الدكتورة نجلاء شمس تكتب : الجائزة الكبري

الدكتورة نجلاء شمس

أحيانًا- بل كثيرًا – يحتاج الناس أن تتكلم معهم بلغة التجارة كي يقبلوا على الأعمال ، من أجل ذلك تحدث القرآن

الكريم بهذه اللغة في أكثر من آية منها قوله تعالى؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)

الصف ١٠، والتجارة مع الله تكون عوائدها أكبر في مواسم الخير ،

ومن مشروعات التجارة في العشر الأواخر من رمضان تحري ليلة القدر، والفوز بليلة العمر- ليلة القدر- التي هى خير من ألف شهر، قال تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ

أَلْفِ شَهْرٍ) القدر ٣، فالعبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر دونها؛ أي ما يقارب عمل ثمانين عامًا، وقال عز وجل

(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) فاطر ٢٩، وهذه

التجارة التي لا تبور مكاسبها يقينية وهى من الجوائز الكبرى في رمضان، ليلة القدر، هذه الليلة التي خصها الله

بخصائص عظيمة تؤكد على فضلها، فهي ليلة تغفر فيها الذنوب ، وتفتح فيها أبواب الخير ، وتعظم الأجور، وتيسر

الأمور، وخاصة أنها ليلة مباركة من ليالي شهر رمضان ،

إضافة إلى أنّ الأجر والثواب فيها مُضاعَف؛ فعلى الرغم من أنّ العمل في رمضان مُضاعف في الأصل، إلّا أنّه مُضاعَف أيضًا في هذه الليلة أضعافًا كثيرة لا يعلمها إلّا الله تعالى، وكل

هذه العطاءات الربانية تحفز الناس وتدفعهم للتجارة مع الله، فلهذه الفضائل وغيرها تواترت الأحاديث الصحيحة عن

النبي صلى الله عليه وسلم في الحث على تحري هذه الليلة في ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان، بقوله:

(فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن كُلِّ وِتْرٍ) رواه البخاري ومسلم.

وفي بيان فضلها ، والاجتهاد في التماسها ما يبعث همم طلاب الآخرة والراغبين في العتق والمغفرة ، التماسًا لرضا

الرحمن ، والفوز بفسيح الجنان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.