الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : ثقافة .. “دليفري”  !!

الكاتب الصحفي
عصام عمران
عندما كتبت فى هذا المكان الأسبوع الماضي عن تجربة المكتبات المتنقلة التى أطلقتها وزارة الثقافة فى ٦ محافظات بالوجهين القبلى والبحرى كمرحلة أولى في إطار المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” لتقديم الخدمات للجمهور بهدف وصول الإبداع الى مختلف ربوع مصر لاكتشاف الموهوبين ودعم المبدعين ، لم أكن أتوقع هذا القدر من التفاعل مع المقال سواء المؤيدين للتجربة أو لا أقول الرافضين لها ، وإنما المتحفظين عليها والمشككين فى جدواها.
ولهؤلاء وهؤلاء أقول.. اننى عندما كتبت عن التجربة التي أطلقتها الصديقة العزيزة والوزيرة المحترمة دكتورة نيڤين الكيلاني وزيرة الثقافة بمحافظات قنا ، الأقصر ، المنيا ، البحيرة ، الدقهلية ودمياط ، كان الهدف من المقال هو دعم الفكرة وحرصاً منا على تشجيع المواطنين على القراءة ، لاسيما صغار السن باعتبار أن القراءة والاطلاع أساس كل تقدم ونجاح ، وهو ما فطنت إليه الدول المتقدمة ، الفقيرة منها قبل الغنية.
وإيماناً منا بمبدأ الشفافية وتقديم الرأى والرأي الآخر ، فسوف أتعرض خلال السطور التالية لوجهة النظر الرافضة أو
المتحفظة على التجربة ، وكان في مقدمة هؤلاء صديقي وزميلى العزيز الكاتب الصحفي أشرف عبد اللطيف مدير
تحرير الجمهورية والمستشار طه سيد حنفي والكاتب سيد البالوى ، والأخير قال اختلف معك في الرأي دون تقديم أو
شرح أي تفاصيل، وفي كل الأحوال فالمجال مفتوح أمام الجميع لاقتراح أفكار أخرى لتغيير أو تطوير تجربة المكتبات
المتنقلة أو قل ،”ثقافة الدليفري” .. إن صح التعبير.
وسوف أتوقف عند رأى الكاتب الصحفي أشرف عبد اللطيف واعرضه حرفياً أمامكم وأمام وزيرة الثقافة صاحبة الفكرة
والتجربة حتى نستفيد جميعا سواء بالتغيير أو التطوير ، فزميلى وصديقي اشرف عبد اللطيف يقول ” التجربة كانت
موجودة من أيام سوزان مبارك  .. وانا شوفتها .. ودخلت واحده منها .. لم يكن بها أحد … كانت عبارة عن سيارة
كبيرة بها كتب تقف فى أول الطريق بمدينه قليوب .. لم يكن بها أى إقبال
لابد أن ندرس التجربة ومدى نجاحها .. قبل إعادة تدويرها ..تحياتى”.
هذه رؤية ووجهة نظر صديقى العزيز وأراها تستحق الدراسة والتأكد من فحواها حتى نحقق أكبر قدر من الفائدة
لتجربة المكتبات المتنقلة أو التى أسميها “ثقافة دليفري”، خاصة مع التطور الرهيب في وسائل التواصل الاجتماعي
والكتاب الالكتروني ، ناهيك عن الغول المرعب الذي بات وشيكا لاجتياح العالم وهو ما نطلق عليه ” الذكاء
الاصطناعي” ، فكل هذه الأمور تفرض علينا جميعاً الحذر ، بل والحذر الشديد من هذا التقدم الهائل في المعرفة
والتكنولوجيا حتى نستطيع اللحاق بالركب وطنا ومواطنا.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.