كتب ـ مصطفى ياسين :
شهد منتدى تغريد فياض الثقافي اللبناني، حضوراً ثقافياً عربياً متميزا، من ممثلي مصر، لبنان، المغرب، جنوب السودان، سوريا، وغيرها، ضمن فعاليات نسخته التاسعة والخمسين، بمقر المنتدى الثقافي المصري، بجاردن سيتي، بعنوان (الإعلام تأثر وتأثير)، بقيادة الأديبة تغريد فياض، رئيسة المنتدى، لبحث الدور المحوري والخطير لكل وسائل الإعلام في الوقت الحاضر، خصوصا مع الأحداث العالمية المتلاحقة. وبحث كيفية الاستفادة من الإعلام بشكل ايجابي في مختلف نواحي المجتمع.
فى البداية رحب يحيى رياض، عضو مجلس إدارة المنتدى الثقافي المصري، بالحضور مستعرضاً خدمات المنتدى في احتضان الفعاليات الثقافية والفنية والأدبية والفكرية، إسهاما فى تنشيط الحياة الاجتماعية.
واستعرض محمد حسن إمام، المنسق العام، مؤكداً أن الإصرار هو نهج المنتدى للنجاح والتفوق المستمر منذ ٢٠١٥،
وعرض لقصة تأثره بالاعلام والذى أمده بالشهرة، حتى برز نجمه في عالم الأدب، ملقيا قصيدته “الجمالية” موطن ومقر مولده.
ووصفت د. نوران فؤاد، عضو المجلس الأعلى للثقافة، ما يعيشه العصر الحديث بأنه ثورة معلوماتية وليست إعلامية فقط،
مستعرضة خصائص الاعلام الالكتروني وسلبياته.
إعادة نظر
أوضح الزميل مصطفى ياسين، مدير تحرير عقيدتى، فى كلمته بعنوان “نظريات إعلامية بحاجة لإعادة نظر” أن الإعلام
هو فطرة إنسانية بل وسيلة تواصل بين كل الكائنات والمخلوقات، لتبليغ رسالة أو معلومة أو شئ ما، وأيضا هو، وسيلة تواصل
بين الخالق سبحانه وتعالى وبين المخلوقات، فنسميه وحيا، من خلال الملائكة والرسل.
أضاف: عبر العصور المختلفة، ظهرت وسائل إعلام تتناسب وطبيعة وظروف العصر، ولكنها لم تقض على ما قبلها تماماً فى الغالب، وإنما تتطور بشكل عام يتناسب مع طبيعة واحتياجات أبناء ذلك العصر، وبقفزنا إلى عصرنا الحاضر نجد التطورات المتلاحقة بل المتسارعة في منظومة وأشكال وصور الإعلام، وأشهرها حالياً وسائل التواصل الاجتماعي الافتراضي، وتأثيراتها على الإعلام التقليدى.
نظريات إعلامية كثيرة بحاجة لإعادة نظر
أشار إلى أن هناك نظريات إعلامية كثيرة بحاجة لإعادة النظر فيها، مثل: كلب عض إنساناً ليس خبرا وإنما الخبر: إنسان عض كلبا! وصرنا نتلهف ونلهث خلف الشاذ والغريب في كل شيء، حتى صار الحديث عن الواقع الجميل والمشرق، او حتى السعى لنشر التفاؤل والأمل، كله يوضع فى سلة الاتهام او التطبيل والتعريض. ومن هذا ظهر مع العصر الحديث التريند والفلورز واليوتيوبر وكلها تبحث وتنبش وتنقب فى الشاذ والمثير، بدلاً من نشر الفضيلة والخير والجمال.
ونظرية: الجمهور عاوز كده. ولكن جاء التغيير حينما أرادت القيادة السياسية، فانتفضت الجهات المعنية والمختصة وصححت الوضع، وقدمت ما يخدم الجمهور والوطن والدين، بأعمال درامية ناجحة مثل الاختيار والكتيبة والممر والإمام، وغيرها في الاجتماعيات أبو العروسة مثلاً.
وكذا نظرية: الدراما فن تجسيد الواقع.. ونقل الصور السيئة دون المشرفة، ولزوم الحبكة الدرامية، وما يستتبعه من تزوير التاريخ والحقائق.
ونظرية: الحرية الشخصية، والواقع أنها اعتداء على حرمات الغير!
ونظرية: السؤال عن ألم في ضرس الشخص أهم عنده من مجاعة تحيق بأهل أفريقيا! كيف هذا والعالم أصبح قرية صغيرة وكل الأحداث العالمية تتأثر بشكل كبير جدا ببعضها وتؤثر في العالم كله.
وأكد “ياسين” أن سلاحنا الوحيد في مواجهة كل هذه التحديات، والآثار السلبية المترتبة على الفوضى الإعلامية، إلا ب”الوعى” وعدم بالانجراف أو الانسياق وراء الشائعات أو التريندات، مطالباً بوضع النصيحة الشهيرة “فكر قبل ما تشير”، نصب أعيننا قبل مشاركة أى معلومة. ثم ضرورة الدعم الحكومي للإعلام القومى الوطنى، باعتباره خط الدفاع الأول عن الوطن والدين.
سلبيات وإيجابيات
واستفاض الزميل معتز الحديدي، نائب رئيس تحرير الجمهورية، فى الحديث عن (الإعلام بين السلبية والايجابية).
وعرض السيناريست محمد الغيطي، لتجربته في الاعلام والأدب وكتابة السيناريو وعن كتبه ومؤلفاته وآخر أعماله التي تحولت لمسلسل “الضاحك الباكي” عن حياة نجيب الريحاني.
وتحدثت د. عبير حلمي، رئيس مجلس إدارة شركة هارموني توب ايجيبت، عن دور وسيلة الاتصال بين المرسل والمستقبل.
وتحدثت ميري جون، من جنوب السودان، عن الإعلام ودوره في دولة جنوب السودان.
وقدمت الأديبة فاطمة مندي، مشاركة ابداعية بالقصة، والأديبة منى حمد بمشاركة إبداعية، ودعت نهال جمال، رئيس منتدى نهل العلم، لعودة إعلام نشر الاحترام والمودة بدلاً من الحوادث والقضايا.
وعرضت مارينا إبراهيم، عضو نقابة السينمائيين، عن فيلمها صاحب الحكايات وحصوله على المركز الأول في مومبى الهندية.
وشارك في الفعالية د. عمرو شحاتة، رئيس مجلس إدارة مدارس هاينيس للغات، والأديبة أنجيل دنغ، من جنوب السودان، تحدثت عن الإعلام والأدب الأفريقي. وشريف عارف، مدير معهد الدراسات السياسية بالوفد. وكان الختام مع الأمسية الفنية الشعرية ونخبة من شعراء ومطربي مصر ولبنان.
تاريخ مبدع
يذكر أن المنتدى أسسته الأديبة والشاعرة والمترجمة اللبنانية تغريد فياض في القاهرة منذ 8 سنوات، عام 2015. وهي عضو اتحاد كتاب مصر منذ 2007. نشرت خمسة كتب لها في القاهرة منذ 2006 وحتى نهاية 2020. ويقام المنتدى في عدة أماكن ثقافية في القاهرة بشكل خاص مثل الأوبرا، مكتبة القاهرة الكبرى، الجامعة الأمريكية، المركز الثقافي الروسي والفرنسي واليمني ومتحف طه حسين والجمعية الأفريقية وغيرها. وأحيانا أقيم في الاسكندرية في مكتبة الاسكندرية 2018
وأقيم في مكتبة الأقصر العامة 2019.