عبد الناصر البنا يكتب : ويبقى السيسى هو رجل المرحلة ( 2 : 2 )

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
عندما أقول ويبقى السيسى هو رجل المرحلة ؟ فأنا لا أجامل ولاأغازل أحدا ، وكل حر فى قناعاته وفى التعبير عن رأيه ، فأنا أرى أنه رجل المرحلة ولدى أسبابى ، وقد أشرت فى مقال سابق عن الأسباب التى عجلت بسقوط حكم جماعة الإخوان ، ورغم ذلك لم ولن تنسى الجماعة أنها أخذت ” قلم ” ترك علامة على قفاها عندما هبت جموع المصريين لتقول ( لا) لحكم المرشد وتنتزع حكم المرشد فى الـ 30 من يونيو 2013 وماتلاها من قرارات فى الـ 3 من يوليو أعادت الدولة المصرية إلى مسارها الصحيح .
ولذلك يبقى للجماعة ” تار ” بايت، ونار لاتهدأ أبدا تجاه الحكم فى مصر وتجاه الدولة المصرية ، ويبقى لها خطرها القائم وسمومها التى تبثها لـ تفت من عضد الدولة المصرية ، وتقوض وتطفىء نظام الجكم فيها ، كما قال الله تعالى ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ
الْكَافِرُونَ ﴾ .
الجماعة تحاول أن تستغل كل شىء ضد الدولة المصرية ، فكل إنجاز تحققه الدولة هى تراه إنتكاسة ، وكل خطوة تخطوها مصر للأمام فى الداخل أو الخارج هى بالنسبة لها خطوة إلى الوراء ، وتلك أمور نعيشها فى حياتنا اليوميه ، الجماعة لاترى إلا الصورة القاتمة لمصر ، ولاتريد لـ مصر أى تقدم أو إزدهار ، هى تسفه وتحقر من أى عمل ، ولا يخفى أن للجماعة ” خونة ” فى الداخل من الأتباع والمريدين ، وهذا هو الخطر الأول على مصر ، إضافة إلى خونة الخارج سواء ” التنظيم الدولى للإخوان ” أو الدول التى تناصب العداء لـ مصر وتعمل مخابراتها على زعزعة الأمن والإستقرار فى مصر ، ويقف النظام عقبة فى تحقيق أمالها وطموحاتها بتفتيت المنطقة ، وهذا هو الخطر الأكبر الذى يجعل من السيسى رجل المرحلة .
وأعتقد أن مايحدث فى السودان اليوم ماهو إلا محاولة لـ تركيع مصر والتضييق عليها ، وماشهدناه من تعثر مفاوضات ” سد النهضة ” ماهو إلأ امحاولة لـ جرجره مصر فى حرب قد تكون ضد قوى خارجية عظمى ” أمريكا ـ إسرائبل ـ روسيا ـ الصين ـ فرنسا ـ إيطاليا ـ ألمانيا ـ تركيا ـ إيران ـ دول عربية شقيقة .. إلخ ” لها أطماع فى المنطقة ، وفى ثروات افريقيا من ” الطاقة والذهب واليورانيوم ” ، بل والمنطقة مؤهلة تماما فى الفترة القادمة لـ فتن وقلاقل على الحدود المصرية من مختلف الجهات ، وقد بدأت بوادرها فى الجنوب فى حرب تدور رحاها فى السودان ، قد تكون ذات تأثير مباشر على عمق الأمن القومى المصرى ، ومن جهة الغرب مازالت الأوضاع فى ليبيا تنذر بالخطر ، ومنطقة المتوسط عرضة للصراع على الغاز بين دول الجوار ، والحدود مع إسرائيل لاتخلو ممن يريد أن يصب الزيت على النار ، أضف إلى ذلك هناك من يرى فى تفوق الجيش المصرى خطرا حقيقيا عليه ولذلك يريد أن ينهك قوة هذا الجيش ، ويضعفها لأنه يمثل تهديد حقيقى لنفوذه فى المنطقة .
وأعتقد أن ماحدث للعراق ولسورية ، وتفكيك هاتين القوتين العسكريتين الكبيريتين واضح للعيان وضوح الشمس ، فلماذا لايكون السيسى هو رجل المرحلة ، والحقيقة الثانية أننا لانملك رفاهية تجربة الديمقراطية والشعارات البراقة التى يتغنى بها البعض فى مصر اليوم ، ودعونى أقولها بكل صدق مصر دولة لايصلح لها إلا حاكم عسكرى ، هكذا شاء الله وأراد لها أن تكون ، مصر منذ أن خلقها الله عندما جاءت وجاء بعدها التاريخ وهى محط أنظار وأطماع العالم ، فمنذ زمن الفراعنه وحتى اليوم تعاقب عليها ” الهكسوس والآشوريين والدولة الحيثية ودولة فارس واليونان والبطالمة والرومان والبيزنطيون والاحتلال الفرنسى والبريطانى والإسرائيلى “، وكما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم ” كَم بَغَت دَولَةٌ عَلَيَّ وَجارَت ، ثُمَّ زالَت وَتِلكَ عُقبى التَعَدّي ” .
وهنا أيضا يطل الرئيس السيسى من جديد كرجل المرحلة ، وتأتى الزيارة التى قام بها الرئيس مؤخرا لـ ” أنجولا وزامبيا وموزمبيق ” كضربه معلم ، خاصه وأن الإتجاه نحو تكامل إقتصادى مع دول القارة الأفريقية هو طوق النجاة للإقتصاد المصرى بعد أن إنفض ” العرب” من حولنا ، وتلك حقيقة ،
القارة الأفريقية قارة غنية بثرواتها المعدنية ومواردها الخام الطبيعية التى لم يستغل منها سوى 30% فقط ، ولمصر علاقات جيدة مع أغلب دول القارة ، إضافة إلى روابط الدم والحدود المشتركة ، وكون مصر مركزا لوجستيا ومنطقة ترانزيت لأفريقيا ، التى تربطنا بها حدود برية ، وهنا تأتى أهمية المشروعات التى أقامتها الدولة المصرية ، والتى تعرض الرئيس السيسى بسببها للإنتقاد من بعض المؤسسات الدولية ، ومن الداخل ، وقد تكون هذه المشروعات قد كلفت مصر الكثير ، وكبدتها ديونا خارجية كثيرة ، لكنها كانت ضرورة لابد منها .
مسألة الإنتقادات التى توجه للإقتصاد المصرى والبطالة والتضخم وإنخفاض القوة الشرائية للجنيه والغلاء الفاحش وإرتفاع الأسعار ، قد يكون لسياسة الدولة التوسع فى ” الإقتراض” والديون الخارجية سببا فيها ، ولكنها ليست كل الأسباب ، فهناك مجموعة من الأسباب الأخرى المتداخلة التى أدت إلى تعقد وضع إقتصاد مصر ، قد يطول شرحها ، فقط أخص بالذكر غياب فقه الأولويات فى تنفيذ المشروعات أوقع القيادة السياسية فى أخطاء كثيره ، إلى جانب عدم الإعتماد على دراسة الجدوى ، والتسرع فى تنفيذ المشروعات ، وعدم الرقابة الجيدة وظهور فئه منتفعين من هذه المشروعات من أهل الثقه الذى بادروا بتكوين شركات تقوم بالتوريد لتلك المشروعات ونظرا لـ عدم وجود رقابة كافية أوقع الدولة المصرية فى مرمى نيران الجماعة المتربصة .
ورغم ذلك يبقى الوضع العام العالمى والأزمات المتلاحقة التى طالت العديد من دول العالم جراء الحرب الروسية
الاوكرانية والصراعات فى دول العالم ، ونقص سلاسل الإمداد والتموين ، حجر عثرة للإقتصاد المصرى ، وأعود للقول
أنه يكفى مصر أنها طوال جائحة كورونا لم تنقص لها بصلة فى سوق ، وهذا من فضل الله ، وعلى أيه حال فالموضوع
ليس تواكلا ، وإنما إرادة الله أن تكون عين الله هى التى ترعاها ، ولذلك قال عنها الله تعالى
﴿ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ﴾ . وقال عنها رسولنا الكريم ” أهلها فى رباط إلى يوم القيامة ” .
بقى أن أشير أننا والحمد لله نسير فى الطريق الصحيح وأيا ماكانت الأمور فمشاكلنا ليست مستعصية والحلول إن
شاء الله موجوده ، وحتى نخلص النيه لله تعالى نقول : على القيادة فى الفترة القادمة وللمصلحة العليا للبلاد ووفقا
للماده 140 من الدستور التى تتيح للرئيس الترشح لدورتين بعد انتهاء مدته الحالية ، وأنه يمكن إجراء الإستفتاء قبل
120 يوم قبل المدة المحددة فى مارس 2024 أن تبادر بفتح باب الترشيح للإنتخابات الرئاسية وإجراءها قبل نهاية هذا
العام .
وعلى القيادة السياسية أن تبادر بحل الحكومة الحالية وإختيار حكومة ” تكنوقراط ” بعيدة كل البعد عن أهل الثقة ،
وبسرعة إصدار قانون الإدارة المحلية ، وكذلك سرعة إجراء الانتخابات المحلية ، إلى جانب حل البرلمان بغرفتيه “
النواب ــ والشيوخ ” وإجراء إنتخابات برلمانية نزيهة تكون فيها إرادة الناخب حرة حتى يكون البرلمان هو تمثيل حقيقى
لإرادة الناخبين لا لإختيارات أمن الدولة ، إضافة إلى تفعيل نتائج الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس السيسى سواء
فى ” المحور السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي ” وفى ما يتعلق بقانون بتعديل قانون الإنتخابات ، والحياة
السياسية ، وتكوين الأحزاب ، ووجود نظام قائم على التعددية الحزبية ، وأن يكون هناك حرية فى تداول المعلومات ،
وحرية الرأى والتعبير ، وإتاحة الفرصه للمعارضة التى لايستقيم اى نظام سياسى بدونها .
وأن تكون هناك أولويه للصناعة ، والتوسع فى الزراعة والتصنيع الزراعى ، والعمل على الإكتفاء الذاتى وتقليل الفجوة
بين الإنتاج والإستهلاك ، وإيجاد بدائل وحلول غير تقليدية للدخل القومى عوضا عن الضرائب التى تثقل كاهل
المواطنين ، وتعظيم الإستفادة من موارد الدولة ، وتخفيف الأعباء على المواطن ، والعمل على زيادة الدخل .. وأهم
من هذا وذاك الانتباه للفئة المدعومة من قوى خارجية بهدف اثاره الفوضى فى المجتمع .
والله تعالى أسأل أن ينير بصيره أبناء مصر وأن يضعوا المصلحة العليا لمصر نصب أعينهم . وأن يجنبهم الفتن ماظهر
منها ومابطن أنه نعم المولى ونعم النصير .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.