الكاتب الصحفي عصام عمران يكتب: دكتور يعقوب والسعادة المتجددة
طوال ثلاثين عاما هى رحلة عملى فى بلاط صاحبة الجلالة أجريت خلالها حوارات مع العديد من المسؤولين والعلماء والمبدعين والسياسيين والرياضيين ، ومع ذلك فهناك أشخاص اتمنى بل أحلم بلقائهم والتحاور معهم ويأتي في القلب منهم الإنسان والطبيب وجراح القلوب العالمى ” السير مجدى يعقوب” ليس لكونه فقط واحداً من أهم وأشهر جراحى القلب فى العالم ، ولكن لإنسانيته وتواضعه ومحبته لمصر والمصريين ، بل ولجميع شعوب العالم.
قادتنى الصدفة السعيدة مؤخراً لمشاهدة ومتابعة الحوار الرائع الذي أجرته الإعلامية المتميزة لميس الحديدى مع البروفيسور العالمى مجدي يعقوب والذى اكتشفت من خلاله جوانب اخرى فى شخصية هذا العالم والطبيب الإنسان ، وفى مقدمتها فلسفة عمله التى تقوم على ٣ ركائز أساسية.. ” العدالة.. المساواة.. الثقة ” ، وهو ما نحتاجه فى حياتنا وعالمنا إذا أردنا التقدم والنجاح في أى مهمة أو عمل نقوم به ، سواء كان عاما أو خاصاً.
الشيء الآخر الذي لفت انتباهي فى هذا الحوار الشيق إنسانية دكتور يعقوب الطاغية فى كل كلماته ونلمسها
جميعاً فى أفعاله وتصرفاته ، خاصة فيما يتعلق بنظام العلاج فى مؤسسة مجدى يعقوب لجراحة القلب بأسوان والتى
تعتمد في المقام الأول بل والوحيد على المساواة بين المرضى ولا أفضلية لأحد إلا وفقاً لحالته الصحية ، ومن هنا
كانت رؤية وقرار دكتور يعقوب بإتاحة العلاج مجاناً لجميع المرضى حتى يحقق العدالة والمساواة بين الجميع والأهم
من ذلك هو اكتساب ثقتهم.
نجاح دكتور يعقوب سواء في الخارج أو حتى عندما عاد إلى مصر وتحديداً في أسوان حيث أنشأ اكبر واهم مركز لعلاج
وجراحة القلب فى المنطقة ، يكمن فى تواضع هذا العالم والطبيب الكبير وإصراره على العمل بروح الفريق وإتاحة
الفرصة للأطباء الشبان ، بل واشادته المتكررة بجميع من يعملون معه في المركز من أطباء وممرضين وفنيين وغيرهم
، مشيرا فى هذا السياق إلى التحدى الذى يواجهه حالياً هو ضعف رواتب الاطباء بالمركز خاصة بعد الأزمة الاقتصادية
العالمية الأخيرة ، وهو ما قد يدفع الكثير منهم للسفر إلى أوروبا والخليج حيث الدخول المرتفعة .
دكتور يعقوب لم ينس أن يقدم لنا وللأجيال القادمة النصح والإرشاد نحو حياة سعيدة ومفيدة فى نفس الوقت وذلك
من خلال التفانى والإخلاص في العمل مؤكدا أن الشغل يمثل له الحياة فلو توقف عن العمل وعلاج المرضى سيموت !!
ودعانا دكتور يعقوب بالابتعاد عن الحزن واليأس بقدر الإمكان والبحث عن السعادة المتجددة التى تطيل العمر وفقاً
لكلام الجراح العالمى .
وعندما سئل دكتور يعقوب عن سبب عودته إلى مصر واختياره أسوان مقرا لهذا الصرح الطبي العظيم ، قال ان ذلك
من باب رد الجميل فأنا انتمى للعالم أجمع وللانسانية كلها ولكن حبى لمصر مختلف لذلك أخترت أسوان لرد الجميل
لمن ضحوا لأجلى قبل وبعد سفرى للخارج ، مشيرا إلى أن المركز يشهد إجراء قرابة ٦ آلاف جراحة سنويا منها
حوالي ١٢٠٠ عملية قلب مفتوح ، والأولوية المطلقة فيها للعمليات المعقدة ولغير القادرين خاصة من أبناء أسوان
والصعيد فهم ملاك وأصحاب هذا الصرح.
فى نهاية الحوار كشف دكتور يعقوب عن مفاجأة سعيدة تتعلق بالمركز الجديد الذي يتم إقامته بمدينة السادس من
اكتوبر ، حيث سيتم افتتاحه في أبريل من العام القادم وسيكون نظام العلاج فيه على غرار مركز أسوان ، أى مجانا
للجميع فقرارنا فى المركزين ” لن نرسل فاتورة لأى مريض ” ، وتلك هي السعادة المتجددة التى نشعر بها ونراها
فى وجوه وعيون الذين أتم الله شفاءهم من المرضى وكذلك اهاليهم وذويهم فى القرى والنجوع.