الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: العرب فى القمة

الكاتب الصحفي
عصام عمران

تتجه الأنظار من الآن صوب مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية ، حيث تنعقد فعاليات القمة العربية الثانية والثلاثين على مستوى القادة يوم الجمعة المقبل وذلك وسط تباين في الآراء والأمان حول ما ستفسر عنه الاجتماعات لهذه الدورة التى يطلق عليها البعض قمة ” تصفير الأزمات” فى إشارة إلى إمكانية حل جميع الخلافات بين دول المنطقة ، خاصة مع انفراج الأزمة السورية وعودتها الى الحضن العربى بعد قطيعة إستمرت ١٢ عاما.
ورغم الأجواء الإيجابية غير المسبوقة على صعيد المنطقة العربية منذ سنوات طويلة، تنعقد “قمة-جدة”، وسط تحديات وتطلعات لتحقيق نتائج مهمة على مستويات عدة حيث تنعقد القمة بمشاركة سوريا، وهو الملف الأبرز، الذي يوضح التوجه الحالي نحو “تصفير الأزمات” في المنطقة، بالتوازي مع الاتفاق السعودي – الإيراني وما يصاحبه من عمليات تهدئة في المنطقة.
ورغم العوامل الإيجابية التي تهيئ الأجواء لنتائج مغايرة في القمة المرتقبة، يظل الجانب الاقتصادي في مقدمة الملفات التي باتت تحتاج لمعالجة خاصة ،كما يمثل الجانب الأمني، ومكافحة الإرهاب في المنطقة أولوية كبيرة، في ظل تداعيات الأزمة العالمية، ومواقف الدول العربية من الأزمة في أوكرانيا، والتي سببت بعض من الفتور مع أمريكا ودول الغرب، يمكن أن تتبعها انعكاسات أمنية على صعيد الملفات المشتعلة منذ العام 2011 .
وحسبما قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، فإن تلك القمة تنعقد وسط تطورات ‏إيجابية تشهدها المنطقة العربية، وذلك في ظل المستجدات المتعلقة ‏بإحدى أهم الأزمات العربية التي استعصت على الحل لأكثر من عقدِ ‏من الزمن، وهى الأزمة السورية، حيث استأنفت وفود الحكومة ‏السورية مشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية، تنفيذاً لقرار وزراء ‏الخارجية العرب في اجتماعهم بالقاهرة الأسبوع الماضي، وهى أجواء ‏من شأنها أن تدفعنا إلى تجديد العهد ‏والعزيمة على تفعيل مبدأ التضامن العربي، ويعكس على نحو عملي ‏المساندة والمؤازرة بين الدول العربية، والمؤاخاة التي لطالما تطلّعت ‏إليها الشعوب العربية، لتحقيق التكامل الذي بُنيت عليه جهود تأسيس ‏جامعة الدول العربيةموأكدا ، أنه رغم الأجواء الإيجابية التي سبقت القمة فإنه لا ينبغي لها أن تدفع بعيداً عن الواقع الذي تشهده المنطقة العربية منذ سنين مما أدى لتراكم التحديات الخطيرة وتداخلها، والتي لا زال يتعرّض لها البنيان العربي وأركانه الأساسية، وهى تحديات شديدة التداخل وعميقة التأثير، وقد أفرزت موجة جديدة من موجات النزوح واللجوء في المنطقة العربية، وألقت بظلالها على مختلف جوانب الحياة، على نحو لم يزل يبُث تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي بمختلف أركانهالأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
ويعد التحدى الأمنى من أبرز التحديات على طاولة القمة العربية وذلك نتيجة تردى الأوضاع في السودان وليبيا واليمن، والمخاطر التي مازالت تواجه سوريا ، وهو يبرز الأهمية الكبرى لملف التكامل الأمنى خلال أعمال القمة في ظل وجود العديد من المخاطر التي تواجه الأمة العربية، لعل أهمها ما تعانيه المنطقة من عمليات تهريب المخدرات والسلاح وانتقال الإرهابيين من بلد إلى بلد، وهو ما يحتم على القادة العرب وضع حلول لهذا المف في تلك القمة على نفس المنوال يأتى الملف الاقتصادي باعتباره من أهم الملفات المطروحة على جدول القمة العربية والذي سيكون الملف الأبرز خلال أعمال تلك القمة في ظل العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الدول العربية، ومن هذا المنطلق نرى أنه من المناسب في تلك القمة الحديث عن العمل العربي المشترك بما يليق بالتحديات التي تواجه المنطقة العربية
ومن أبرز ما يتضمنه الملف الاقتصادي المرفوع للقادة العرب في القمة العربية، بحسب الأمين العام للجامعة العربية، بعض الاتفاقات والاستراتيجيات العربية منها الاستراتيجية العربية للسياحة، والاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات المعروفة اختصارا بـاسم “الأجندة الرقمية العربية”، والعقد العربي الثاني للأشخاص ذوي الإعاقة وهى مبادرة أطلقها الأمين العام لجامعة الدول العربة من أجل ضمان حياة كريمة للأشخاص ذوي الإعاقة وتوفير فرص عمل لهم، وذلك بالنظر إلى أن تلك الفئة تُعدّ من أكثر الفئات تأثراً بالجوائح والأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية، كما أن كثيراً منهم يعانون من الفقر متعدد الأبعاد.
واخيرا وليس اخرا تظل القضية الفلسطينية الملف الأهم ليس لقمة جدة وانما فى جميع القمم العربية ، خاصة في تصاعد الأحداث على الساحة الفلسطينية.. الإسرائيلية مؤخراً بعد موجة الاغتيالات التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد قادة الجهاد واسفرت عن استشهاد أكثر من ٣٥ فلسطينياً بينهم أطفال ونساء ، وكادت الاعداد أن تتضاعف لولا الجهود المصرية في الوصول إلى التهدئة ووقف الصدام بين الجانبين ، ولو بشكل مؤقت وهو ما يضع القادة العرب أمام تحد كبير لوضع حد لهذا الصراع والسعى وراء إيجاد حل جذري ونهائى لقضية القضايا العربية ، بل والعالمية وذلك بعيدا عن بيانات الشجب والإدانة المعتادة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.