الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: مصر .. القدر والمقدرة
كانت مصر فى العالمين القديم والحديث محط أنظار واهتمام الجميع وستظل كذلك دائما وابدا فى قادم الأيام والسنين إن شاء الله ، ليس لموقعها الجغرافي المتميز أو لامكانياتها ومواردها المتعددة ، أو حتى لقوة وإخلاص أهلها ، ولكنها لكل ذلك وقبله أن الله سبحانه وتعالى اختارها منذ آلاف السنين لتكون ملاذ المحتاجين وغوث الملهوفين واختصها دون غيرها من بلدان العالم بالذكر فى القرآن الكريم خمس مرات صراحة وعشرات المرات تلميحا ، وهو ما يجعلها محل احترام وتقدير الجميع ، ولن ابالغ إذا قلت جعل الكثيرين يحقدون عليها ويسعون لإضعافها ،بل وإسقاطها.
نعم يا سادة كانت مصر ولا تزال الدولة التى يحتاجها الجميع ولا يستغنون عنها حتى الأعداء يخشون قوتها ، ولكنهم في نفس الوقت يعلمون قدرها وأهميتها لتحقيق التوازن والاستقرار في المنطقة ، بل فى العالم أجمع ، وهذا ما يحدث مع المحروسة على مر العصور منذ عهد الملوك مينا واحمس ورمسيس ، مروراً بعهد محمد علي الكبير وصولاً إلى عهد الزعماء ناصر والسادات والسيسى ، كانت مصر وستظل الرقم الصعب والمهم في المعادلة السياسية والعسكرية الإقليمية والدولية.
ورغم تفاوت وتباين قدرات مصر لاسيما الاقتصادية عبر تلك الأزمنة القديمة والحديثة إلا أن قدرها ان تكون في طليعة الدول التى يلجأ إليها المحتاجون ويقصدها المتضررون ولن اقول اللاجئون من شتى بلدان العالم ، ولم لا ومصر تحتضن قرابة العشر ملايين من هؤلاء الفاريين من تبعات الحروب والصراعات السياسية والعسكرية في الوطن العربي والقارة الأفريقية والكثير من بلدان العالم ، يعيشون بيننا كأنهم أبناء هذا الوطن وهذا لا يحدث في أى دولة في العالم الغنى منها قبل الفقير ، ولعل ما حدث في الأزمة السودانية الأخيرة خير دليل على ذلك ، فكانت مصر كعادتها دائما ملاذ ومأوى للأشقاء الفارين من ويلات الحرب والصراع الدائر هناك ، وهذا هو قدر الكبار مهما كانت الظروف أو المقدرات تراهم فى المقدمة دائما سندا وعونا لمن يلجأ إليهم ، لا سيما إن كان من الأشقاء العرب والأفارقة ، ولذلك كله وغيره الكثير والكثير كانت مصر وستظل أم الدنيا مهما تآمر المتآمرون أو كاد الكائدون ، المهم أن نكون شعبا وجيشا وشرطة على قلب رجل واحد حول الوطن وخلف الرئيس والقائد عبد الفتاح السيسى.