كتب محمد نبيل محمد :
كنت على موعد مع سيناء التى احببتها واحبتنى واولادى وزوجى , وكنت احدثها منفردة بهموم ثقال وتحدثنى هى
الاخرة عن همومها وكلتينا تحمل عن اختها أوزارها بعض الشىء وتعاهدنا سويا ان ننتشارك الاحمال حتى يمكن لكل
واحدة منا ان تكمل مشوارها, وفى ذات ليلة اسرت سيناء لى بسر ابكانى كثيرا رغم كونه من بشارات رضى الله فى
علياءه, وكتمت عن نفسى حتى الحديث عن سر سيناء الذى القته فى قلبى يموج بالاضطراب كبحر تتلاطم امواجه
بين شاطئين من الصخور الصلبة, ويثور كبركان ان لم يلفظ ما بداخله من لظى ولافا سينتحر من تلقاء نقسه, هكذا
كنت ما بين ان اموت من داخلى وانا واقفة كنخيل سيناء الباسقات ولن يعلم الناس عما دار فى خلدى من وأد
للقلبى, وبين ان ابوح بالسر فأمنع فلذة كبدى عن السير قدما ناحية حلمه الذى يرجوه ويتمناه, بل ويجتهد فى طلبه,
وها هو ليل سيناء وصحرائها قد جادا على بالانتقال من جنوبها لشمالها بعيدا عن موطن السر علّ فى الترحال نجاة
منه ومفازة من عذابه, فتوطنت بالشمال ووجدتنى بجوار الاخت الكبرى سيناء – ايضا- حاولت ان استعطفها ان تتمهل
فى طلبها حتى اراه عريسا , وتمهلت , ورجوتها ان تتركه لى حتى ارى حفيدتى منه, فاحتفلت معى بقدوم طفلتنا,
وظللت ارجو واردعوا حتى نسيت , وفاجأنى نهار حار تلظى فيه قلبى بنار الجزع وحرارة الخوف على قطعة منه, وما
هى الا سويعات من هذا النهار حتى جائنى البشير من سيناء انها احتضنت فى ثراها فلذة كبدى وعرجت روحه من
معارجها الى سماء ربه, وراح الضنى فداء لاهل سيناء وترابها, واوفت سيناء بوعدها وكشفت عن سرها وشاركتنى
حمل ولدى كما حملته من قبل حملته هى الان الى ربنا.
تحكى والدة الشهيد عمرو شكرى:” … ابنى عمرو, تاريخ ميلاده ١/٧/1988 والده لواء شرطة بالمعاش شكرى السيد