في ” الكورة ” .. خواطر للشاعر محمد الشرقاوي
( ١ )
وفي الكورة واقف وكلك حماس
وحالم بدوري وحالم بكاس
وتايه وسايب مشاكلك جبال
وقلبك عملته لغيرك مداس
( ٢ )
وفي الكورة ضاعت وتاهت شعوب
وقتلت شروقها ونادت غروب
ونسيت زراعة ونسيت صناعة
ومن أجل لقمة بتعمل حروب
( ٣ )
وفي الكورة شاغل حياتك بجد
تعاند وتحلف ومش لاقي رد
كأنك ملكت الجوايز لوحدك
وبينك بينهم هناك ألف سد
( ٤ )
وفي الكورة جهدك وعمرك يضيع
حماسك وعقلك وهدفك صريع
كلاب المؤامرة خدوك للتفاهة
وتشكي المواجع ولازم تطيع
( ٥ )
وفي الكورة بعنا جميع الغايات
بقينا سكارى ومن غير كاسات
هتفنا لفريق ، نسينا الطريق
وفي الكون صبحنا عظام أو رفات
( ٦ )
وفي الكورة خطة لمحو العقول
تعايش كوارث وترفض حلول
تنام في البطاطا ، وتفضل محاطة
بفكر المتاهة وتنسى الوصول
( ٧ )
وفي الكورة لاعب بيصنع جروح
ويقتل عزيمة ، ويطعن طموح
يزود صعابنا ، ويسرق شبابنا
وتفضل حياتنا ما بين السفوح
( ٨ )
وفي الكورة ناموا وصحيوا الشباب
وكرهوا المدارس وخاصموا الكتاب
وعاشوا حيارى بحسرة ومرارة
وصارت شعوبنا في خانة الغياب
( ٩ )
وفي الكورة تصرخ جميع البيوت
نشجع نادينا وعشانه نموت
وضاع الرغيف ، يا عم الكفيف
وصابر في جوعك وعاشق السكوت
( ١٠ )
وفي الكورة خطة لقتل العلوم
شعوب تبقى جاهلة ما تعرف تقوم
وتصمت أسيرة ، وتفضل أجيرة
وخيرها وكنوزها في يد الخصوم
( ١١ )
وفي الكورة قصة وسرقة وخداع
وفي القصة صوت الحيتان والجياع
وسرقة طموحك وسرقة حياتك
وأكبر خديعة إنك أنت اللي باع
( ١٢ )
وفي الكورة وهم البطولة الغريب
وناس في المجاعة وحالهم عجيب
ولو مرة تنصح ، ولو مرة تشرح
تحس بعقولهم تحير طبيب
( ١٣ )
وفي الكورة تسمع إمام الدعاة
يقول هي خطة كبار الطغاة
لصنع الكروب ، وصرف الشعوب
تعيش في الملاهي لحد الوفاة