الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: المتحف الكبير .. الحلم يقترب”١ “

الكاتب الصحفي
عصام عمران

بعد النجاح الذى تحقق خلال احتفاليتي موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير الى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط وافتتاح طريق الكباش بالأقصر تستعد مصر لإبهار العالم من جديد ، حيث بدأ العد التنازلي للحدث الثقافى الأعظم واقترب الحلم الذى ينتظره الجميع داخل مصر وخارجها بافتتاح المتحف المصري الكبير ، الذي يعد الأضخم والأكبر ، بل والأهم فى العالم ، سواء من حيث المساحة والتى تبلغ أكثر من ١١٧ فداناً أو عدد القطع الأثرية الأثرية التي ستعرض بين جنباته وأهميتها التاريخية والفنية ، لذلك سنحاول من خلال السطور التالية وفي عدة مقالات قادمة إلقاء الضوء على المشروع الضخم ، المبنى والمعنى.
من المزمع أن يتم افتتاح المتحف فى احتفالية كبرى تستمر عشرة أيام في نوفمبر المقبل بحضور العديد من كبار الشخصيات الدولية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية.
واختيار شهر نوفمبر المقبل لافتتاح هذا الصرح الثقافي والأثري العالمى يأتى لكونه الشهر الذي شهد أهم اكتشاف أثرى عرفته البشرية حينما عثرت البعثة الأثرية برئاسة هيوارد كارتر على مقبرة الفرعون الصغير أو الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون بالبر الغربي بالأقصر فى الرابع من نوفمبر عام ١٩٢٢ وهي المقبرة الفرعونية الوحيدة التي اكتشفت كاملة وداخلها أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية نادرة.
المؤكد أيضا أن افتتاح المتحف الأكبر في العالم يعد في حد ذاته حدثا عالمياً مهما لاسيما وأنه سيضم أكثر من مائة ألف قطعة أثرية نادرة تمثل تطور الحضارة الفرعونية، لعل فى مقدمتها مجموعة الفرعون الصغير توت عنخ امون وتمثال الملك رمسيس الثاني والمسلة المعلقة والذين يتصدرون المشهد فى استقبال زوار المتحف.
وضعت تصميم هذا المبنى العملاق شركة إيرلندية، وتم تصميم الواجهة على شكل مثلثات كل منها تنقسم إلى مثلثات أصغر في إطار رمزي للأهرام، وذلك طبقا لنظرية رياضية لعالم بولندي تتحدث عن التقسيم اللانهائي لشكل المثلث، وتكلف بناء المشروع حوالي مليار دولار مابين تمويل ذاتي من وزارة الآثار ، وتبرعات ومساهمات محلية ودولية وإن كان الجزء الأكبر من التمويل تم بقرض ميسر من منظمة (الجايكا) اليابانية بلغ حوالى ٥٠٠ مليون دولار، ومن المتوقع طبقاً لدراسة الجدوى الخاصة بالمشروع أن يحقق المتحف عائد تكلفته خلال ١٢ عاما من افتتاحه للزيارة.
وتصميم المتحف غير مسبوق في العالم ، فمصر هي الدولة الوحيدة التي تمتلك أهرامات وتنطبق عليها النظرية العبقرية لبناء هذا الصرح الثقافي والأثري الفريد .. وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية إن شاء الله

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.