يمتلك الفريق كامل الوزير وزير النقل قدرة فائقة على حفظ الأرقام والبيانات المالية والفنية المتعلقة بالمشروعات التى يتولى الإشراف على تنفيذها ، سواء حينما كان رئيساً للهيئة الهندسية بالقوات المسلحة أو بعد تكليفه بمهام وزارة النقل قبل ٤ سنوات تقريباً ، لذلك تجده حاضرا وجاهزا للرد على أى استفسار أو سؤال يطرحه عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال افتتاح أى من المشروعات التي يشرف عليها الفريق كامل ، وهو ما لمسناه وشاهدنا أثناء العرض الذى قدمه وزير النقل لمشروع تطوير ميناء الإسكندرية أمام الرئيس السيسى والذى وصفه الفريق كامل بأنه سيحول الميناء الى درة الموانئ المصرية، بل والعالمية على ساحل البحر المتوسط عند انتهاء المشروع بالكامل منتصف العام المقبل.
الرئيس السيسى أكد خلال مداخلاته المتعددة اثناء شرح الفريق كامل الوزير للمشروع أن مثل هذا المشروع يتم من اجل مستقبل أبناء مصر و أحفادهم ، مشيراً إلي أن بناء دولة قوية قادرة على العبور للمستقبل لن يتأتى دون وجود بنية تحتية وأساسية متكاملة ، وهذا ما تحرص عليه الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة في شتى مناحي الحياة وليست في الموانئ والطرق والمحاور فقط ، بل فى الطاقة والصحة والزراعة والتعليم ، وكل ذلك يتطلب مبالغ مالية كبيرة ، ويكفي القول أن مخصصات وزارة النقل وصلت فى الموازنة الأخيرة الى ٢ تريليون جنيه.
وحول مشروع تطوير ميناء الإسكندرية قال الفريق كامل الوزير أن وزارة النقل وضعت مخططا عاما لميناء الاسكندرية
الكبير، وذلك ضمن خطة تحويل مصر لمركز للتجارة العالمية واللوجستيات،ويتم إعادة تخطيط وتطوير وتنفيذ ميناء
الإسكندرية الكبير ليكون حاضناً لكافة الأنشطة والخدمات اللوجستية المتطورة لخدمة حركة التجارة العالمية وكبرى
خطوط الشحن والسفن العملاقة حيث يتم إنشاء مجموعة من الأنشطة سيتم إفتتاحها تباعاً خلال الفترة المقبلة
وفي القلب منها محطة “تحيا مصر “متعددة الأغراض ( 55 – 62 ) والتي يبلغ أطوال أرصفتها 2500 متر بعمق 17.5 متر
، وكذلك محطة رصيف الأخشاب والغلال (85/ 3 ) بطول 433 مترا وعمق 1505 أمتار ومحطة متعددة الأغراض بميناء
الدخيلة ( رصيــف 100 ) بطول أرصفة 1680 مترا وغاطس 18 مترا و محطة الصب الجاف النظيف بميناء الدخيلة بطول
رصيف يبلغ 1150 وغاطس 15.5 متر و محطة الصب الجاف الغير نظيف بميناء الدخيلة بطول رصيف 540 مترا وحواجز
الأمواج لميناء الإسكندرية الكبير وتم البدء في التنفيذ ليشكل الحاجز البيئة البحرية المناسبة لكافة الأنشطة
المخططة لميناء الإسكندرية الكبير واخيرا المنطقة اللوجيستية المتكاملة بحوض المتراس بمساحة 273 فدانا .
وتعد محطة “تحيا مصر “متعددة الأغراض على الأرصفة “55-62” بميناء الإسكندرية من أهم مشروعات تطوير الموانئ
البحرية حيث بدأ التحدى الكبير فى الربع الأول من عام 2020 مع بداية جائحة كورونا وعلى الرغم من القيود التى
فرضتها الجائحة بدأت أعمال إنشاء المحطة بنقل كمية 12 مليون متر مكعب من الرمال النظيفة الصالحة من داخل
البحر بواسطة الكراكات العملاقة لإنشاء المحطة التى تتراوح أعماقها من 14 إلى 17.5 متر وتمثل اليابسة فيها نسبة
15% من إجمالى مساحة المحطة وقد استغرقت مدة الردم 10 أشهر و بعد مرحلة الردم بدأت أعمال تحسين التربة
ثم أعقبها أعمال إنشاء العناصر الرأسية والأرصفة وقد استغرقت أعمال إنشاء البنية التحتية قرابة 24 شهرا لتبدأ رحلة
إنشاء المرافق والمبانى وعلى التوازى مع ذلك تم التعاقد على شراء كافة المعدات الثقيلة للمحطة من أوناش
الرصيف العملاقة وأوناش الساحات ، و تم وضع عدة معايير وأسس لاختيار مشغل عالمى متخصص فى مجال إدارة
وتشغيل المحطات المتعددة حيث فازت شركة الخطوط الملاحية الفرنسية CMA-CGM والتى قامت بعمل شراكة مع
شركة المجموعة المصرية للمحطات متعددة الأغراض حيث تم إنشاء شركة تحيا مصر TMT لإدارة وتشغيل المحطة
والتى أشرفت على إعداد وتجهيز المحطة للتشغيل وتدبير معدات ذات مواصفات فنية عالية وهى الأولى من نوعها
فى مصر حتى تتواكب مع التطور الهائل فى أبعاد ومواصفات السفن .
واخيرا وليس آخرا نؤكد أن ما يجري من عمل وتطوير بميناء الإسكندرية البحرى يعد إبداعا حقيقيا والاجمل أنه وفقا لما
ذكره الفريق كامل الوزير تم بتمويل واياد مصرية من خلال شراكة بين هيئة قناة السويس والهيئة العامة للموانىء
البرية والبحرية وهيئة ميناء الإسكندرية ، وذلك ضمن خطة متكاملة لتطوير كافة الموانئ المصرية البرية والبحرية
لتتواكب مع طموحات وأحلام الجمهورية الجديدة وهو ما جعل أحد مسؤولي الشركات العالمية المتخصصة يقول ان
هناك العديد من الدول لديها احلام وطموحات ، ولكن القليل منها ما يستطيع تنفيذ أو تحقيق تلك الطموحات والأمانى