” هناك دول كثيرة لديها احلام وطموحات ، ولكن القليل منها ما يستطيع تنفيذ تلك الأحلام والطموحات ، وبلدكم من هذه القلة القليلة ، فمصر بقيادة الرئيس السيسى تجاوزت المستحيل الى مرحلة اللا مستحيل فى كثير من المشروعات والتحديات التي واجهتها خلال السنوات العشر الأخيرة “.
تلك العبارة قالها رئيس إحدى الشركات الفرنسية المتخصصة فى السفن والموانئ البحرية للفريق كامل الوزير وزير النقل ، معلقا على إنجاز الدولة المصرية لمشروع تطوير ميناء الإسكندرية البحرى ، وخاصة فيما يتعلق بمحطة ” تحيا مصر ” متعددة الأغراض التى افتتحها الرئيس السيسى مؤخرا .
والمتابع للأحداث التي شهدتها مصر خلال السنوات العشر الأخيرة وتحديدا فى أعقاب ٢٥ يناير ٢٠١١ وما تلاها من صراعات ومؤامرات كانت تستهدف إسقاط الدولة المصرية وتفتيت مؤسساتها الوطنية ، يتأكد فعلا أن مصر بلد لا تعرف المستحيل ، فقد استطاعت بفضل من الله ثم بشجاعة شعبها العظيم وجيشها الوطني وشرطتها الأبية وقائدها المخلص أن تتجاوز الكثير من الصعوبات وأفشلت مخطط الشرق الأوسط الجديد أو الربيع العربي الذي كانوا يخططون ويسعون من خلاله إلى إسقاط معظم دول المنطقة وتقسيمها إلى دويلات صغيرة ، وفي القلب منها مصر التى كانوا يعتبرونها ” الجائزة الكبرى” ولكن الله سلم ونجت مصر.
وعندما قفزت جماعة الإخوان الإرهابية ورئيسها الفاشل على مقاليد الحكم في البلاد عام ٢٠١٢ ظن الجميع أن مصر قد ضاعت وأن الإخوان لن يتركوا الحكم قبل ٤٠٠ عام وهو ما ذكره رئيسهم المعزول فى أحد خطاباته قبل ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ ، التى قضت على أوهام الجماعة الإرهابية وأعوانها فى الداخل والخارج ، الذين لم يستوعبوا المفاجأة أو الصدمة.. إن صح التعبير.. واشتاطوا غضبا لإبعادهم من الحكم ولجأوا الى العمليات الإرهابية والاجرامية التى استهدفت المصريين في شتى المحافظات لاسيما ابطالنا فى الجيش والشرطة ، وكان تركيزهم الأكبر على سيناء الغالية التي كانوا يسعون لتحويلها إلى ولاية أو إمارة للخلافة المزعومة!!
ولم يقتصر قهر المصريين للمستحيل على دحر الإرهاب وإفشال مخططات أهل الشر وأعوانهم فى الداخل والخارج وإنقاذ البلاد والعباد من شرورهم ، بل كانت هناك معركة أخرى لا تقل شراسة عن مواجهة الإرهاب ، وهي معركة البناء والتنمية التى خاضتها دولة ٣٠ يونيو بقيادة الرئيس السيسى بالتوازي مع محاربة أهل الشر ، حيث أولى الرئيس السيسى اهتماماً كبيراً بتحقيق التنمية والعمران في شتى ربوع الوطن منذ اللحظة الأولى من توليه مسؤولية قيادة البلاد ، فكان مشروع شق قناة السويس الجديدة وفي نفس الوقت مواجهة أزمة نقص الطاقة بشقيها الكهربائية والبترولية ، وبالفعل تم حل أزمة نقص الطاقة الكهربائية من عجز ٤ آلاف ميجاوات عام ٢٠١٤ إلى تحقيق فائض يزيد عن ١٢ الف ميجاوات حاليا وهذا إعجاز بكل المقاييس.
نفس الحال بالنسبة للطاقة البترولية ، تم القضاء على النقص الشديد فيها خاصة فيما يتعلق بالبنزين والبوتاجاز واختفت الطوابير من أمام محطات الوقود ومستودعات البوتاجاز خلال فترة وجيزة من تولى الرئيس المسؤولية ، وكان فضل الله علينا عظيماً حيث من على الدولة المصرية باكتشاف حقل ” ظهر” الذي يعد واحدا من أكبر حقول الغاز في العالم وهو ما ساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز وبدء تصدير الفائض مطلع عام ٢٠١٩.
على نفس المنوال كان اهتمام الدولة المصرية بمشروعات الاسكان والتعمير فى شتى ربوع الوطن ، حيث تم تشييد أكثر من مليون ونصف المليون شقة لمختلف الفئات العمرية والاجتماعية ، علاوة على إنشاء ٢٤ مدينة جديدة معظمها من مدن الجيل الرابع الذكية وفي مقدمتها العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة التي تعد بحق مثالاً حياً لقهر المستحيل ، حيث تم تحويل المنطقة من حقول للالغام إلى واحدة من أجمل المدن الساحلية والسياحية فى العالم .
ورغم التحديات والأزمات التي واجهت العالم خلال السنوات الأخيرة وفي القلب منها جائحة كورونا التى أصابت كبريات الاقتصاديات العالمية بالشلل التام ومن بعدها أزمة الحرب الروسية الأوكرانية ، إلا أن المصريين واصلوا التحدى ولم تتوقف مشروعات التنمية والعمران ، خاصة في مجال الزراعة واستصلاح الأراضي حيث تم خلال السنوات التسع الأخيرة استصلاح وزراعة قرابة خمسة ملايين فدان ومن المزمع وصول هذا الرقم الى عشرة ملايين فدان بنهاية العام القادم وهو ما يعادل المساحة المنزرعة بمصر منذ ٢٠٠ عام .
وبنفس القوة والعزيمة كان تحدى المصريين للمستحيل فى العديد من مجالات التنمية والعمران ، ولعل أهمها القرار التاريخي الذي اتخذته القيادة السياسية بتنفيذ مشروع الإصلاح الاقتصادي عام ٢٠١٦ ، وهو دون مبالغة تجسيد حقيقى لقهر المستحيل ومواجهة الصعاب ونجح المصريون بامتياز فى الوقوف خلف بلدهم وتحملوا تبعات الإصلاح الاقتصادي على قدر مرارتها وصعوبتها ، وحتى كتابة هذه السطور لم يتوقف المصريون عن قهر المستحيل ومواجهة التحديات فى شتى المجالات ، خاصة إحلال وتجديد وشق الطرق والجسور والمحاور لربط مختلف المحافظات وتوفير البنية التحتية اللازمة لمشروعات التنمية والاستثمار ، علاوة على تنفيذ العديد من المشروعات لتطوير التعليم والصحة التى كان لها حظ كبير من الاهتمام فى الجمهورية الجديدة ويكفي القول أن مصر باتت دولة خالية من فيروس ” سي” ذلك ” البعبع” الذي كان يهدد حياة ١٧ مليون مصري
وهو ما سنتناوله فى مقال قادم إن كان فى العمر بقية إن شاء الله.