بداية أؤكد أنني سعدت كثيراً بترشيح الدولة المصرية للدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار السابق لتولى منصب مدير عام اليونسكو ، تلك المنظمة الدولية المهمة ، وسعادتى لكونه ترشيحا صادف أهله فالدكتور العنانى يتمتع بقدر كبير من المهنية والأخلاق ، علاوة على امتلاكه العديد من الخبرات و المميزات والمهارات التي تؤهله لقيادة تلك الهيئة المعنية بحماية وحفظ التراث الثقافي والحضاري فى العالم ، ولعل أهم هذه المهارات اجادته الحديث بأكثر من لغة عالمية فى مقدمتها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية ، وبالطبع العربية أيضا ، إضافة إلى علاقاته المتعددة والقوية بكثير من دول العالم والتي اكتسبها خلال فترة توليه مسئولية قيادة وزارتى الآثار والسياحة .
نعم دكتور خالد العنانى مؤهل لقيادة تلك الهيئة الدولية ، ومصر أيضا تستحق الفوز بهذا المنصب الدولى الرفيع لما تملكه من موروث ثقافي وحضارى وانسانى لا يتوافر لأى دولة في العالم ، ومع ذلك فإن الأمر ليس هينا والمعركة الانتخابية لن تكون سهلة ، ولذلك يجب علينا الاستفادة من تجربة ترشح الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق لهذا المنصب قبل ١٥ عاما تقريبا ، والعمل على تلاشى السلبيات التي حالت دون فوزه بهذا اللقب الغالي ، وفى القلب منها الإعلان المبكر عن اسم المرشح المصري ،وهذا ما فعلته الدولة بترشيح ” العنانى” قبل عامين تقريبا من انطلاق عملية الانتخابات لاختيار المدير الجديد لليونسكو للفترة من ٢٠٢٥ الى ٢٠٢٩ ، وكذلك يجب العمل على توحيد المرشح العربي فهذا يزيد من فرص الفوز.
ولن أتحدث عن تجربة ترشح الدكتور إسماعيل سراج الدين والسفيرة مشيرة خطاب ، فالاول لم يكن مرشح الدولة المصرية ، والثانية كان لها ظروفها وترشحها تم في عجالة دون دراسة وافية للموقف و نسبة فرصة الفوز.
المؤكد أن الترشح لمنصب مدير عام اليونسكو اختيار وقرار دولة وليس فرداً وهو ما يعني أن الدولة بجميع أجهزتها وهيئاتها ستقف خلف مرشحها لهذا الموقع الدولى الرفيع ، ومن هذا المنطلق يجب السعى قدماً نحو الحصول على أكبر قدر من أصوات القارة السمراء ” ١٣ صوتاً” حتى لا نكرر خطأ عدم حصول فاروق حسني على أى صوت افريقى ، وهو ما كان سبباً قوياً لعدم فوزه بالمنصب رغم إنه تفوق على المرشحة البلغارية فى الجولات الأولى للتصويت ، ولكنه لم يحقق الأغلبية اللازمة وعندما أعيد التصويت تساوي المرشحان أكثر من مرة حتى كانت الجولة الأخيرة التى خسرها حسني بصوت عربي للأسف!!
اعتقد أن الوضع الآن أصبح مختلفاً تماماً ، فدولة ٣٠ يونيو بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى باتت تربطها علاقات قوية مع مختلف بلدان العالم ، لاسيما في الوطن العربي والقارة الأفريقية ، ومع ذلك لا يجب أن نغفل الدور المهم لباقى القارات والدول ، وفي مقدمتها امريكا اللاتينية التى وقفت بقوة خلف المرشح المصري فاروق حسني ، الذى عانى كثيراً بسبب التعنت الأمريكى إرضاء للكيان الصهيوني الذي كان رافضاً لترشيح فاروق حسني تحديداً.
وكما ذكرت في البداية فإن ” العنانى” هو اختيار الدولة المصرية ومرشحها الوحيد لهذا المنصب الدولى المهم ، ولذلك يجب علينا جميعاً الوقوف خلفه ودعمه ، لاسيما وزارة الخارجية بمختلف هيئاتها وسفاراتها حول العالم ، وكذلك وزارتى السياحة والآثار والتعاون الدولي ، وقبل ذلك كله الدعم الرئاسى الذى أراه سيكون بمثابة الخيط الرفيع والحبل المتين لحصول مصر على هذا المنصب واللقب الدولى الرفيع.
بقى ان نعرف أن عدد الدول التى لها حق التصويت يبلغ 58 دولة أو عضواً ، يشكلون المجلس التنفيذى لليونسكو وهى البانيا – الجزائر – الأرجنتين – بنجلاديش – برازيل – كاميرون – تشاد – الصين – كوتديفوار – جمهورية الدومينيكان – مصر – السلفادور – استونيا – فرنسا – المانيا – غانا – اليونان – هاييتى – الهند – ايران – ايطاليا – اليابان – كينيا – لبنان – ليتوانيا – ماليزيا – موريشيوس – المكسيك – المغرب – موزمبيق – نيبال – هولندا – نيكاراجو – نيجيريا – عمان – باكستان – باراجواى – قطر – جمهورية كوريا – الاتحاد الروسى – السنغال – صربيا – سلوفانيا – جنوب افريقيا – اسبانيا – سريلانكا – السودان – السويد – توجو – ترينداد وتوباجو – تركمستان – اوغندا – اوكرانيا – الولايات المتحدة الأمريكية – فيتنام – سانت كيتس ونيفيس ، ولكى يفوز أى مرشح عليه الحصول على الأغلبية اللازمة وهى نصف تلك الأصوات زائد واحد أى ٣٠ صوتاً.
وهذه الـ58 عضوا أو دولة يتم تقسيمها إلى 6 كتل تصويتية، موزعة على خمس مجموعات، حيث تضم المجموعة الأخيرة كتلتين هى الدول العربية والأفريقية ” ٢٠ صوتاً “، وذلك وفقا لاخر توزيع جغرافى للمقاعد فى المجلس التنفيذى لليونسكو.