دكتور محمد صلاح يكتب: شركاء في التربية

الدكتور محمد صلاح
مدير عام إدارة الزيتون التعليمية

نعيش في مصرنا العظيمة دولة التاريخ التي اكتسبت قوتها وعظمتها من قوة أبنائها وشبابها، فلا تتعجب عندما تجد كل الحروب موجهة ضد الشباب وضد الطلاب المصريين، حرب للنيل منهم صحيا وفكريا، فتجد في الطريق صباحا إلى المدارس مجموعة من التلاميذ أمام المدارس تتناول وجبة في علبة بلاستيك أشارت كل المؤسسات الصحية والغذائية إلى خطورتها على أبنائنا التلاميذ،

وأمام مدارس أخرى لفئة أكبر من الطلاب مجموعة من التلاميذ تدخن السجائر، وفكريا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي يتم نشر أخبار النيل من قيادات ورموز دينية وسياسة، فتجد محاولات تشويه شخصيات وتزوير للتاريخ من خلال عرض آراء عن شخصيات عظيمة مثل الشيخ متولي الشعراوي الذي قضى سنوات عمره مفسرا ومعلما لكافة فئات المجتمع وأضاءت الدنيا بعلمه،

وتجد حكاية مغلوطة عن أحد قادة الدفاع عن مصر ضد الحملة الفرنسية من الإسكندرية الزعيم محمد كريم  فيتم تزوير التاريخ باختلاق قصة عن الزعيم أنه تجول في السوق بصحبة جنود الاحتلال ليجمع من التجار مبلغ فدية حتى لا يتم إعدامه، فى حين أن مذكرات بونابرت كتب فيها أنه حزين لإعدام مقاتل مثل محمد كريم الذي قاتل حتى وقع بالأسر والسلاح لا يزال بيده، وفضل الموت عن التعاون مع فرنسا،

قصة تسعى للنيل من الشعب المصري الأصيل الذي أبدا لا يبيع قياداته.

ألعاب كلها تنمي التفكير والحالة البدنية والروابط الاجتماعية

ومن كان طفلا في سنوات سابقة وأصبح رجلا الآن يعلم أنه كان يعيش في ظروف أفضل كثيرا من الآن، فإذا تحدثنا عن اللعب في الماضي

نجد ألعابا كلها تنمي التفكير والحالة البدنية والروابط الاجتماعية الحقيقية وتنمي مهارات التعاون والعمل في فريق، وهذه الألعاب

كانت تعود علي أبنائنا بالفائدة ونسبة القلق منها كانت مقبولة وغير مؤذية.

أما الآن فهناك حرب مشتعلة ضد أولادنا ومجرد اقترابهم من شبكة الإنترنت يجدوا حربا تكنولوجية تشتعل بتصدير ألعاب إلكترونية

غير مناسبة لثقافتنا وإيماننا بالله تصل بالأولاد إلى إحداث أذى بأنفسهم قد يصل إلى الانتحار.

هذه الألعاب يقودها عملاء من مخابرات دول معادية تعمل على دراسة شخصية أولادنا والسيطرة على فكرهم وتجميع بيانات عنهم

وعن أسرهم، وبعد ذلك تبدأ مرحلة نشر أفكار وأخبار مغلوطة تتعلق بالإحباط وفقدان الثقة والانتماء للدولة المصرية.

وهكذا أصبحنا في حاجة لتكاتف الجميع داخل دور العبادة والمدرسة والمنزل والنادي، لمواجهة هذه الحرب الشرسة

بالسعي الدؤوب لتنمية الوعي الفكري لدى أولادنا لا ننتظر أن نكون رد فعل، بل نبدأ مبكرا في مواجهة المشكلات

التي يتعرض لها أولادنا التلاميذ بتنمية الفكر والوعي.

حمى الله مصر وحفظ أبناءها وجيشها العظيم .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.