عبد الناصر البنا يكتب : ” من طارة الغربال ” !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية

من طارة الغربال .. مثل أكيد كلنا عارفينه ، لكن دعوني فى البداية أقول لكم على نكتة .. عن واحد صعيدى وواحد يابانى إتراهنوا على مين اللى يغلب ” القوة ” ولا ” المخ ” ؟ شمر الصعيدى عن ساعده وقال : القوة ، طبعا . قام اليابانى حط كفه على الترابيزة وقال له : ورينى .  أحكم الصعيدى قبضته وهوى بها قاصدا كف اليابانى الذى أزاحها قليلا فإرتطمت يد الصعيدى بالترابيزة بقوة ، وهنا سأله اليابانى إيه رايك القوة ولا المخ ؟

هز الصعيدى رأسه وقال : المخ . رجع الصعيدى لأهله وجمع ولاد عمه وسألهم نفس السؤال ، فأجابوه فى نفس واحد جرى لك إيه ياواد القوة طبعا . فما كان منه إلا أنه حط كفه على جبهته وقال لهم : طيب ورونى . واحد من ولاد عمه أحكم قبضته وراح موجه له لكمة قوية فى الوقت اللى شال فيه يده بسرعة من على جبهته قليلا ففقأت اللكمة عينه .. وكأنه لم يجد مكانا أنشف من جبهته علشان يحط كفه عليها .. حاصل القولإنها العنترية باسادة التى أصبحت تسير الكثير من أمور حياتنا دون وعى ، ولقد حضرتنى هذه الطرفة وأنا أتأمل إطلاق مصر لـ ” قناة القاهرة الإخبارية ” بوصفها قناة فضائية إخبارية مصرية ، وإحدى قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ، وقد سبقتها بروباجندا غير مسبوقة فى تاريخ الإعلام المصرى وأنها جاءت إستجابة لما يطالب به المشاهد المصرى الذى تمنى وجود قناة تنافس ” قناة الجزيرة ” القناة التى صنعت دولة ؛ أو ” قناة العربية” التى تروج لأهداف التنمية فى المملكة العربية السعودية .والمفترض أن قناة القاهرة الإخبارية سوف تكون مرآة كاشفة لما يحدث من إنجازات على أرض مصر ، وأن الهدف منها هو تقديم إعلام صادق وتغطية للأحداث لحظة بلحظة .. إلخ ، هذه العبارات الجوفاء التى نتغنى بها فى مثل هذه المواقف ، فى الـ ٣١‏/١٠‏/٢٠٢٢ انطلقت قناة “القاهرة الإخبارية” فى سماء الإعلام العربى تحمل شعار الدقة والصدق

فى نقل الإخبار من قلب الحدث ؛ والتحليل والعمق في التناول لكافة الأحداث .. إلخ .لكن على أرض الواقع يبدو أن القناة تاهت فى الزحام وكأنما ولدت مبتسره ؛ أو كأنما تمخض الجبل فولد فأرا . أين قناه القاهرة الإخبارية لا أحد يدرى أو يعلم عنها شىء ، وكلما سألت أحدا من الاعلاميين مط شفتيه .. وصمت !!السؤال البديهى ماذا لو لم تطلق مصر قناة إخبارية جديدة تحمل إسم فى الأصل هو مغرق فى المحلية قاصدة به العالمية ؟ وهل كانت مصر فى حاجة لـ إطلاق قناة إخبارية جديدة أردفتها بقناة وثائقية ؟ وخاصه فى ظل وجود هذا الكم ” المرعب ” من القنوات بما فيها قناة النيل للأخبار ، وقطاع الأخبار فى التليفزيون المصرى . وقبل الإجابة يبدو أننا ننتهج نفس نهج الصعيدى الذى فقأ عينه .. وتعالوا نحسبها بالورقة والقلم مالذى حققته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية UMS التى أنشأت عام 2016 وكان من ضمن أهدافها المعلنة إعادة الإعلام المصري إالى دوره الريادي والمجتمعي وتطوير منظومة الإعلام المصري .. والإجابه لكم !!

وماهو المأمول من ” قناة القاهرة الإخبارية ” على الرغم مما تم صرفه على قناة DMC NEWS التى لم تر النور أصلا ؛ ولم يسأل أحد عن الأموال التى أنفقت عليها ، ورغم إمتلاك المتحدة لـ ( مجموعة قنوات CBC ــ CBC دراما ــ CBC سفرة ــ وقناة إكسترا نيوز Extra News ــ وقنوات الحياة بكل ألوانها ــ DMC ــ DMC دراما ــ قناة ON E ــ وقناة ON Time Sports ــ وقنوات أخرى ” مصر قرآن كريم ــ القاهرة الإخبارية ــ قناة الوثائقية ــ قناة الناس ــ قناة المحور ــ قناة الأهلي ” إضافه إلى المحطات الإذاعيه مثل راديو 9090 وغيره والصحف المقروءة والمنصات الألكترونية .. إلخ .وهل العبرة ياساده بالكم أم بالكيف ؟ .. أيضا الإجابة لكم ؟

عندما إنطلقت قناة DMC فى فضاء الاعلام المصرى بمجموعة من البرامج التى قيل أنها برامج خفيفة ومنوعة بهدف تحقيق نسب مشاهدة عالية ، حتى أن أسماءها أثارت دهشه المشاهد المصرى عينه ” تعشب شاى ــ وبرنامجشيرين عبدالوهاب .. وغيرها من البرامج التافهة التى أنفق عليها بسخاء غير معهود ، إلتقيت صديقى اللواء حسين عبدالرازق رحمه الله وهو أحد أبطال قوات الصاعقة فى حرب أكتوبر المجيدة ، ودار بيننا جوار طويل حول منظومة

الإعلام فى مصر ؛ أتذكر وقتها أننى قلت له أعطينى ميزاية برنامج شيرين عبدالوهاب وسوف أعمل بها ” عشرة ” برامج على تليفزيون الدولة ،

وسوف أعلق فى رقبتى ” عشرة ” مشانق ، ولو فشل برنامج واحد منهم شد الحبل .أى بذخ هذا ، ومن الذى قال أن الهيافة يمكن ان تصنع مشاهدة أو اعلام ؟ ويبقى أهم من هذا وذاك .. وهو لماذا نفضت الدولة يدها عن إعلامها الرسمى وتركته فريسة لهذا المصير المجهول ؟ سؤال لم ولن يجيب عنه أحد ، لأنه يجبن أن يجيب عنه أحد .. ولمصلحة من ؟ حقيقة أنا لا أعلم ، أفيقوا قبل فوات الأوان فمصر فى حاجة إلى إعلام قوى ، اعلام له رؤية ولديه مضمون ورسالة بعيدا عن الهرى الذى لا طائل منه ؛ فو الله أنه يضر أكثر ما ينفع ، لماذا تخلت الدولة عن ماسبيرو ” ذاكرتها وأمنها القومى وصمام أمنها وأمانها ؟ لماذا تخلت عن مؤسساتها الصحفية والاعلامية الكبرى التى تمثل الأصل ومادونها ” مسخ ” .

وآه .. وآه على وجع القلب عندما حل الدكتور طلال أبو غزالة ضيفا علينا فى القناة الفضائية المصرية ووقف خاشعا فى بهو مبنى ماسبيرو ، وكأنه يقف فى المحراب يصلى ، وهو يقول ” هنا التاريخ .. هنا الأصالة .. هنا العراقة .. هنا .. وهنا .. وهنا ” ، وأنا أقف أتأمله ؛ وأتأمل مايقول ، ويقف الرجل أمام تمثال الزعيم جمال عبدالناصر فى البهو ليعطي له التحية العسكرية ، ويقرأ الفاتحة على روحه الطاهرة بصوت عالى ، ويمشى الهوينى ، وكأنه كان يتحسس خطى من وطأت أقدأمهم مبنى الاذاعة والتليفزيون العتيد ؛

نعم ياسادة أنه التاريخ المدون فى ذاكرة العقل الجمعي المصري والعربي  من المحيط الى الخليج . التاريخ الذى تخلينا عنه بإرادتنا من منطق ” القوة ” التى بدأت حديثى بها ؛ بعد غياب ” المخ ” وبنفس نظرية ” إنسف حمامك القديم ”

حفظ الله مصر ، وقيادتها وشعبها ، ودائما وأبدا ..” تحيا مصر “

2 تعليقات
  1. احمد حجازي يقول

    المشكلة عدم التفرقة بين الهاردوير hardware والسوفتوير software. القناة اتعملت علي اعلي مستوي وتعتبر الهاردوير اما برامج التشغيل اي السوفتوير دون المستوي …. ابحث عن الإدارة والكوادر ستعرف السبب. حفظ الله مصر من كل سوء

  2. Said يقول

    Correct and excellent dear Abdelnasser. You are always missing the important question: What STATE??!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.