تحدثنا في المقال السابق عن استعداد مصر لإبهار العالم من جديد ، حيث يتم حالياً وضع اللمسات الأخيرة لافتتاح مشروع القرن الثقافي والأثري ، متحف مصر الكبير الذى يقام على مساحة ١١٧ فداناً بطريق الإسكندرية الصحراوى فى مواجهة أهرامات الجيزة الخالدة ، وهو ما يحتاج الى عدة مقالات ، بل وصفحات كاملة.
نواصل اليوم الحديث عن هذا المشروع العملاق الذي يعد حلما طال انتظاره من قبل جميع عشاق ومحبي آثار وحضارة مصر العريقة ، حيث نتناول التصميم المتميز ، بل والفريد لهذا المتحف الأهم والأعظم فى العالم
فالمبنى يجمع بين الخيال والفكر والإبداع من خلال تصميم معماري فريد ومتميز لهذا الصرح الثقافي الكبير ، خاصة أن المتحف يغطي مساحة شاسعة تبلغ 490 ألف متر مربع وقد صممه مكتب المهندس المعماري الأيرلندي Heneghan Peng بإطلالات بانورامية على أهرامات الجيزة اهم عجائب الدنيا القديمة والحديثة ، ونقل إليه تمثال رمسيس الثاني الضخم بالإضافة إلى 87 تمثالا للفراعنة والآلهة المصرية.
أيضا ستتألف مجموعة المتحف الرائعة من حوالي 100 ألف قطعة أثرية، بما في ذلك جميع القطع البالغ عددها 5600
من مقبرة الملك توت عنخ آمون والتي تم وضعها داخل صالات خاصة بالملك توت عنخ آمون وتضم نسخة طبق الأصل
من مقبرته ونعشه الخارجي وتابوتين داخليين.
تصميم المتحف يتماشى هندسيًا مع أهرامات الجيزة حيث يتحاذى أول ضلع مع الهرم الأكبر (خوفو)، ومنتصف المبنى
مع الهرم الأوسط (خفرع)، والضلع الآخر مع الهرم الأصغر (منكاورع) وهي من أحد عجائب التصميم المعماري للمتحف
، ويبدأ مسار الزائر للمتحف المصري الكبير بالدخول من طريق القاهرة الأسكندرية الصحراوي إلى ساحة الدخول
الرئيسية وهي ميدان المسلة المصرية بمساحة ٢٧,٠٠٠ متر مربع حيث يرى أمامه الواجهة المهيبة للمتحف “حائط
الاهرامات” بعرض ٦٠٠ متر وارتفاع يصل الى ٤٥ مترا يدلف منها الزائر إلى داخل المبنى الذي يتألف من كتلتين
رئيسيتين هما مبنى المتحف إلى يساره (جهة الجنوب) بمساحة اجمالية ٩٢,٦٢٣ متر مربع ومبنى المؤتمرات إلى
يمينه (جهة الشمال) بمساحة اجمالية ٤٠,٦٠٩ متر مربع ويربط بينهما بهو المدخل حيث يقف شامخاً تمثال الملك
رمسيس العظيم.
المدخل الرئيسي بمسطح ٧ الاف متر مربع وبه تمثال الملك رمسيس و٥ قطع أثرية ضخمة.
الدرج العظيم بمسطح ٦ الاف متر مربع بارتفاع يساوى ٦ طوابق ويحوي ٨٧ قطعة أثرية ضخمة ، علاوة على قاعة
الملك توت عنخ امون بمسطح ٧,٥ ألف متر مربع وتضم أكثر من ٥ الآف قطعة من كنوز الفرعون الذهبي مجتمعة لأول
مرة .. وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية إن شاء الله.