المستشار عبدالعزيز مكي يكتب: إنها القيادة يا سادة
ليس من المعقول على أي حال مهما جمحت الظنون وتمادىَ الخيال واقتحمت الأنفس العميلة المشهد ٠٠أن يكون زعيم عظيم وقادة أشدَاء أوفياء يعشقون تراب الوطن وأهله ومؤسسات عظيمة ٠٠ يريدون جفوا معاناة أو يرتضون للشعوب كدرا وكروبا وخوفا وحرمانا ٠٠ وأنهم يَردون الماء صفوا ويبيتون رغدا وأمانا ٠٠
عفوا فهل هذا لذي عقل يُعقَل والكل مُثقَل إن زاد دخله أو قّل، ولمن يقبض على جمر الأمانة أمَّر وأثقَل ٠٠ والأمانة غالية لمن تَولىَ الأمر والأمن أغلى والوحدة والقوة والعمل أولىَ
وخير الكلام إن قَلَ ٠٠ وكبير الوطن حافل ٠٠ سند وعضد للكل كافل، لا يتخَلىَ حتى عن جاحد بخيل، أو عمّن باء بقصد فعله ذليل إن هوَ اعترف بسوء ما اقترف، أو سكت أو حتى عن سافلٍ عديم الأدب إن كسب من جرَاء ذلك مالا، أو خسر نفسه ٠٠ عندما يتجلىَ التكافل والأثقال شتىَ، والمعاناة وإن طالت فحتما ستزول مادام الوطن وعريق المؤسسات ٠٠٠٠٠
والعواقب مجهولة والمحن أهوال، والعودة للحالة الأولىَ شبه مُحَال لمن فرطوا وداسوا حُرمة الوطن الطهور،
وهنا السؤال يثور: فهل سيعود السودان الحبيب كما كان؟ ٠٠ دماء أبرياء ضِعَاف وجرحىَ كم قاسوا ودمار
وأسعار أربعة أضعاف في الغذاء وأكثر، وعشرين ضعف في الوقود والكارو يحمل من فروا، مئات الآلاف والكل يخاف
وسيولة نضبت وبنوك نهِبت وألسنة ظلام لنخبة النكبة تلوك من قبل ولا تزال في ظلام وضلال، والسؤال: لماذا كل هذا ٠٠ ووصولاً إلى ماذا؟ ٠٠ بمغامرات العملاء الجهلاء اللقطاء٠٠٠٠
نصف مليون قتيل ونزوح نصف السكان
وسوريا الحبيبة المُمَانِعة تعود لحضن الجامعة، بعد أكثر من عقد من الزمان بنصف مليون قتيل ونزوح نصف السكان
ودمار بنية وتنمية وخسران أكثر من أربعين في المائة من المساحة ضياعا في أيدي ضباع لا هوية لهم،
وكل وغد شقي من الخارج والخوارج ٠٠ وبقيَ الأسد، والسؤال: فلماذا كان كل هذا ؟.
والعراق العريق الحبيب ظمآن ماله يعاني الخلاف والجفاف، الغني الفقير وقد سرقت مياهه تركيا وإيران وأمواله
بعد ما تداعىَ عليه الغربان من كل مكان، فهل سيعود كما كان؟.
واليمن السعيد الذي تمزق أشلاء وهان بفعل صبيان أُجرَاء وقراصنة أخسِة من قريب وبعيد، فهل يعود السعيد كما كان ؟
وليبيا الحبيبة في غربة الرجال تضيع وقد كتب فيها على كل غالٍ للبيع بخس لغير المستحِق ٠٠ بلا مكاسب لصاحب الحق
من أجل هوس المناصب والشعب بات فقيرا، والغاصب أثرَىَ بغير حق وبلا حدود، فهل تعود؟.
ولبنان الحبيب بمساحته الصغيرة وعدد سكانه غير الكثير وشعب مستنير غير آمن على حياته في غذاء ودواء ووقود أسير..
ساسة فاسدون وميليشيا المقاومة تحكمه كيف تشاء تقاوم قيامه ونهضته.. تدين بالولاء وترعى العهد لمن ليس له عهد
وقد قتلوا الرجال الأوفياء فهل يعود؟.
الخليفة المزعوم مأزوم محتاس في مخاض عسير خانق
وتونس الحبيبة الخضراء التى تَمكَن منها أهل الشر وكادت أن تضيع، وبكت ألف آه ثم عادت والرجل هناك يعاني
فوق ما يتحمل بشر، ويحتضن ليلاه فهل الشعب هناك أراد الحياة وأسكت أصوات الفناء ٠٠ لكي يعود !!
وعلى الجانب الآخر من الأحداث الخليفة المزعوم مأزوم محتاس في مخاض عسير خانق يُمنِي الناس بأنه إن أعاد
ثم عاد بانتصار، ولو بفارق نقاط صِغار إن أفلح ومعه أدوات السلطة منذ أكثر من عشرين عاما ومنافسه أعزل بلا سلطة ٠٠
سيصلح الاقتصاد المنهار ويحارب الجماعات الإرهابية ٠٠ بصرف النظر عن حزب العمل الكردستاني ٠٠ الآن الآان الجماعات الإرهابية، وقد تحالف معها أيما تحالف الآن عرف ٠٠ إذاً الرجل سيحارب نفسه ٠٠ عروض غير معقوله،
وقد أخفق في الجولة الأولى في كسب أصوات أنقرة واسطنبول، الرجل الذي تسلم البلاد جاهزة بالتمام
لتنطلق أكثر وأكثر للأمام، فتقدم بها للخلف.
مذكرات هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية
وفي الختام فقد أتيحت لي الفرصة منذ أيام قليلة لقراءة مذكرات هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية
في عهد باراك أوباما وزوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون من مصدر خاص كبير، سمح لي بالاطلاع دون اقتناء نسخة أو تصوير
حيث جاء فيها أن كل ما حدث للدول العربية مخطَط له من قديم، والذي لم يجد حظه من التنفيذ
على حسب ما عاهدهم الإخوان عليه هو اقتطاع جزء من سيناء ٠٠ جزء لحماس ويتم إعلان دوله إسلامية هناك
وجزء للكيان اللقيط ثم إعلان الكيان الصهيوني دولة يهودية وتنتهي القضية وتقسيم باقي الوطن الحبيب إلى دويلات متهاوية
على أسس عرقية وإيديولوجية وتسليم حلايب وشلاتين للسودان ثم تقسيم الكويت ثم السعودية ثم الإمارات ثم البحرين
ثم عمَان، ولنا في كل هذه البلاد جماعات مارقة مؤدلجة وطوابير من الجواسيس جاهزين للتنفيذ ٠٠ والعزاء قاصر
ولا عزاء للفرسان ٠٠ والبقاء للخونة باعة الأوطان ٠٠ وأنا أدرك أن هذا ما تم ذكره تقريبا في مخطط بيرنارد لويس من ذي قبل
ولكنها زادت بأنه: “قد نجحنا في تحقيق بعض حلقات المسلسل حتى قامت في مصر ثورة الثلاثين من يونيو فأفسدت علينا ما تبقى من حلقات ٠٠”.
إنها القيادة يا سادة الأحرار في كل الخطوب، والسيادة للشعوب الحرة الواعية الوفية فما هانوا ولا استكانوا ولا تفرقوا
وإن يعانوا بعض مصاعب الحياة فلا حياة بغير مصاعب، ما دام الوطن وطنك لم يُغتصَب فإن ذهب الوطن لن يعود،
ومن يكفر بآلاء الوطن فليترك للوطن عزه وخبزه وليذهب حيث يشاء.