“القدس” تفرض نفسها فى المعرض الدولي للكتاب بالمغرب
كتب مصطفى ياسين :
فرضت القدس وقضاياها عبر التاريخ فى الأعمال الثقافية والفنية، نفسها على فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالرباط
المغربية، حيث نظمت وكالة بيت مال القدس الشريف، لقاء خصص لتقديم منشوراتها الجديدة، في إطار الدورة الـ28
للمعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي ستتواصل فعالياته حتى 11 يونيو الجاري.
قال المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، السيد محمد سالم الشرقاوي، مشاركة الوكالة تتزامن
مع تخليد يوبيلها الفضي، معتبرا أن هذه الدورة تشكل مناسبة لاستعادة حصيلة عمل الوكالة خاصة في المجال
الثقافي والفني من خلال المنشورات التي يتم تقديمها في إطار المعرض.
أضاف الشرقاوي، رواق الوكالة بالمعرض، يحتضن كذلك ورشات، وتتم من خلاله الإجابة عن أسئلة الزوار حول الوكالة
وأهدافها.
وأبرز من جهة أخرى، أن اللقاء شكل فرصة لتسليط الضوء على منشورات هامة للوكالة ك”الرباط في القدس: توثيق
لما تفرق بين الرحلات المغربية عن قيم القدس وفضائلها”، من تنسيق وإعداد السيد محمد الصديق الحافظي،
ويحمل بين طياته رسالة تقول أن “رباط” الود والمحبة بين المغرب والقدس لا انقطاع له مهما تغيرت الأزمان ومهما
تبدلت الظروف. كما يبرز أن تواجد المغاربة في القدس ظل قائما خلال أزمان مختلفة، إذ أنهم دافعوا عن المدينة،
وساهموا في حركتها العلمية والفكرية وعمروها، ليترسخ وجودهم فيها وينصهروا في نسيجها المجتمعي، وبذلك
تعددت معالم وجودهم في هذه الديار المقدسة، وكتاب “كراسات مقدسية” الموجه على الخصوص للناشئة
واليافعين، والذي يقدم مواضيع حول القدس بشكل عام ومبسط ومعزز بصور، لإشاعة الوعي الجماعي بقضايا القدس
الشريف،أعدها الإعلامي والمتخصص في شؤون القدس، السيد محمد رضوان، فهو عبارة عن سير موثقة وصفحات
للصغار واليافعين وعموم المهتمين، حول مواضيع متنوعة ذات الصلة بارتباط المغاربة بأرض فلسطين عامة، والقدس
الشريف، والمسجد الأقصى على الخصوص.
ويتطرق الكتاب إلى مساهمة المغاربة طوال القرون الماضية في إعمار مدينة القدس، وخدمة أهلها وزوارها
ومسجدها العظيم الأقصى، الذي كانت حارتهم ملاصقة لجدرانه، كما يحاول أن يتتبع بنصوص ميسرة ومختصرة
ووثائق وصور، ذلك الأثر المغربي الكبير، و كذا التراث اللامادي الضخم بالقدس.
أشار إلى أن اللقاء تميز بحضور عدد من الباحثين من مصر وفلسطين لتقديم بعض أعمالهم التي أشرفت الوكالة
على نشرها هذا العام.
وفي هذا الإطار، قال محمد رضوان، إن القراء المغاربة من الشباب وعموم المطلعين سيجدون في كتاب “كراسات
مقدسية”، أن” تاريخ القدس هو جزء من تاريخ المغرب، كما سيكتشفون الارتباط الذي كان بين المغاربة وبيت
المقدس على مدى قرون”.
وأضاف أن “المغاربة كانوا يتوجهون تاريخيا إلى بيت المقدس منذ الحروب الصليبية، حيث ساهموا في تخليصها من يد
الصليبيين، وشاركوا في إعمار القدس وفي تعظيم فضائلها”.
وضمن منشورات الوكالة تم أيضا تقديم الديوان الجديد للشاعر الفلسطيني معتز القطب، وهو بعنوان: “مئة رسالة
ورسالة لمولاتي”، حيث ألقى بهذه المناسبة، مجموعة من القصائد من بينها “فاس والقدس ” و “قيس والقدس”.
وأوضح معتز القطب، في تصريح مماثل أن ديوان “مئة رسالة ورسالة لمولاتي”، يتضمن مئة قصيدة حول مدينة القدس، وأحيائها، والأحداث المهمة التي شهدتها، وأحداث أخرى بارزة وقعت في فلسطين.
وأضاف أنه استخدم في هذا الديوان أسلوبا شعريا قديما يحاكي شعراء الفصحى القدماء، كما استخدم في نظم قصائده تسعة بحور شعرية تقليدية.
وفي مداخلة لها خلال هذا اللقاء، قالت الباحثة المصرية، دعاء الشريف، إن مدينة القدس حظيت ومازالت بمكانة عظيمة في التاريخ الإنساني، فهي نقطة التواصل بين حضارات العالم القديم وهو ما تشهد عليه الأدلة الأثرية.
وأشارت إلى أنها ستقدم في الفترة القادمة بالتعاون مع وكالة بيت مال القدس الشريف، مجموعة من الأعمال ستكون عبارة عن كتيبات مخصصة للشباب والأطفال حول مختلف المراحل الأثرية والتاريخية والحضارية لمدينة القدس.
أما الباحث في الآثار، السيد لحسن تاوشيخت، فتحدث عن كتابه الذي سيصدر قريبا بعنوان “الرحلة المقدسية”، وهو عمل يتطرق إلى مآثر مدينة القدس، وعمرانها وما تزخر به الديار المقدسية من زخم تاريخي وتراث كبير.
ومن بين منشورات وكالة بيت مال القدس الشريف برسم سنة 2023، هناك على الخصوص كتاب “حضور وكالة بيت مال القدس الشريف في خطب ورسائل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس”.
يشار إلى أن وكالة بيت مال القدس الشريف، تشارك في المعرض الدولي للنشر والكتاب، ببرمجة فنية وثقافية متنوعة في الفكر والثقافة موجهة لزوار المعرض بكل فئاتهم العمرية.