محمد نبيل محمد يكتب : مرتكزات التنمية الثقافية فى سيناء(4) الموروث الثقافى المادى واللامادى

محمد نبيل محمد
لما كانت الارض تعطى صفاتها لمن عليها, كما أعلمنا الشهيد جمال حمدان , ولما كانت سيناء تُعرّف ديموجرافيا واجتماعيا بكونها الأرض والبشر , اولاً: الأرض بما حوته وما خفته وما أظهرته من موجودات , وجميعهم من أسباب حقد ودواعى حسد الآخرين, وثانيًا : البشر وهم يحملون من الصفات النقية – الانسانية – ما يجعلهم مؤهلين للدفاع عن هذه الأرض, لذا كان من ضرورات انجاح التنمية الشاملة والمستدامة كما هى فى حسن اسغلال مقدرات الموجودات الأرضية أيضا من المحتم حسن إدارة الاستثمار الثقافى للبشر, أي أن مقتضى الحال يستوجب الهمة والجد فى الاعتماد على مرتكز ثقافى هام , وربما تعود الاهمية لكونه مازال حيا نابضا , ولازال يعبر بجلاء عن الواقع المعاش لسيناء, وهو : التراث السيناوى الملموس والمجرد, والمتفق على تسميته بالموروث المادى واللامادى, وهو ما يشكل الوجدان العام لسيناء, بما يعنيه من مفردات المزاج, والذوق, والسلوكيات اليومية النمطية والتلقائية, وصور ومناهج التفكير ومسالكه, وطبائع الشعور ومستوياته, ومفردات التواصل ما بين المنظوق المعلن والمسكوت عنه
والاشارات والدلالات الجسدية بإيمائاتها وسكناتها, والعادات والتقاليد والاعراف السائدة الحاكمة, والحكى والغناء
والمأثور, والمعاملات فى حالات الفرح والحزن, وتعبيرات كل هذا الثراء بثراء موازى فى القدر والقيمة وهو الموروث
المادى وما أثمره من مفردات ورسومات ومنتجات ومشغولات ومنحوتات وغيرهن كثيرات وكثر, كل هذا الثراء المادى
واللامادى تميزت به سيناء, من الواجب الحفاظ عليه لا طمسه ولا إهماله, وكما كانت دعوة السيد الرئيس بالاهتمام
بالتراث السيناوى, لانه من مكونات الشخصية السيناوية, ومن الواجب عند النظر بعين الاعتبار فى الاستثمار الثقافى
بسيناء هو الاهتمام بقدر كبير من الاحترام والتوقير لهذا الثراء التراثى الممتد بجذوره تاريخا فى عمق الماضى
المصرى والواجب العمل – بالعلم – على استمرار وبقاء تأثير هذا الموروث فى مستقبل سيناء, وكما اهتمت وزير
الثقافة بضرورة انشاء مراكز ثقافية تصون هذا الارث الانسانى والمكون الثقافى المهم فى تحقيق تنمية ثقافية
بسيناء, وكان الأجمل هو اهتمام المصريون بسيناء بإحياء هذا الموروث المتنقل عبر الاجيال حفاظا على الشخصية
السيناوية وبقاء صفائها ونقائها الانسانى, وربما كان فى هذا التوجه العام للدولة والاهتمام من جانب وزارة الثقافة
وممارسته بعقلانية مدركة للواقع المعاش من جانب شيوخ ورجالات سيناء كل هذا كان له أثرا ايجابيا فى الاهتمام
بالمرأة السيناوية والطفل, بحسب كونهما الاولى الناقلة والحامية للموروث , والثانى هو المستقبل القادم والواجب
الحفاظ على هويته التى تتشكل مه الثقافات المحلية الساحلية والريفية والحضرية عمقا رصينا للثقافة المصرية
وهوية وطنية تصون النسق الاخلاقى والقيمى للانسان المصرى فى مواجهة الغزوات الثقافية.
والحديث ممتد ان شاء الله عن مرتكز آخر من مرتكزات التنمية الثقافية بسيناء.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.