تولى الدولة المصرية فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى اهتماماً كبيراً بسيناء الغالية فى شتى المجالات ، حيث شهدت أرض الفيروز خلال السنوات العشر الأخيرة تنمية حقيقية وعمرانا غير مسبوق ، يمكن القول إنه كان بمثابة التعويض المناسب لأهالينا فى سيناء عن عقود طويلة من النسيان ، ولا اقول الإهمال.
نعم فطنت دولة ٣٠ يونيو إلى أن التنمية والعمران يمثلان حجر الزاوية في توفير الأمن والأمان لهذا الجزء العزيز من أرض مصر ، كما أنهما يعدان حائط الصد الاول فى مواجهة قوى الإرهاب وأهل الشر الذين يخططون للنيل من سيناء الغالية وعزلها عن الوطن الأم ، بل كانوا يسعون إلى تحويلها الى إمارة للإرهاب خاصة بعد وصول الجماعة الإرهابية إلى سدة الحكم عام ٢٠١٢ لولا
عناية الله وقوة وبسالة الجيش والشرطة وتضحياتهم مع المخلصين من أبناء هذا الوطن ، لاسيما
أهالى سيناء الشرفاء.
الجميل أن الدولة المصرية التى تعمل على تحقيق التنمية والعمران لهذه المنطقة وتوفير الخدمات من مسكن
وملبس وطرق وأنفاق وغيرها من الوسائل التي تربط سيناء بالوطن الأم كما ذكرت في البداية ، أدركت فى نفس
الوقت أهمية وضرورة العمل على تغذية الروح والعقول جنبا إلى جنب مع غذاء البطون ، فكان الاهتمام بنشر الثقافة
والفكر المستنير ، عبر برنامج متكامل وضعته وزارة الثقافة بقيادة دكتورة نيڤين الكيلاني ونفذه باقتدار المبدع محمد
نبيل رئيس إقليم القناة وسيناء الثقافي على مدى عامين تقريباً ، ولعل ” مشروع الألف مبدع” الذي انطلق بعدة
مناطق بأرض سيناء الغالية ويستهدف دعم ألف مبدع سيناوى من شتى الأعمار والفئات خير دليل على ذلك.
كما تم خلال الفترة الماضية افتتاح وتجهيز أكثر من ١٤ موقعاً ثقافياً بأرض الفيروز لخدمة أبناء المنطقة وزوارها ، علاوة
على تقديم العديد من الأنشطة الفنية والإبداعية بهذه المواقع ، جميعها لاقت استحسان الجمهور والمتابعين سواء
داخل سيناء أو خارجها.
الأجمل أن معظم هذه الإبداعات تمت بفنانين من أطفال وشباب سيناء ووفقاً للصديق العزيز والمبدع محمد نبيل فإن
ذلك كان بمثابة الهدف الأعظم لوزارة الثقافة بأن تقدم لمصر قرابة الألف مبدع من أبناء سيناء الموهوبين ، وهو ما يعد
انتصارا آخر للدولة المصرية فى سيناء ، فليس بالبارود فقط نواجه الفكر المتطرف ولكن بالكلمة والإبداع بشتى أنواعه