الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: في بيتنا شهيد
يرتبط شهر مارس من كل عام لدى ، بل لدى كل المصريين بذكرتين أو حدثين هامين ، أولهما الاحتفال بيوم الشهيد ، وثانيهما الاحتفاء بعيد الأم ، وكلاهما يرمز للتضحية والفداء وتقديم الغالى والنفيس من أجل الوطن والابناء الذين هم عماد الأوطان.
فالأم المصرية هي المؤسسة الوطنية الأولى التى ترعرع في رحابها الأبطال الذين ضحوا من أجل أمتهم وقدمتهم وهى راضية مرضية على فراقهم من أجل صون الأرض والعرض فاستحقت أن نحتفل بها طوال العام وليس يوما واحدا فى ٢١ مارس فقط .
وتحتفل مصر فى التاسع من مارس كل عام بيوم الشهيد الذى يتوافق مع استشهاد البطل الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان القوات المسلحة وسط ضباطه وجنوده على الجبهة إبان حرب الاستنزاف عام ١٩٦٩ ، وهو نفس العام الذى استشهد فيه والدى الشهيد محمود عمران خلال تنفيذ إحدى عمليات الصاعقة خلف خطوط العدو بسيناء الغالية.
ومنذ فجر التاريخ وحتى الآن يقدم جيشنا العظيم وشىرطتنا الأبية الغالى والنفيس من أجل حماية الوطن والمواطن ، فلا يكاد يخلو بيت في شتى أنحاء المحروسة من وجود شهيد أو مصاب في الحروب والمعارك التى خاضتها مصر ضد أعداء الوطن ، والتى تمتد كما ذكرت في البداية إلى فجر التاريخ منذ العصور الفرعونية القديمة ، مروراً بمواجهات التتار والمغول ثم الاحتلال العثماني والفرنسي والانجليزي وصولاً إلى الصراع العربي الإسرائيلي الذي بدأ عام ١٩٤٨ وكانت مصر بجيشها حاضرة بقوة في كل تلك المعارك والحروب وقدمت الآلاف من الشهداء والجرحى ، حتى حققت النصر العظيم فى حرب أكتوبر المجيدة عام ٧٣ التى نحتفل هذا العام بيوبيلها الذهبى ومرور ٥٠ عاما على أهم حروب العصر الحديث والتي غيرت الكثير من المفاهيم والأساليب العسكرية.
ورغم مرور نصف قرن على تلك المعركة الخالدة إلا أن الحروب على مصر لم تتوقف ومازالت مستمرة وان اختلفت فى الطرق والوسائل ، ولعل فى مقدمة ذلك مواجهتها المستمرة لقوى الشر وأهله من جماعات الإرهاب والتطرف والتى لم تتوقف طوال السنوات الخمسين الماضية ، وزادت وتيرتها فى أعقاب ٢٥ يناير ٢٠١١ وما تلاها من أحداث ومؤامرات كانت تستهدف اسقاط الدولة المصرية وتفتيت مؤسساتها الوطنية ، خاصة بعد إزاحة جماعة الإخوان الإرهابية ورئيسها الفاشل فى أعقاب ثورتنا العظيمة في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣.
كان لى الشرف في حضور الاحتفال بيوم الشهيد أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة والذى يحظى بتشريف الرئيس عبد الفتاح السيسى ويالها من ذكرى واحتفالية تمتزج فيها دموع الفرح والحزن ، حيث السعادة بإنقاذ الوطن وإفشال مخططات أهل الشر وأعوانهم فى الداخل والخارج ، فى نفس الوقت الشعور بالألم والأسى على فراق الأحباب من الشهداء وكذلك الجرحى والمصابين الذين سقطوا دفاعا عن هذا البلد وأهله ، بل ونيابة عن العالم أجمع فى الحرب الضروس التى تخوضها مصر جيشا وشرطة، بل وشعبا ضد جحافل الإرهاب وجماعات التطرف.
ختاما أؤكد أن مصر لم ولن تنسى ابدا أبناءها الذين ضحوا بأرواحهم الذكية دفاعاً عن الارض والعرض وسيظل هؤلاء الشهداء والمصابين فى قلوب وعقول كل المصريين ، ولعل ما تقدمه الدولة من رعاية واهتمام لأبناء الشهداء والجرحى وذويهم خير دليل على ذلك ، وإن كان أقل بكثير مما قدمه هؤلاء الأبطال ، ودائما وأبدأ تحيا مصر وجيشها العظيم وشرطتها الوطنية وقائدها المخلص