميعا ” نموت نموت وتحيا مصر” .
وكما كانت ذكرى قصة الفداء والتضحية لسيدنا إبراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام خالدة وستظل باقية للأبد ،
فإن ذكرى انتصار المصريين على قوى الشر وأعوانهم فى الثلاثين من يونيو ستبقى ابد الدهر ويجب أن تكون كذلك
حتى لا ننسى جميعا ما كان يحاك ضد وطننا ، ولعل الرابط أو القاسم المشترك بين الذكريين هو إرادة الله سبحانه
وتعالى وتوفيقه لإنقاذ النبى الوليد والبلد العظيم ، مصر التى كانت وستظل كنانة الله في أرضه.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.