المستشار عبدالعزيز مكي يكتب : ليت القلب الهالك فقط .. كذلك سكت
عفواً لا تُميط اللثام عن غَثِ الكلام وأضغاث الأوهام وأرجاس الأسقام وما جَرىَ شتَىَ .. فالظلام تحت اللثام أَحسَن وأوقَع ٠٠ حتَىَ لا نرى ولا نسمع ٠٠
وحطِم الأصنام صَحوٌاً وتَخطىَ الحواجز ٠٠ وطَهِر البسيط بقراءة القرآن من دسِ اللئام ومَسِ الجان ٠٠ وتَحصَن بالأوطان وعُدَ العُدَةَ ٠٠ درءاً لمفسدة مؤكدة وقرعٌ لغيٍ مُفجِعٍ قد عَرَىَ لكي لا ترى قلوب لا تعقل وأعين لا تُبصر وآذان لا تَسمع كالأنعام بل هم أَضل في كل ظرف ٠٠
ولسان ردئِ بذِئِ قد إفتَرىَِ خَرف وهَرف كذوب في كل حرف ٠٠ نائحات مُستَأجرة تَنُوح بالصوت فقط لا تسكت تبتاع الغمَ ٠٠ تَوَدُ لو تُقِيم الدُنيَا ولا تُقعدَها خرائب بغير رجوع ٠٠ تَهِمُ بإختراع النوائب وإصطناع الحرائق إن لم تجدها ٠٠ جرائر وجرار خائب يتوهم بالزيِف عندهم أنهم أحرار وأنهن حرائر ٠٠ وأن الوطن وثن وحفنة من تراب عَفِن فإذا بهم أشرار أتباع لشر متبوع وإذا بهن لا يَلِدنَ إلا ضِبَاع ٠٠ والثكالىَ الحرائر بحق يَستُرنَ الآلام شقائق لا يَعُدِدنَ ٠٠ فالضمائر حقائق لا تُشتَرىَ ٠٠
فكيف لحر عاقل صادق أن يرى ٠٠ قطيع نِعاج ناهق ضرير لا يُبصر إلا الباطل الزاهق فيهتدي ٠٠ أو أن يَسمَع لمن لا يَتَسمَع إلا عزيف جن مارق فيقتدي ٠٠ أو أن يرتضي أن يظل أسير لقلب في الذنب غارق في التِيِه ظمآن قائظ قد ران عليه سواد حَالِك وتسلل فتَعفَن بغير موت وتَحلل ٠٠
أليس إرساج النوافذ وأنت راض في وجه الأثير الزفير وهشاشات الشاشات وصوت الحمير ٠٠ أَعقَل؟ ٠٠ فالسكوت عقل والقلب عدل والسمع يُمهِل والبصر يُكمِل والسواعد إن تَنهَل وتَعمًل فالبنيان شاهق ٠٠
فهل السكوت العامل والإعراض الكامل ٠٠ أَفضَل ؟