كتب مصطفي ياسين :
أعلن د. سيمور نصيروف، رئيس الجالية الأذربيجانية في مصر، رئيس جمعية الصداقة المصرية الأذربيجانية، عن بدء تدريس اللغة الأذربيجانية في قسم اللغات الشرقية، بكلية الآداب جامعة القاهرة لعام 2023م. مشيراً إلى أن هذا الأمر يأتى في ظل توطيد العلاقة بين القاهرة وباكو، وسعي جمعية الصداقة المصرية الأذربيجانية، على الارتقاء بالتقارب بين البلدين.
أوضح أن اللغة الأذربيجانية تدرس للفرقة الرابعة في الفصل الدراسي الثاني من كل عام، ويحضر الدراسة في هذا
العام نحو 250 طالبا. مشدداً على أن اللغة تلعب دورا فعالا في التقارب بين الشعوب وتساهم في تطوير العلاقات بين
الدول، وهذا ما ظهر جليا عبر نشر مقالات وأخبار للطلاب مترجمة باللغة الأذرية في الصحافة الأذربيجانية والعربية،
مؤخرا بشكل واسع، مما يساهم في توطيد العلاقة بين الدول العربية وأذربيجان.
أضاف، كانت هناك منذ القدم علاقات متينة بين العرب وأذربيجان على جميع الأصعدة المختلفة، تمر الأيام وتتوالى
على هذه العلاقات فتزداد متانة وقوة وعمقا إلى يومنا هذا، فقد وُجد العرب في أذربيجان منذ القدم، يقول ابن الفقيه
في كتابه «البلدان» عند حديثه عن أذربيجان: وأخبرني واقد أن العرب لما نزلت أذربيجان نزعت إليها عشائرها من
المصريين والشاميين… .
وأيضا آثار الأذربيجانيين في الدول العربية وخاصة في مصر جلية ظاهرة، فقد كان للبطل الأذربيجاني صلاح الدين
الأيوبي مكانته الشهيرة، وأصبح مضرب الأمثال في الشجاعة مدى تعاقب الليل والنهار، فلقد كان نموذجا فذا يعترف
له بذلك الصديق والعدو، الدليل على ذلك ما دبّجته كتب التاريخ وخلدته للأجيال. يقول ابن خلكان: السلطان صلاح
الدين أبو المظفر يوسف بن أيوب بن شاذي، الملقب الملك الناصر صلاح الدين صاحب الديار المصرية والبلاد الشامية
والفراتية واليمنية؛ اتفق أهل التاريخ على أن أباه وأهله من دُوين، وهي بلدة في آخر عمل أذربيجان.
وجدير بالذكر أن من يرغب من الطلاب مواصلة الدراسة في اللغة الأذربيجانية وآدابها وثقافتها يلتحق بجمعية الصداقة
المصرية الأذربيجانية الكائنة بالمقطم، حيث تدرس فيها اللغة الأذربيجانية طوال العام وبجانب اللغة الأذربيجانية لغات
أخرى وأنشطة مختلفة مثل تحفيظ القرآن الكريم بتجويده وقراءاته المختلفة، وكذلك الخط العربي بأنواعه المختلفة
والزخرفة، وكذلك اللغة العربية وآدابها، وغير ذلك من الأنشطة المتنوعة والهامة.
ومن خلال رسالته السامية للرقي بعلاقات الشعبين الأذربيجاني والمصري، ولتوطيد العلاقة بين القاهرة وباكو، حرص
د. سيمور نصيروف على أن تكون كل تلك الأنشطة بدون أي مقابل مادي، حرصا من جمعية الصداقة المصرية
الأذربيجانية على التقارب والنهوض الثقافي بين البلدين.