لان الانسان هو محور اهتمام الدولة – الآن – وتلك فرصة ايجابية لصالح المواطن إذ لم تكن هناك سابقة فى الإهتمام بالإنسان لهذا الحد , ربما كان الاهتمام الكلامى مكثفا وربما كانت مشروعات التنمية الشاملة للانسان متعددة إلا ان الحقيقة ان هذا الأمر لم يتجاوز حناجر المنشغلين ولم يتعد حيز أو مدايات الاسماع المحدودة , وهكذا كانت حتمية الإهتمام بهذا الإنسان منعدمة أو تكاد أن تكون كذلك , ولا اعتقد انه من سبب الى تذكر الحديث عن هذا الانسان المصرى المعجزة الا بعد أن خصته الدوله بعام الشباب ومن قبله عام أصحاب الاحتياجات وعام المرأة , ولهذا أجد ان هذا الانسان المعجزة وجد – مؤخرا – من يهتم به , هذا هو المصرى المعجزة الذى هزم التكنولوجيا التى كانت متطورة عن ما بيده من اسلحة ومعدات فى حرب اكتوبر بعشرات السنوات حتى ان الخبير الروسى قال إن المقاتل عنده فى الجيش الروسى يستطيع أن يلم بمهارات التجهيز والتصويب والإطلاق فى مدى زمنى المائة ثانية وهذا هو النموذج المثالى بالنسبة له وانه على حد تعبيره لا يتصور أن هذا المصرى المقاتل الفلاح قد يستطيع ان يقترب حتى من ضعف هذه المدة الزمنية وهى المائتين ثانية من التجهيز والتصويب والاطلاق لدرجة ان خشيتهم من ان يفشل تسويق سلاحهم بعد استخدام المقاتل المصرى له ، وهم البخلاء جدا فى عطاياهم حتى وان كانت بالثمن والمقابل كما صرح بهذ فى العديد من الادبيات المنسوبة لقادة سياسيين وعسكريين فى مراكز متنوعة عن خوف الروس من بوار مبيعات اسلحتهم اذا استخدمها المقاتل المصرى – اثناء الاعداد لحرب اكتوبر – وفى النهاية وبعد مفاوضات خاصة من هؤلاء العسكريين والدبلوماسيين الذين اعتمد عليهم الشهيد السادات فى مفاوضاته العسكرية مع الروس والمشهود عنهم بانتمائتهم الاشتراكية وهم من احضروا من الروس اسلحة ومعدات اهمها قاذف الصاروخ المحمول على الكتف (الار بى جيه) الذى هزم المدرعة الغربية التى تسلح بها جيش الدفاع الاسرائيلى ، واستطاع هذا المقاتل الفلاح محمد عبد العاطى وقبله الفلاح محمد المصرى وبعدهما الفلاح احمد شوقى كما كان يناديهم الخبير الروسى (الفلاح) فى تجهيز القاذف بالصاروخ والتصويب والاطلاق والاصابة المباشرة لمدرعات العدو الاسرائيلى فى اقل من الستين ثانية اى اقل نت المقاتل الروسى النموذج لبنى وطنه بـ 40% من التوقيت ، وبهذا اصاب المقاتل المصرى المتسلح بالارادة المصرية المتفردة عمن سواه فاصاب ودمر البطل محمد عبد العاطى ٢٥ مدرعة ما بين
دبابة وناقلة جند ومجنزرة اسرائلية، وزميله محمد المصرى اصاب ودمر ٢٧ مدرعة ، وزميلهما احمد شوقى كان من
نصيبه تدمير ٢٠ مدرعة واسر واحدة بالخوف منه والاستسلام له, فكانت معجزة النصر هو المصرى بارادته التى انتصر
بها على التفوق العددي والتكنولوجي والدعائي ، وايضا انتصر المصرى بالسوخوى والميج المتخلفة – وقتها عما
سواها- على الميراج الاحدث والفانتوم الاسرع والسكاى هوك الاكثر قدرة على المناورة وكانت معركة المنصورة
الجوية ذات الـ ٥٣ دقيقة بابطالها ومنهم النسر نصر موسى والنسر عبد المنعم همام والنسر السيد ابو النجا والنسر
اسامة المنصورى وغيرهم كالنسر الشهيد عاطف السادات الذى دمر بارادته وروحه وطائرته مطار شرم الشيخ بعد ان
نفذت ذخيرته ولم تكتمل المهمة فأصر ان ينهى مهمته بنفسه وروحه وطائرته، كانت ارادة الانسان المصرى هى
الفيصل فى زحزحة حدود المستحيل ، هو الانسان معجزة نصر اكتوبر ، وتلك السيدة البطلة فهيمة التى طرزت على
ثوبها ادق تفاصيل الموقع الاسرائيلى المنيع والمستعصى فى اكتشافه وسلمت بمنتهى اليسر المعلزمات الدقيقة
للاجهزة الامنية المعنية حتى كافأها الشهيد السادات بوسام الشجاعة وبعدها سيدات كثر امثال البطلة فرحانة
البطلة وووداد حجاب البطلة وغيرهن كثيرات ، انا لا اتحدث عن معجزات الانسان المصرى الرجل أو حتى الطفل التى
لا حصر لها فى سيناء , بل عن معجزات المرأة المصرية التى برعت بشرف فى الحفاظ على شرف الوطن,
هذا الانسان المصرى هو من وصفه موشيه دايان فى اعترافاته خلال لجنة اجرانت وفى كتابه مذكرات دايان ,: ان سر
انتصار المصريون هو هذا الانسان المقاتل, وتضيف المراكز البحثية الاجتماعية والانسانية والسلوكية محليا واقليميا
وعالميا ان هذا الانسان المصرى المفرد وهذا المجتمع المصرى المحصلة الجمعية للمصريين عندما يكونوا على قلب
رجل واحد فى حرب اكتوبر هو السبب الرئيسى فى الانتصار، وايضا كان هذا المصرى وهذا المجتمع عندما تجلت
ثقافة ارادة الانتصار فى تخطى عقبة الارهاب وتجاوز محنتها الى مرحلة البناء، وارى ان العنصر الثانى لمرتكزات
التنمية فى سيناء هى الارض , نعم ارض سيناء التى كانت مفردة مشتركة فى الكتب السماوية جميعها وانها كانت
مسرى انبياء الله ورسله صلوات الله عليهم وسلامه , وبل الاكثر من ذلك رفعة وقداسة هو ان الذات العلى قد اقسم
بسيناء وطورها وتينها وزيتونها, اى ان هذه الارض وما عليها من تراب وجبال واشجار وزروع وغيرهم محل قداسة ،
ولان حمدان الذى نعشقه والقبه بالشهيد جمال حمدان هو من قال فى عبقرية المكان ” ان الارض تعطى صفاتها
لمن عليها ” , ولان سيناء المقدسة التى اعطت قداستها لجبالها وترابها واشجارها وزرعها هل ستبخل بان تلبس
تلك القداسة على اهلها , نعم ، وهذه قناعاتى ان اهل سيناء هم المختارون فى ان يكونوا حصن تلك المفردة
السياسية الوحيدة التى ذكرت فى كل الكتب المقدسة (مصر) وهذه سيناء واهلها اللذين كانوا اول من سدد فاتورة
الدم عن مصرنا على مر العصور التاريخ المصرى ، أو قل إذ ارت التاريخ الانسانى.
من الارض سيناء ومن اهلها نجد ان اولويات الاهتمام بهذا الانسان هى مقتضى الحال الواجب اتباعه والعمل عليه.
والحديث ممتد ان شاء الله عن سيناء الارض والانسان ومرتكزات التنمية الثقافية لهما.