شيرين جمال الدين تكتب : عندما يبكي الرجال !

شيرين جمال الدين

كنت أظن أن الرجل هو أقسي مخلوق علي وجه هذه البسيطة .. فطبعه القسوة .. شرايين قلبه تضخ القسوة وخلايا جسده قاسية فتكونت أنسجة القسوة ، ومنها خُلق الرجل

كنت أستمع إلي برنامج علي أحدي منصات التواصل الاجتماعي فوجدت محادثة تليفونية بين رجل ومقدمة البرنامج وهي تقول له : ما هي مشكلتك..فرد عليها قائلا : مشكلتي أن حبيبتي تركتني بعد علاقة حب دامت ست سنوات .. ثم انهمر الرجل في نوبة بكاء.. وبينما يبكي استطرد قائلا :

كانت هي الحياة ..كنت أستيقظ من أجلها ..وكنت أنام علي صوتها وما بين الوقتين كنت أحيا بها .. عندما تبتسم كنت أري الوجود كله يبتسم لي ، وعندما ترضي عني كنت أجزم أن هذا يعني رضا الله عني ، وإن أصابها مكروه كنت أشعر وكأن الأخشبين سقطا فوق صدري ..

إن الرجل هو أمان المرأة .. لكنها كانت هي أماني ..كانت الشط الذي أبحر منه وأجاهد كي أرسو عليه ..

وبعد كل هذا الحب تركتني وتزوجت من غيري !

أغلقت البرنامج ..وظللت أفكر عندما تكون روحك معلقة بشخص ..حياتك هي هذا الشخص .. كيانك كله مرتبط بهذا الشخص ..يحركك كما عرائس الماريونت بخيوط مزاجه

فعندما يضحك ..يضحك لك الكون ، وعندما يغدر بك تحطم حياتك

يظهر لنا الرجل القوة والعنف والصلابة والتحجر في كل تصرف وهو في النهاية مخلوق بعيد عن تصنيفه ..

هو مشاعر ..وأحاسيس ..وعاطفة .. وصفناه بالقسوة !

هنا علمت أن القسوة حقا هي عندما يبكي الرجال !

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.