الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: الكرة المصرية .. والتجربة السنغالية !!

عصام عمران
فى رأيى أن التراجع الذى حدث في مستوى كرة القدم المصرية عامة وناديي الأهلى والزمالك على وجه الخصوص لم يكن وليد اللحظة أو الصدفة ، وانما يعود إلى ٥ سنوات تقريبا وتحديداً منذ تحقيق حلم وصولنا إلى نهائيات كأس العالم بروسيا ٢٠١٨ بعد غياب استمر ٢٨ عاما ، ولكن للأسف تحول الحلم الجميل الى كابوس مؤلم بعد المستوى السيء الذى قدمه منتخبنا القومى فى مبارياته الثلاث بالبطولة ، والاكثر أسفا والما كانت الأحداث والتجاوزات التى حدثت خلال معسكر الفريق قبل وأثناء البطولة ، والتى أحدثت شرخا ولا اقول جرحاً عميقا في علاقة نجمنا العالمى محمد صلاح بالمنتخب ومسئولى كرة القدم المصرية ،ولن ابالغ إذا قلت مع الجماهير أيضا ، خاصة وأن المتسببين في هذا المستوى السيء لمنتخبا والأحداث المؤسفة التى تمت لم يلقوا العقاب أو حتى الحساب المناسب لما اقترفوه من جرائم فى حق الوطن.
ولأن من أمن العقاب أساء الأدب كما يقولون ، فإن نتيجة ذلك كان الخروج المهين لمنتخبنا الوطني من بطولة كأس الأمم الأفريقية ٢٠١٩ من دور الستة عشر أمام منتخب جنوب افريقيا الضعيف رغم أن البطولة كانت على أرضنا ووسط جماهيرنا ، وللأسف لم يحاسب أحد ، ولذلك توالت الإخفاقات الكروية حتى بلغت ذروتها بعدم وصولنا لنهائيات كأس العالم بقطر العام الماضي بعد الهزيمة من السنغال فى المباراة الحاسمة، والتى كان سبق لها بأسابيع قليلة هزيمتنا أيضا فى نهائى كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون ، ثم طالت الإخفاقات الفرق والمنتخبات الأخرى من شتى الأعمار ، ولعل آخرها خروج منتخبنا للشباب صفر اليدين من بطولة كأس أفريقيا التى استضافتها مصر مؤخراً أمام السنغال أيضا من دور المجموعات وفشله حتى فى الوصول لنهائيات كأس العالم باندونيسيا.
ورغم تغير مسئولى اتحاد الكرة وذهاب اتحاد أبو ريدة وقدوم اتحاد علام إلا أن الوضع لم يتحسن ، بل زاد الأمر سوءاً وطالت الإخفاقات الأندية الجماهيرية وفى القلب منها الأهلى والزمالك والاسماعيلي ووصل بنا الحال الإقتراب من توديع بطولة الأندية الأبطال من دور المجموعات بالنسبة للاهلى والزمالك فيما بات الاسماعيلى مهددا بالهبوط لدورى الدرجة الثانية بعدما تذيل ترتيب فرق الدوري الممتاز.
الملفت للنظر أنه وسط تلك الإخفاقات للكرة المصرية فرقا ومنتخبات كانت هناك تجارب ناجحة في القارة الإفريقية ، فى مقدمتها التجربة السنغالية ، لاسيما على مستوى المنتخبات حيث استطاعت حصد جميع البطولات والمسابقات التى شاركت فيها تقريبا ، فحصلت على كأس أفريقيا لأول مرة على حساب منتخبنا ثم وصلت إلى نهائيات كأس العالم بقطر على حساب منتخبنا أيضا ، حتى بطولة كأس الأمم للكرة الشاطئية حصلت عليها من منتخب مصر أيضا ، واخيرا وليس اخرا كانت بطولة كأس الأمم الأفريقية للشباب بمصر التى فازت بها ولكن على حساب منتخب جامبيا هذه المرة.
التجربة الأفريقية الأخرى التي تستحق الإشادة وشاهدناها جميعا فى نهائيات كأس العالم بقطر ، ذلك المستوى الرائع للمنتخب المغربي الشقيق الذى وصل الى المربع الذهبى فى إنجاز عربي وافريقى غير مسبوق ، وذلك على حساب منتخبات وفرق عالمية كبرى في مقدمتها اسبانيا والبرتغال ، علاوة على سيطرة فرقها على بطولتى دورى الأبطال وكأس الكونفيدرالية.
كل ذلك وغيره الكثير والكثير يتطلب منا وقفة حازمة وصادقة إذا كنا نريد الإصلاح حقا لتلك المنظومة الكروية ، بل المنظومة الرياضية بصفة عامة ، ويا حبذا لو طال الإصلاح أيضا منظومة الإعلام الرياضي الذى أراه شريكاً أساسياً وسببا فاعلاً فيما آلت إليه الرياضة المصرية وتحديدا كرة القدم.