الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : تخلى‭ .. ‬تتحلى‭!!‬

الكاتب الصحفي
عصام عمران

‮«‬التخلى‭ ‬قبل‭ ‬التحلي‮»‬‭ ‬قاعدة‭ ‬فقهية‭ ‬أعجبتني،‭ ‬وقد‭ ‬سمعتها‭ ‬من‭ ‬الشيخ‭ ‬‮«‬بدوي‮»‬‭ ‬إمام‭ ‬وخطيب‭ ‬مسجد‭ ‬أبوعياد‭ ‬بالأقصر،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬تأديتى‭ ‬لصلاة‭ ‬التراويح‭ ‬خلفه‭ ‬قبل‭ ‬أيام،‭ ‬وتقول‭ ‬القاعدة‭ ‬الفقهية‭ ‬المهمة،‭ ‬انه‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬تخلية‭ ‬الإناء‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬شوائب‭ ‬أو‭ ‬مواد‭ ‬ضارة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بملئه‭ ‬بأشياء‭ ‬مفيدة‭ ‬وصالحة‭ ‬للاستخدام،‭ ‬وهو‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬القلوب‭ ‬والانفس‭ ‬التى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬الضغائن‭ ‬والمكاره‭ ‬والحقد‭ ‬والحسد‭ ‬وتتحلى‭ ‬بحسن‭ ‬الخلق‭ ‬والايثار‭ ‬والصدق‭ ‬والإخلاص‭ ‬والأمانة‭.‬
ورغم‭ ‬بساطة‭ ‬وسهولة‭ ‬تلك‭ ‬القاعدة‭ ‬الفقهية،‭ ‬إلا‭ ‬أننى‭ ‬أراها‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬حال‭ ‬الكثيرين‭ ‬منا‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬خاصة‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يريدون‭ ‬الأخذ‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الخط‭ ‬ولا‭ ‬يرغبون‭ ‬فى‭ ‬بذل‭ ‬الجهد‭ ‬والعرق‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أنفسهم‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن،‭ ‬وللأسف‭ ‬هم‭ ‬كثر‭ ‬بيننا‭ ‬فى‭ ‬شتى‭ ‬الهيئات‭ ‬والمؤسسات‭.‬

نعم‭ ‬نحتاج‭ ‬فى‭ ‬حياتنا‭ ‬إلى‭ ‬فهم‭ ‬جيد‭ ‬وتطبيق‭ ‬دقيق‭ ‬لتلك‭ ‬القاعدة‭ ‬الفقهية،‭ ‬فأنت‭ ‬اذا‭ ‬كنت‭ ‬تريد‭ ‬تولى‭ ‬مسئولية‭ ‬قيادية‭ ‬أو‭

‬حتى‭ ‬فردية‭ ‬يجب‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬الأنانية‭ ‬وحب‭ ‬الذات‭ ‬والسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬للعاملين‭ ‬فى‭ ‬الموقع‭

‬الذى‭ ‬تتمناه‭ ‬حتى‭ ‬تعم‭ ‬الفائدة‭ ‬وتستطيع‭ ‬إنجاز‭ ‬المهمة‭ ‬وتحقيق‭ ‬هدفك‭ ‬وهدف‭ ‬الجميع،‭ ‬وعندها‭ ‬فقط‭ ‬سوف‭ ‬تشعر‭

‬بحلاوة‭ ‬المنصب‭ ‬وقيمته‭.‬

نفس‭ ‬الحال‭ ‬أراه‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المواطنين‭ ‬بمختلف‭ ‬انتماءاتهم‭ ‬وامكانياتهم،‭ ‬فكل‭ ‬منا‭ ‬مطالب‭ ‬بتخلية‭ ‬نفسه‭ ‬من‭

‬الهوى‭ ‬والكسل‭ ‬والتواكل‭ ‬حتى‭ ‬نستطيع‭ ‬النهوض‭ ‬بالوطن‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬التى‭ ‬نريدها،‭ ‬ولن‭ ‬يتم‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭

‬العمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬وتغليب‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬مكاسب‭ ‬أو‭ ‬منافع‭ ‬فردية‭.‬

حتى‭ ‬فى‭ ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬الله‭ ‬وهى‭ ‬أساس‭ ‬النجاح‭ ‬والفلاح‭ ‬فى‭ ‬الدنيا‭ ‬والآخرة،‭ ‬يجب‭ ‬التطبيق‭ ‬الفعلى‭ ‬لتلك‭ ‬القاعدة‭ ‬الفقهية‭

‬الهامة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬أمورنا‭ ‬ومعاملاتنا‭ ‬الدينية‭ ‬والدنيوية،‭ ‬فيجب‭ ‬التخلى‭ ‬عن‭ ‬الكذب‭ ‬والنفاق‭ ‬والغيبة‭ ‬والرياء‭ ‬وقول‭ ‬الزور،‭ ‬وغيرها‭

‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬والسلوكيات‭ ‬السيئة،ونتحلى‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جميل‭ ‬ونافع‭ ‬لدنيانا‭ ‬وديننا،‭ ‬حتي‮ ‬نفوز‭ ‬بحلاوة‭ ‬الإيمان‭ ‬وتحقيق‭ ‬ما‭

‬نصبوا‭ ‬إليه،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬الطيبة‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬الذى‭ ‬يعد‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬لمن‭ ‬يرغب‭ ‬فى‭ ‬التخلى‭ ‬حتى‭

‬يحقق‭ ‬التحلى‭ ‬فى‭ ‬الدنيا‭ ‬قبل‭ ‬الآخرة‭.‬

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.