المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : الثالوث الجاحد في واحد

المستشار عبد العزيز مكي

ليست الحياة مَلهَاة ٠٠ مجرد أحداث تَمُر ٠٠ إن كانت مَأساة بنائبةٍ ٠٠ أو كانت تَسُر ٠٠ فلا تَفَكُر ولا تَدَبُر
ولا عِبَر ولا أنفس تائبة من قريب ٠٠ ولكن الأمر المُستَغرَب المُستَمِر من هم ٠٠ ليسوا هم ٠٠ في سِرَهُم ولا هم في نجواهم ٠٠ ولا هم في جهرهم ٠٠ فالذي
بين الواحد منهم وبين نفسه في السِر حديثا خفيا
معلوم له ليس بمجهول بأنه فيما يقول في العَلَن
وعلى الملأ كذاب أشِر وأن ما يُسِر به في عِلتِه
مُناجيا به صاحبه بالجنب صِلته من هو على شاكلتِه ضال أجير يُقِر له بأن المقابل مُحَصلته وإن عَلاَ بانت قِلته ليس نظير لما نُشيعه في الجهر من باطل ونفتري وما نبيعه من غث الكلام اللعين كلما بِنَا برؤوس الشياطين نَعِث سيما وأن المشتري جاهل وأن
من يُروِج لنا مُعوَج سفِيِه
وأن من يستَعبِدنَا أَذِلة محابيس ٠٠ لئيم ليس وَفيِ
لا يَفِي بما يَعِدنا طمَاع له أطماع إبليس يَتوعدنَا
بالويل والثبور وعظائم الأمور إن نحن عُدنَا للنور
وعندما يُطِل أى منهم في العَلن بطلعته الهزيلة ينشر الرذيلة والهم يتوهم أنه صادق وقد هَمَ بأمر هام مُخِل يقلب الحقائق يرىَ العصفور عقرب سام من الزواحف لا يطير والأسد العفي خنزير وحلو الشهد مُر
فلا عجب أن يحيا الواحد منهم سقيم في ثالوث جاحد في شتات زاحف نحو الضياع زنيم ٠٠ فلا المحيا كان
كريمٌ ولا من الممات يَفِر فلا مَهرَب ٠٠ والله عليم بما في الصدور
فالحمد لله رب الأكوان الواحد الوهاب أننا أسوياء نحب في الرخاء نسجد لله ونشكر ونُعَد العدة ٠٠ وفي الشدة وفي البلاء نصبر وبالمشقة نبني فلا الظلم على العدل سينتصر ولا الخراب سيغلب البنيان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.