عبد الناصر البنا يكتب : عادل إمام .. عمر من البهجة !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
فى الـ 17 مايو يحتفل الزعيم عادل إمام بعيد ميلاه الـ 83 متعه الله بالصحة والعافية وطول العمر ، فهو من مواليد المنصورة عام 1940 ، وعادل إمام هو الممثل الـ أشهر على مستوى العالم العربى ، وهو الـ أكثر شعبية فى تاريخ السينما المصرية ، إستطاع على مدى نصف قرن أن يحقق مكانة صعب أن يحصل عليها أى فنان خلال مشواره الفنى ، تخرج عادل إمام من كلية الزراعة ـ جامعه القاهرة .
جاءت بداية الفنان عادل إمام بعدد من الأدوار الثانوية خلال فترة الستينات وحتى أوائل السبعينات ولعلنا نتذكر ” دسوقى أفندى ” وكيل المحامى المغلوب على أمره فى مسرحية ” أنا وهو وهى ” مع الفنان فؤاد المهندس ، ونتذكر جملته الشهيرة ” دى بلد بتاعت شهادات .. صحيح ” وكانت السبب فى شهرته . وفيلم لصوص لكن ظرفاء ــ سبعة أيام فى الجنة ــ مراتى مدير عام ــ عفريت مراتى ــ كيف تسرق مليونيرا ــ حكاية 3 بنات ــ 3 لصوص .. وغيرها من الأعمال التى أكدت على موهبته على الساحة الفنية .
فترة السبعينات بدأت تسند إلى الفنان عادل إمام أدوار البطولة فى أفلام مثل ” البحث عن فضيحة ــ المحفظة معايا ــ ممنوع فى ليلة الدخلة ــ شياطين إلى الأبد ـ البعض يذهب إلى المأذون مرتين ــ إحنا بتوع الاتوبيس ــ قاتل ماقتلش حد ” وغيرها العديد من الأفلام . وفى نهاية السبعينات إستطاع عادل إمام أن يكون نجم الشباك الأول الذى يحقق أعلى الإيرادات بأفلام منها ” رجب فوق صفيح ساخن ــ أذكياء لكن أغبياء ــ حب فى الزنزانة ــ عنتر شايل سيفه ــ شعبان تحت الصفر ــ على باب الوزير ــ المتسول .. وغيرها ” .
فى فترة الثمانينات والتسعينات عانت مصر من ويلات الإرهاب الأسود الذى طل برأسه ليهدد إقتصاد مصر ويضرب السياحة ويضرب أمن وإستقرار مصر ، وخلال تلك الفترة قدم عادل إمام عددا من الأعمال التى تناولت القضايا السياسية ومنها ” الإرهابى ـ الإرهاب والكباب ـ طيور الظلام ـ اللعب مع الكبار .. إلخ ” وفى مجال الدراما التليفزيونية قدم عددا من الأعمال الدرامية المتميزة منها ” احلام الفتى الطائر _ دموع فى عيون وقحه _ العراف ــ مأمون وشركاه ــ فرقة ناجي عطا الله ــ عفاريت عدلى علام ــ عوالم خفية ــ صاحب السعادة .. إلخ “
وللمسرح قدم الفنان عادل إمام عددا من المسرحيات صنعت البهجة للمشاهدين منها ” البيجامه الحمراء ــ وحالة حب ــ مرورا بمدرسه المشاغبين ــ شاهد ماشفش حاجه ــ الواد سيد الشغال ـ الزعيم ــ بودى جارد .. وغيرها والحقيقه أن عادل إمام يظل هو زعيم الفن والكوميديا والضحكة الصافية لـ نصف قرن من الزمان .
كان للصدفة دور كبير فى علاقتى بالفنان الكبير عادل إمام ، ففى أثناء إقامتى بالمملكة العربية السعودية ، كنت قد حصلت على لقب ” نجم الاسبوع ” من مجلة الجديدة التى تصدرها جريدة الشرق الأوسط لدراسة نقدية بعنوان ” إنتبهوا إنه الزعيم ” عن مسرحية ” الزعيم ” التى قدمها الفنان عادل إمام للمسرح عام 1993 : 1999 وكان لى شرف حضور العرض الأول لها ، وتناولت فيها النواحى الفنية والجمالية ، وماحوته من إسقاطات سياسية .. إلخ ؛ وكم كنت أتمنى لو أتيحت الظروف لـ أعرف رأي الفنان عادل إمام فيما كتبت ، وظل هذا الحلم يرادونى إلى أن قررت العودة والإستقرار فى مصر
وإذا بالقدر يسوق إلىً الفنان عادل إمام لـ أقف وجها لوجه أمامه ، فى حفل لـ منظمة العمل العربية ، ودار بيننا حوار ليس بالقصير أعرب خلاله الزعيم عن سعادته بى لدرجة أنه قال لى أن هناك ” كيمياء ” مشتركة بيننا ، بعد أن تبادلنا النكات والـ إفيهات ، وقتها جاءت الفرصة على طبق من ذهب لـ يقول رأيه فى ماكتبت ، ووعدنى أنه سوف يدعونى لـ مشاهدة مسرحية ” بودى جارد ” إذا أعجبته دراستى النقديه وهو ماحصل بالفعل .
الحقيقة أن الفنان عادل إمام من الشخصيات التى تدخل قلبك بسرعة الصاروخ ، فنان جميل جدا مثقف ، زكى ؛ أتذكر
وقتها عندما تركت عدد المجلة فى مكتبه بالمهندسين ليقرأه ، وقد جاء الرد سريعا بإتصال منه شخصيا قبل أن أصل
إلى بيتى ، ليخبرنى ، بأنه قرأ ماكتبت وأنه أعجب به ، وأنه عند وعده ، والطريف أننى إعتقدت أنها دعابه من أحد
الأصدقاء فى بادىء الأمر ، ودخلنا فى نوبه ضحك طويله ، وشكرنى جدا وقال لى : كسبت الرهان وبالفعل دعانى
لمشاهدة مسرحيه ” بودى جارد ” أنا وزوجتى ، وتم إستقبالنا على عتبات المسرح أفضل مايكون ، وجلسنا فى
مقاعدنا بالصفوف الأمامية ، حتى أنه حرص على إستقبالنا بعد نهاية العرض ، وجلس معنا فترة طويلة نتناقش بعد أن
إستقبل محبيه من الجمهور المصرى والعربى ، وإلتقط صورا تذكارية معهم .
ومن هنا بدأت علاقة من نوع خاص أو ” كيمياء ” كما أطلق عليها الفنان عادل إمام ، وتكررت بعدها لقاءاتنا ، وجاءت
فكرة عرض مسرحية ” بودى جارد ” فى عدد من محافظات الصعيد المتشوق لفن عادل إمام ، وبعد عمل الترتيبات
اللازمة جاءت حادثة إحتراق قطار الصعيد فى أيام العيد بوصفها كارثة بكل المقاييس وأجهضت المشروع برمته ،
وعندما نظمت لجنة السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى المنحل مظاهرة سلمية فى إستاد القاهرة عام 2003
للتضامن إحتجاجا على ضرب العراق ، إلتقيت الفنان عادل إمام فى وجود جمال مبارك وعدد من القيادات السياسية
ودار بيننا حوار طويل ، وإلتقيته بعدها فى الإحتفال بيوم الدبلوماسى المصرى بوزارة الخارجية ، وتكررت لقاءاتنا
والطريف أننى إلتقيته مرة فى شارع الهرم إلى جوار سائقه الخاص ، وكان يقرأ أو يراجع بعض الأوراق ، فقمت على
الفور بالإتصال به ، وقلت : إللى ذاكر ذاكر زمان يا أستاذ ، إنت جاى تذاكر دلوقتى ، ضحك وقال لى: إنت فين ، إنت
أكيد شابقنى ، قلت له : أيوه العربية الصغيرة إللى جنبك ، ودار بيننا حوار جميل .
والله كم أنت جميل يافنان ، وطوال السنوات الماضية لم تنقطع المكالمات بيننا ، نتبادل التهانى فى المناسبات
والأعياد ، وخلال الفتره التى تلت الـ 25 من يناير 2011 كنا نتكلم لأوقات طويلة
عادل إمام ” الزعيم ” متعك الله بالصحة والعافية
كل عام وانت وأسرتك الكريمة بألف خير وهذا قطر من فيض .. وحشتنى يازعيم .. وأنا أعترف أنى ” مقصر “
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.