الدكتور صبري أبوحسين يكتب : فريضةُ الاستثمارِ الزِّراعي وأثرُها في الصِّناعة

الدكتور صبري أبو حسين

لا ريب في أن الزِّراعة والفِلاحة من أقدمِ أنشطةِ الإنسان وأهمِّها على الأرض، وهي العمودُ

الفِقَري لكلِّ اقتصاد وطني، والإنسانُ الفلاحُ المُنتِجُ هو أول لَبِنة في كلِّ اقتصاد واستثمار

وعَصَبُه، ودعم هذا الفلاح ورعايتُه دعم ورعاية للشعب كلِّه! ومصر دولة زراعية منذ وُجِدت؛

إذ تُسجِّل مصادر التاريخ والحضارة العالمية أن مصر ارتبطت منذ أقدم عصورها بالزراعة؛ فقد

ابتكر المصريون القُدامى الآلات الزراعية وآلات الري، ووضعوا أساس التقويم الزراعي،

وأرسوا قواعد الرَّيِّ الحوضيِّ على أسس هندسية دقيقة، وأقاموا السدود وشقوا القنوات،

وأقاموا بعض شبكات الري لتوزيع المياه وتخزينها، وأنشأوا المقاييس لتحديد ارتفاع مياه نهر

النيل، كما اهتموا بتنظيم استخدام المياه وإقامة الجسور وحفر الآبار في الصحراء، ومن ثم كانت مصر- تاريخيًّا-أول دولة نُظِّمت فيها الزراعة بمواعيد، وشهدت أرضها أقدم مدرسة للري في التاريخ. وقد استمر

النشاط الزراعي في مصرنا ليشكِّل ركيزة كل حضارة وازدهار فيها، عبر العصور التاريخية المتتالية، فاتسعت مساحة

الأراضي الزراعية، وتنوعت المحاصيل المزروعة، وتم استصلاح الأراضي، وازدهرت الزراعة في مصر الحديثة بعد تنفيذ

مشروعات الري العملاقة مثل السد العالي عام 1960م، ويعمل خمس وخمسون مليونًا من المصريين الآن-تقريبًا-

بالزراعة إنتاجًا واستثمارًا، وصناعةً وتجارةً…

وما زال النشاطُ الزِّراعي حاضرًا بقوة في حياتِنا، وما زال ضرورة اقتصادية ماسَّة في مجتمعاتنا الحديثة، رغم هيمنةِ

الطابع الصناعيِّ والتكنولوجيِّ على عصرنا، فلا غِنَى لنا ولا استقرارَ ولا قوةَ ولا أمانَ إلا بهذا النشاط الإستراتيجي

الحَيَوِي، لا سيما في هذه الفترة التي يتعرض فيها ثلُث الغِذاء المُنتَج على مُستَوى العالَم للفَقْد أو الهَدْر أو الحِصار؛

بسبب الصراعات العسكرية المُعوِّقة والمُدَمِّرة! ومن ثَمَّ نجد هناك الملايين من البشر الذين لا يتناولون ما يَكفِي من

الطعام أو يتناولون أنواعًا خاطئة أو ناقصة أو رديئة منه؛ مما يتسبَّب في عبءٍ مزدوج، لسُوء التغذية، فيؤدي إلى

الإصابة بالأمراض الخطيرة والأزمات الصحية المفسدة لاقتصاد الأفراد والدول معًا!

ولعل تلك القيم العَليا والفوائد الجَمَّة للزراعة في حياة الناس، كانت سببًا في اهتمام إسلامنا الحنيف الجميل

بالزراعة نشاطًا وإنتاجًا واستثمارًا، فنجد رؤية شاملة للإنتاج الزراعي وحثًّا على الاستثمار والتصنيع في آيات قرآنية

كريمة، كما في قول الله تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ*وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ

نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ* لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ* سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ

كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ﴾[سورة يس، الآيات: 33-36]، وفي سورة النحل نجد دعوة إلى

النشاط الزراعي المتنوع الشامل للإنتاج النباتي والحيواني، في مطلع السورة ووسطها وختامها، فجاء الحديث

المفصَّل عن هذه الأنواع الثلاثة الرئيسة للنشاط الزراعي: الحيوان، والماء، والنبات، من خلال حركة الإنسان وعمله

وتعميره، ونجد فيها دعوة إلهية إلى الاهتمام بالصناعات الحَيَوانِيَّة في قول الله تعالى: ﴿وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ

وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا

بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ

السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾ [سورة النحل، الآيات5-9]، بل نجد إشارة ما يمكن أن يُسمَّى بالصناعات

الزراعية المتنوعة في ظلال القرآن الكريم في قول ربنا- عز وجل-: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ

وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ* فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ* وَشَجَرَةً

تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ* وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ

كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ* وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ﴾ [سورة المؤمنون الآيات 18-22]،… وفي غيرها من الآيات القرآنية

الكريمة الدالة على حَيوية النشاط الزراعي وحتميته. وفي السنة النبوية الشريفة حث -كذلك- على الاستثمار

الزراعي في غير حديث نبوي شريف، من ذلك قول النبي الخاتم-صلى الله عليه وسلم-فيما يرويه الإمام البخاري عن

سيدنا أنس-رضي الله عنه-: “ما مِنْ مسلمْ يَغرِسُ غرسًا أو يَزرَعُ زرعًا فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلا كان له به

صدقةٌ”، وفي صحيح الإمام مسلم عن سيدنا جابر-رضي الله عنه- قال رسولنا-صلى الله عليه وسلم-: “لا يَغْرِسُ رَجُلٌ

مُسْلِمٌ غَرْسًا، ولا زَرْعًا، فَيَأْكُلَ منه سَبُعٌ، أوْ طائِرٌ، أوْ شيءٌ، إلَّا كانَ له فيه أجْرٌ”، وفي مسند الإمام أحمد عن سيدنا

أبي أيوب الأنصاري-رضي الله عنه- قال نبيُّنا-صلى الله عليه وسلم-: “ما مِن رجلٍ يغرسُ غرْسًا إلا كتبَ اللهُ من الأجرِ

قدرَ ما يخرجُ من ثمرِ ذلك الغَرْسِ”، ويطالب رسولنا-صلى الله عليه وسلم- بالاستثمار حتى ظهور أمارات الساعة

الكبرى في قوله-صلى الله عليه وسلم-:”إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى

يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا”؛ فالاستثمار الزراعي فريضة إسلامية فيها إعمار للكون، وضرورة وطنية مُلِحَّة في فترتِنا هذه..

ولا يمکن للنشاط الزراعي أن يقوم بدوره في التنمية الاجتماعية بدون الاستثمار العَمَلِي والعِلْمِي له، ومن ثم نجد

اهتمامًا به في كليات الزراعة بجامعاتنا تحت مُسمَّى (الاستثمار الزراعيagricultural exploitation )، ويُقصَد به

توظيف عوامل النشاط البشري المتوافرة في الزراعة من الأرض والعمل ورأس المال وتشغيلها، مع الإفادة من

التقنيات الحديثة في تحسين جودة المحاصيل، وفِلاحة الأرض بمجموعة من الأنشطة الفَعَّالة كحِراثة التربة، وزراعة

المحاصيل، والاعتناء بها، وحصادها، وتربية الحيوانات وتغذيتها، وتربية الأحياء المائية، وبخاصة الأسماك، وزراعة

الأزهار، والنباتات المُزهرة، وزراعة الفواكه والخضراوات، ورعايتها؛ وإنتاج مواد زراعية كثيرة وجيدة؛ مما يساعد في سدّ

حاجات المستهلكين، وتوفير التغذية للجميع في الحاضر والمستقبل، وللحصول على أفضل النتائج الاقتصادية الممكنة

مع الربح الماديّ و المواد الغذائيّة المتنوعة، ولمعالجة الفاقد والمُهدَر من الأغذية.

وترجع أهمية الاستثمار الزراعي إلى أنه يُسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي، والأمن الغذائي، وزيادة رقعة المساحات

المزروعة ومحاولة رفع كفاءتها، وتحقيق عائد مادي مناسب خلال فترة زمنية محددة، والمحافظة على قيمة الأصول

الثابتة وتنمية رأس المال المستثمر، وضمان السيولة اللازمة لتشغيل المشاريع الإنتاجية، وتوفير الخدمات الغذائية

والصحية والاجتماعية للأفراد والمجتمعات. ويرمي أي استثمار زراعي إلى زيادة الإنتاج كميًّا ونوعيًّا، ويتم ذلك

بطريقتين: أُولاهما التوسُّع في زراعة الأراضي توسُّعًا أفقيًّا. وثانيتهما الزيادة في وسائل الإنتاج والعمل، بالنسبة إلى

وحدة المساحة من الأرض المزروعة، وإدخال الميكنة الحديثة والإدارة الفنية الاقتصادية، بهدف النهوض بإنتاجية الأرض

الزراعية، ويسمى هذا الأسلوب التكثيف الزراعي. وينطبق المفهوم نفسه على الإنتاج الحيواني ليشمل زيادته كمًّا

ونوعًا، كما يقرر الباحثون في علوم الزراعة المختلفة.

وللاستثمار الزراعي أثر كبير في قطاع الصناعة، فلا صناعة بلا زراعة، وكل تطوير للزراعة أساسه التصنيع، وأكبر دليل

على ذلك ما يُسمَّى الآن (الزراعة الصناعية)، وهي نوعٌ من أساليب الزراعة الحديثة التي تهتم بإضافة الصبغة

الصناعية على مُنتَجات المواشي والدواجن والأسماك والمحاصيل الزراعية، وتهتم بتطبيق أساليب علمية تكنولوجية،

وابتكارات جديدة في مجالات المعدات والأساليب الزراعية، والهندسة الوراثية، وتقنيات الوصول إلى وُفُورات الحجم في

الإنتاج، وإنتاج معظم اللحوم ومنتجات الألبان والبيض والفاكهة والخضروات المتوفرة في المراكز التجارية، واستخدام

النباتات والثمار كعلاج مثل الأعشاب الطبية المتنوعة، أو يمكن تصنيع واستخلاص العديد من المكوّنات الفعالة من

هذه النباتات، واستخدام الأخشاب في صناعة الأثاث المنزلي وغيرها من الأدوات، والعمل على زيادة حجم الإنتاج

الزراعي والحيواني حسب احتياجات السوق الاستهلاكي…. وغير ذلك من أساليب التطوير للإنتاج الزراعي، وتنتشر

هذه الأساليب في جميع أنحاء العالم بصورةٍ متزايدة، ولكن لابد من التخلص من الأضرار التي قد تترتب على استخدام

التطبيقات الكيميائية والمضادات الحيوية في الزراعات الصناعية. كما أن للاستثمار الزراعي دورًا مهمًّا في توفير

المُدخَلات الإنتاجية اللازمة لقيام الصناعات المختلفة، مثل: المنسوجات، والسكر، والقطن، والزيوت، ومعالجة الفواكه

والخضروات، والأرز،… وغيرها.

ومن أدلة أثر الاستثمار الزراعي في الصناعة ما يُسمَّى (التكنولوجيا الحيوية الزراعية) التي هي مجال من مجالات

العلوم الزراعية التي تنطوي على استخدام الأدوات والتقنيات العلمية، بما في ذلك الهندسة الوراثية والمؤشرات

الجُزَيْئِية والتشخيص الجُزَيْئي واللِّقاحات، وزراعة الأنسجة لتعديل الكائنات الحية مثل النباتات والحيوانات والكائنات

الدقيقة. كما تعد التكنولوجيا الحيوية للمحاصيل أحد جوانب التكنولوجيا الحيوية الزراعية التي تطورت بشكل كبير في

الآونة الأخيرة، حيث أصبح بالمقدور تصدير السمات المرغوبة من نوع معين من المحاصيل إلى نوع مختلف تمامًا.

وتمتلك محاصيل الجينات المُحوَّلة خصائص مرغوب فيها من حيث النكهة، ولون الزهور، ومعدل النمو، وحجم المنتجات

المحصودة، ومقاومة الأمراض والآفات.

إن الحالة الاقتصادية العالمية الآن تدفعنا إلى العناية بالزراعة باعتبارها نشاطًا أو استثمارًا أو تصنيعًا؛ فهي أکثر

القطاعات القومية الحياتية أهمية لكل دولة ومجتمع؛ لأنه مصدر طعامنا وشرابنا وكسائنا، ويساعد النشاط الزِّراعي

على الحدِّ من الفقر، ويرفع دخل المواطنين، ويحقق الأمن الغذائي لدى 80%-تقريبًا- من فقراء العالم، الذين يعيشون

في المناطق الريفية ويعملون بالزراعة بصفة أساسية، كما تُعدُّ التنمية الزراعية المتكاملة للقطاع الزراعي العماد

الرئيسي للاقتصاد الوطني التي ترمي إلى تحقيق الاستثمار الأمثل للموارد والطاقات المتاحة بغية زيادة الإنتاج

الزراعي؛ ليصل إلى حدوده الاقتصادية القصوى باستعمال مُستَلْزَمات الإنتاج بوجه أمثل، كما تُعدّ الزراعة مصدر دخل

رئيسي للكثير من الأفراد؛ إذ يعتمد ما يُقارب 70% من الأشخاص على الزراعة كوسيلة للعيش وكسب المال بشكل

مباشر، مما يسهم في علاج مشكلة البطالة بأي مجتمع… وتُشكّل المنتجات الزراعية المُصنَّعة مثل السكر،

والشاي، والأرز، والتوابل، والبُن، وغيرها من المواد الغذائية، العناصر الرئيسية لصادرات الدول التي تعتمد على

الزراعة؛مما يُساعد على تقليل الواردات، وزيادة الصادرات، بشكل كبير وتقليل المبالغ المدفوعة للدول الأُخرى، وتوفير

النقد الأجنبي! فنتحول من شعب مستهلك للغذاء ومستورد إياه إلى منتج له ومحقق الاكتفاء منه، بل ومصدر له، إن

شاء الله، كما كنًّا زمن سيدنا يوسف، عليه السلام، ونُوفِّر فاتورة الاستيراد التي تتجاوز عشرة مليارات دولار سنويًّا،

حسب أحدث الإحصاءات الرسمية في وطننا؛ فتستخدم هذه المبالغ في استيراد المواد الإستراتيجية الأخرى،

والآلات، والمواد الخام، وتأسيس البنية التحتية التي تساعد على تنمية اقتصاد أية دولة، ومن ثم يسهم النشاط

الزراعي في زيادة النشاط التجاري للإنسان، وتحسين مستوى معيشته. وإعطاء مظهر جماليّ للبيئة التي يعيش

فيها؛ فالنباتات تُساعد في تنقية الهواء الجوي من ثاني أكسيد الكربون والأبخرة السامة وذرات الغبار، وزيادة نسبة

الأكسجين الجوي، وهذا يُساعد في أن يكون الجو صافيًا، كما تُسهم النباتات في زيادة نسبة الأمطار وتلطيف الأجواء؛

ومن ثم نرى الزراعة الأساس في النظام البيئي، وهذا يجعل البيئة أكثر هدوءًا، وأكثر قدرة على تنظيف نفسها إذا

كانت خضراء، وتدبّ فيها الحياة، فيتمتع الأحياء! وفي هذه البيئة الزراعية الجميلة جذب للسياح إلى بلادنا! وما أجمل

أن يكون شعارنا في ذلك قول الشاعر المصري محمد الهراوي(ت1939م):
أنَا الفلاّحُ في مِصْرا
أردُّ تــرابــَهـــا تِــبْـــرا
فلا تُبقي يَدِي قَفْرا
بواديها، ولا فَقْرا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.