عبد الناصر البنا يكتب : التايم شير .. وسنينه !!

لما تكون م الطبقة الوسطى طبقة السواد الأعظم من الشعب المصرى من ” الموظفين والعمال والفلاحين والكادحين والكالحين .. إلخ ” وعاوز تحلم إبقى إحلم على أدك بدل ماتوقع على جذور رقبتك وإنت بتتصدم بالواقع .
الحكاية ومافيها لما حد من صحابك يقترح عليك موضوع ” التايم شير ” لازم تفكر قبل المرة ألف قبل ماتروح للمصيدة برجليك ، وكمان لازم تتسلح بشريط ” بنادول إكسترا ” لأنهم هياكلوا دماغك لا محاله ، ومش بعيد يكون صاحبك دا كان ضحية قبل منك ، طيب إفرض إنك “غرك جسمك ” على رأى اللمبى وحبيت تروح تجرب وقلت يعنى أنا حيلتى إيه أو هأخسر إيه ، زى ماضربوا الأعور على عينه قال ” ماهى خسرانه .. خسرانه ” روح
بس القاعدة الذهبية إللى ماتغيبش عن بالك ” إبنى ف إيدى .. ليه أدور عليه ” قبل مايدفعوك قرش واحد من فلوسك لأنه ف الغالب مش هيكون “قرش ” وإنما ” ألوف ” وعلشان ماترجعش تغنى ” أتارينى ماسك الهوى بإديا ” ، والنصيحة لو رحت لازم تكون ” إكسلانس ” حتى لو مفيش ف جيبك بنزين العربية إللى هيرجعك ، لأنك ح تتسأل أسئلة سخيفة ولاتخلو من تقل الدم بعد إسمك وسنك وعنوانك .. إلخ .
عينة إنت ساكن إيجار ولاتمليك ، دخلك الشهرى كام ، موديل عربيتك إيه ، ولادك بيتعملوا فين ، آخر مره سافرت فيها بره مصر كانت إمتى ؟ ورحت فين ؟ وأنا آسف كان سبب السفر إيه ، طيب إنت بتحب تصيف فين وغيرها من الأسئلة الإستفزازية ، كأنك داخل شريك مع ” معمار المرشدى ” ويمكن ماتسألتهاش أصلا وإنت بتتجوز ، أعصر على قلبك ليمونة وخليك واثق من نفسك ، بس ماتشطحش أوى ، لأن دا ممكن يدخلك فى ” ريسك ” أعلى أو شريحة أعلى من المخاطر ، يعنى بدل مايكون عرض التايم شير على شاليه ، ح تدخل فى عرض الفيلات .. وعدى .. ياوعدى !!
وعدى .. ياوعدى على المعاملة إللى ح يعاملوك بيها طوال ساعتين التحقيق قصدى المقابلة ، اولا : لازم يحسسوك إنك الملياردير السعودى ” عدنان خاشوقجى ” ودا بناءا على الأبليكيشن إللى حضرتك تفضلت بملأه أول ما إستقبلوك ، وكل واحد ومقامه ، ثانيا : لازم تعرف إن حضرتك وحرمك المصون متراقب برا وبحرا وجوا وأن الكاميرات ترصد كل سكناتك وحركاتك وإيماءاتك ، علشان كده لازم تكون رابط الجأش ، خد نفس عميق وأوعى تفقد ثقتك فى نفسك أبدا ، ح تقابلك مصطلحات إنجليزى بالهبل ، إبتسم وإعمل عبيط وإنت بتسمعها وعلى فكرة نصها غلط ، بس إنت إتقل وإعمل نفسك من مواليد شيكاغو .
المندوب إللى بيقابل حضرتك بيتعامل معك ” سيكولوجيا ” هو عنده الفراسة أنه يفهمك ويفهم طريقة تفكيرك وإن كنت واثق من كلامك ، ولا مهزوز ، ودا يتوقف على ثباتك الـ إنفعالى ، وبناءا عليه هو بيحدد إنك عميل ييجى منه ، ولا لا ، ودا إللى بيننقلك إلى المراحل التالية فى المقابلة ح يسلمك لـ مديره ياكل دماغك شويه ، والمدير ح يسلمك للأعلى منه .. إلخ ، إلى أن يقنعوك بالتوقيع .
الإيقاع بالفريسة أو الضحية هنا معناها القدرة على إنتزاع توقيعه على العقد ، مش مهم إيه المكتوب فى العقد ، وهل الكلام إللى سمعته كلام حقيقى ، ولا هو بييع لك الهوا فى أزايز ، وخاصة بعد الـ أحلام الوردية إللى عيشوا جنابك فيها ، بعد شرح مميزاتهم ، إللى حسسك أنك ح تعيش أسبوعين ف الجنة مع الحور العين .. ” ويابنات الحور سيبوا القمر “
طيب لو عملت فيها واد ناصح وحبيت تتفلسف عليهم ، لا يامعلم إنت كده جيت فى ملعبهم ، كل سؤال ح تسأله
بدون مبالغه عليه رد ، طيب ياجماعة الخير على فرض أن أنا معى المبلغ المطلوب وهو بالمناسبة لايقل عن ” ربع
مليون ” جنيه وحطيته وديعة فى البنك مثلا بسعر الفايدة العالى إللى بنسمع عنه ، طيب العائد أنا ممكن اروح أصيف
فى اليونان ولا قبرص ، يوووه تبقى أمك دعت عليك مش بس كونك مابتحبش بلدك ؛ لا دول كمان ح يدخلوك فى
حسبة برما .
فى الواقع إحنا لابتوع جزر هاواى ولا المالديف على رأى واحد حبيبنا قال : الواحد الأيام دى مابقاش طايل يحلم حتى
يروح ” جمصة ” وإللى رد عليه يقول له : يابنى هى ترعة المريوطية موتت أبو مين !!
أنا أعتقد أن أمثالنا الشعبية هى خلاصة تجارب هذا الشعب الكادح ، وخد عندك المثل إللى بيقول ” إللى إتلسع فى
الشوربة ينفخ ف الزبادى ” ؛ أصل العبد لله وقع ضحية نصب قبل كده مع شركة من شركات السياحة كان يشار لها
بالبنان إسمها ” وندر لاند ” إللى حصل أنهم كانوا مغرقين الدنيا كلها بإعلاناتهم إللى يسيل لها اللعاب ، وتملك شاليه
فى رأس سدر فى عيون موسى ” والميه صافية صافية والسما زرقا زرقا ” أكيد فاكرين إعلانات محمود طاحون صاحب
شركة بدر للإستثمار .
المهم أنا ماكدبتش خبر ورحت إتفرجت على ” ماكيت ” القرية حاجة تخطف العقل ، وهوب ” ألأ أونا .. ألا دو ”