الكاتبة الصحفية حنان خيري تكتب :جمود النفس..جحود القلب.. وسر القوة!!؟؟
في الحقيقة دائما تتردد كلمتان كل منهما مكونة من أربع أحرف تحمل معاني يتم شرحها في مجلدات مؤلمة لما تحمله من دمار نفسي يؤذي ويشوه ويحرق كافة القيم والمبادئ الإنسانية..
بالفعل من اقوى وأصعب الألغام المزروعة داخل الكيان الفكري للبشر الذين تم زراعة بذور الجمود والجحود فيه ، وأرتوى بأفكار وإساليب مسممة وملوثة بعادات وتقاليد موروثة في ظلم وظلام وجفاء وصراعات مختلفة من بيئة لبيئة إخري وهكذا من عائلات لعائلات ومن ناس لناس طبقا للنشأة والمعلومات والتعليمات و الثقافات التى تم زراعتها داخل التربة النفسية التى تروى القلب وتغذي النفس ليجني العقل ثماره ويضع وينظم قانون معاملاته و تبدأ الاشارات الملغمة لتنفجر وتبعثر أروع معاني الإنسانية بقيمتها الجميلة.. وتتحول المعاملات الي أرض بور مشققة وترتدي النفوس ثياب الجمود وتمتلئ القلوب بظلام الجحود.
في الحقيقة الأحداث التى تدور حولنا على كافة المستويات و المجالات مشحونة بالألغام التى تبعثر الكثير من الحقائق وتطمسها.. ولذلك لابد من الإنتباه لمن جاهدوا مع أنفسهم بقوة للحفاظ على شفافية نفوسهم.. ونور قلوبهم ليسخروا أفكارهم السليمة من خلال كافة السبل للعودة إلى القيم والمبادئ السوية التى تبني عليها المجتمعات لتقف مرفوعة الرأس متماسكة الآيادي متضافرة القلوب.. لكي تتراجع وتنكمش النفوس والقلوب والعقول المشوه.. وتختفي الحماقات وتنقطع الألسنة الملوثة بالكلام السيئ.. فالكلمة كالرصاصة تقتحم القلب لتمزقة وتشرخ النفس..
أخيرا.. لابد أن نعلم أطفالنا الحب ولين القلب وصفاءه ونقاءه والتسامح والتعبير عن المشاعر بالكلمة الطيبةو المجاملة الراقية.. والألفة والشفافية والصدق والوضوح في العلاقات.. وثقافة الإعتذار من القلب..
وبالتالى لابد من القضاء على الفكر الخاطئ السائد بين الكتير من الناس بأن جمود القلب وجحود النفس سر احترام الآخرين لك.. لأنهم يخافوا منك.. فهذا مفهوم خاطئ تماما.. الخوف ينتج عنه الكراهية وليس الاحترام اما التفاهم والحوار ينتج عنه الحب والترابط والشفافية.. ومن ثم على كل إنسان يؤمن بالكلمة الطيبة النابعة من القلوب والنفوس السوية.. ويؤمن بالعقول المستنيرة وهذا يكون واضحا من ردود الأفعال في المواقف ومواجهة ألمشاكل و الأزمات.. عليه الإستعانة بهم والترابط معهم لتصحيح ما نسمعه ونشاهده من نماذج تبعث الحزن والتوتر وتثير القلق والبلبلة ويمثل خطورة على المجتمع والأسر والشباب والفتيات.. علينا الانتباه وكفانا جحود وجمود كاد يدمر القلوب والنفوس..!!