الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب : أنغام .. مصرية !!

الكاتب الصحفي
عصام عمران
” لو مكنش في مصر معهد كونسرفتوار ومعهد موسيقى ومعهد باليه ومعهد سينما وأكاديمية فنون .. يمكن مكنتش ظهرت اصلا .. ولا كنا ظهرنا كلنا كفرقة موسيقية وكهندسة صوت وتجهيزات الحفلة اللى شايفينها النهاردة ، علشان نبقى بالمستوى الفني العالى ده..علشان كده أنا محظوظة ببلدى مصر اللى قدمت لكم الفن ده النهاردة ، واللى بفضلها علي ظهرت ودعمتنى من صغري من ايام الإذاعة المصرية والحفلات .. مصر اللى قالتلي كونى كده بقيمة فنها” .
بهذه الكلمات الرائعة تحدثت الفنانة والمطربة الجميلة أنغام عن مصر وفنها وإبداعها وذلك خلال حفلها العالمى الذى قدمته في إطار ليالى الرياض مؤخرا ، وشدت خلاله بأجمل الأنغام والألحان المصرية الراقية ، والتي نالت إعجاب واستحسان الجمهور ، بل والملايين الذين تابعوا الحفل الذى استمر قرابة أربع ساعات ، سواء عبر الفضائيات أو مواقع التواصل الاجتماعي ، والذين انبهروا جميعا بصوت مصر وبنتها الجميلة.
الشاهد من حفل أنغام وكلماتها الرائعة ، أن القوة الناعمة المصرية كانت ولا تزال ، بل وستظل رقماً صعباً ومستعصيا على أى جهة أو دولة أن تتجاوزه أو حتى تقترب منه ، ولم لا والحضارة المصرية ضاربة فى عمق التاريخ لأكثر من سبعة آلاف عام والرسومات والنقوش على جدران المعابد والمقابر الفرعونية تؤكد أن المصريين القدماء عرفوا الطب والهندسة والفلك والرياضة والموسيقى والإبداع بشتى أنواعه قبل آلاف السنين.
ورغم محاولات البعض النيل من قوة وقيمة القوة الناعمة المصرية والادعاء بأن هناك من ” سحب السجادة” من أسفلها ، إلا أن حضور الفن والفنانين المصريين لا يزال طاغيا ومؤثرا فى اى مكان أو زمان ولنا فيما حدث في حفل أنغام ومن قبله تكريم الموسيقار المصري المبدع هانى شنودة الدليل والبرهان ، وكذلك فيما حدث من استقبال تاريخى لابن النيل ” محمد منير” خلال زيارته لدولة السودان الشقيق مؤخرا ، كل ذلك وغيره الكثير والكثير يؤكد أن قوة مصر الناعمة باقية ومستمرة ومؤثرة مهما حاول البعض هنا أو هناك التقليل من شأنها.
صحيح ، هناك عدد من السلبيات ظهرت مؤخراً وأراها أضرت كثيرا بالفن والإبداع المصري لا سيما بعض الأعمال الدرامية والأغاني الشبابية أو ما يطلقون عليها ” أغاني المهرجانات” ، لكنها تظل استثناء وليس قاعدة ، فالإبداع المصري بشتى أنواعه من أدب وشعر ودراما وموسيقى ، بل ورياضة أيضا مازال في المقدمة والرصيد لا يزال كافيا والفوارق كبيرة وضخمة بيننا وبين الآخرين !! .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.