الشيخ إكرامي ريحان يكتب : إحياء العشر الأواخر وتلاوة القران
اذا كان رمضان هو شهر القران وشهر القيام فعلي المسلم ان يحرص علي قيام رمضان مع تلاوة اكبر قدر ممكن من القران الكريم في صلاة القيام والتهجد ، خاصة في العشر الاواخر من رمضان ، فما شرع القيام والتهجد الا لأجل القران قال تعالي ” يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا ً نصفة او انقص منه قليلاً اوزد عليه ورتل القران ترتيلا ً ” فقد كان النبي صلي الله علية وسلم يجتهد في العشر الاواخر ويوقظ اهله ويحي ليلة (بالقيام والتهجد وقراءة القران في الصلاة) ويشد مأزرة (يعتزل النساء) ، وكيف لا ورمضان هو شهر القران فقد انزل فيه القران ، وكان جبريل عليه السلام يلقي النبي صلي الله علية وسلم في كل عام مرة فيدارسة القران وفي العام الذي قبض فيه النبي صلي الله علية وسلم عاودة مرتين (البخاري) ولذلك حث النبي صلي الله علية وسلم علي القيام بالقران الكريم وخاصة في رمضان ، ونهي عن توسد القران أي : النوم والتكاسل عنه فقد ذكر عنده شريح الحضرمي فقال النبي صلي الله علية وسلم : ذاك رجل لا يتوسد القران “النسائي” ومعني يتوسد القران : أي ينام عنه ولا يقوم به ولا يصلي به قيام الليل ، او أنه يقرأ بعضه دون بعض ، وهذا خطأ عظيم يقع فيه كثير من الناس اليوم ، حيث يقتصر علي قراءة بعض اجزاء معينة من السور ولا يكمل سورة ، بل يستحب ان يكمل السورة وعلي الامام ان يجتهد في ان يسمع الناس القران كلة في رمضان ، وهذا هو عمل السلف ومذهب الائمة الأربعة . فقد كان مجاهد : يختم القران في كل ليلة ، وكان قتادة يختمه كل سبع ليالي ، وقال الربيع بن سليمان كان الشافعي : يختم القران في رمضان ستين مرة . فان كان هناك مشقة في ختم القران في القيام في رمضان فعلي الاقل يندب أن يكمل قراءة مائة اية علي راي البعض او خمسين ايه باتفاق ، كما يندب له أن يكمل قراءة السورة ولا يتوسدها ، وهذا لا يتعارض مع قوله تعالي ” فاقرأوا ما تيسر منه ” لأن الفقهاء كما سبق قالوا يندب الا يقل الحد المطلوب عن قراءة خمسين ايه باتفاق حتي تنشرح الصدور ويصل القران الي القلوب ويحصل الخير للنفوس وتدرك السنة .
اللهم اشرح صدورنا بالقران واجعله لنا نورا ً واماماً