الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: حكمة ” الست فاطمة”  !!

الكاتب الصحفي
عصام عمران
” يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف” صدق الله العظيم تنطبق تلك الآية الكريمة على هذه السيدة البسيطة ” فاطمة” التي لها من سميتها فاطمة الزهراء-ابنة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم- نصيب كبير ، حيث العفاف والعزة والقناعة والرضا بالمقسوم.
تابعت مثل غيرى من ملايين المصريين ذلك الفيديو الرائع لبرنامج ” حياة كريمة” عبر اليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي لهذه السيدة فقيرة المال غنية الايمان والكرامة ، حيث كانت الست  “فاطمة ”  ضيفة البرنامج وأثناء تصوير الحلقة معها دون أن تعرف ان أحدا سيساعدها أو هناك تصوير من الأساس ،فقالت إنها بتشتغل في مسح السلالم وقالت أيضا إنها كانت زمان بتنضف البيوت بس إتعرضت لحادث تسبب في مشكلة في الحركة وبسببها إكتفت بالشغلانه دي فقط.
وعندما سألها مُقدم البرنامج “أيمن مصطفى”..  نفسك في إيه ؟ كذا مرة قالت إنها بتحلم إن
الناس يكونوا كويسين مع بعض ، وإن الحياة هيبقى طعمها مختلف لما الناس يقابلوا بعض مقابلة حلوة بإبتسامة
ويقولوا لبعض كلام حلو .. ولما سألها عن الفلوس اللي بتكسبها عرف إنها بتاخد ٢٠ جنيه وأحيانًا ٦٠ جنيه لكن مش
عارفة إجمالي اللي بتكسبه في الشهر بيبقى كام لإنها بتشتري بكل الفلوس أولا بأول حاجات لأسرتها .. وقالت له
إن إبنها توفاه الله بسكتة قلبية في الشارع من سنتين ومن وقتها وحزنها عليه كسر قلبها .
فطلب منها أن تأتي لمساعدة والدته وتمسح لهم السلم في بيتهم و وافقت واعطاها مبلغ ٥٠٠ جنيه في ظرف
كمساعدة منه .. بعدها بلحظات فيه واحدة من فريق البرنامج كانت قاعدة على كرسي متحرك وطلبت منها ١٠٠
جنيه عشان تكمل وتدفع إيجار الأوضة اللي قاعدة فيها وبدون تردد قدمت لها الظرف اللي فيه الـ ٥٠٠ جنيه كما هو !!
وبعد هذا الموقف ظهروا لها قائلين إن دي مبادرة من حياة كريمة وقدموا لها عشرة آلاف جنيه كمساعدة وكانت
المفاجأة التي أذهلت الجميع أنها رفضت وإصرت على الرفض بشكل قاطع !! ، ثم قالت عبارة جميلة ، بل حكمة
عظيمة “القرش لو مكونتش تعبت فيه اللقمة ما تتبلعش”.. وفعلًا فضلت مصممة على موقفها ورفضت تاخُد المبلغ
مع إنها في أمسّ الحاجة إليه ولكن في النهاية قرر القائمون على البرنامج التبرع بإسم السيدة فاطمة محمد بمبلغ
٣٠ ألف جنيه للجمعيات الخيرية !!
امثال الست فاطمة هم من تنصلح بهم أحوال البلاد والعباد ، ويجب أن يقدموا كنماذج يقتدي ويحتذى بها وليس
أولئك الذين يمتصون دماء الفقراء قبل الأغنياء ممن يدعون أنهم النخب والصفوة ولا يعنيهم سوى جمع المزيد من
الجنيهات والدراهم والدنانير وياحبذا لو كانت دولارات.
اتمنى أن يتم تكريم الست فاطمة وأمثالها وهم كثر مع تقديمهن كنماذج مضيئة في وسائل الإعلام بشتى انواعها ،
بل وتجسيد مسيراتهن فى أعمال درامية وسينمائية
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.