عبد الناصر البنا يكتب : الأزمة الاقتصادية .. نصف الكوب المليان !!

عبد الناصر البنا – الفضائية المصرية
هل لدى مصر أزمة اقتصادية ؟
نعم .. مصر لديها أزمة اقتصادية وإرتفاع غير عادى فى أسعار السلع والخدمات . وماهو موقف المواطن المصرى من تلك الازمات ؟ المواطن واحد من ثلاث ، إما من أصحاب النظرة التشاؤمية : ودول شايفين الدنيا سوده ولايوجد بارقة أمل أمامهم ، وكأنما نهاية العالم غدا ، مع أنهم يؤمنوا بالمثل العامى ” مفيش حد بيبات جعان ” وعارفين إن ربنا هو مدبر الأمر ، وبيده كل شىء ، لكن دى قناعاتهم . الصنف التانى : شايفين الحياة لونها وردى وكل حاجة حلوة وزى الفل ، وإيه يعنى الحاجة سعرها إرتفع ما “تقاطعوا ” الحاجة إللى سعرها عالى ، وحال بالهم يقول لك كلوا ” باتيه ــ كرواسون ــ كلوا جاتوه ـ بقلاوه ” أو كل بوغاشا ياباشا .
على أرض الواقع الإتنين على خطأ . لكن الخطير فى الموضوع إن كل صنف منهم يجتهد ويحاول أن يثبت لك إن الطرف التانى على خطأ . مين إللى بيصطاد فى الميه العكره ؟ خونه الداخل والخارج . والله لم أرى فى حياتى ناس بتكره الخير لبلدها زى الناس دول !! ناس بيناموا ويقوموا يتمنوا تحصل مصيبة . مثلا يحصل زلزال فى ” سورية وتركيا ” يحطوك فى بؤرة الحدث ، وماذا لو كان هذا الزلزال فى مصر ؟ وإحنا ح نقدر البلاء قبل وقوعه ليه لاقدر الله طبعا ؟ ، بخلاف الشائعات التى تنغص على الناس حياتها ، والقيل والقال عينة ” مصر دخلت فى حزام الزلازل ــ مصر بعتت فرق إنقاذ وإغاثه ومعونات .. إلخ ” قصص “حمضانه ” لابداية ولا نهاية لها .
رسائل تخوين وتشكيك فى أى وكل شىء تبثها اللجان الألكترونية على شبكه الانترنت تدلل بها على فشل الدولة فى إدارة الأزمة بهدف تحريض الناس ، عينه ” إلحفوا بيبعوا البلد ” وفيديوهات مفبركة مقتطعة عن سياقها تشكك الواحد فى نفسه ، فما بالك بالبسطاء من الناس فى النجوع والقرى !!
هناك صنف أزعم انه بعث من مرقده وهم ” نواب ” البرلمان ، على أرض الواقع المواطن نسى أن هناك برلمان فى مصر ، لكن فجأة إنشقت الأرض وهب نواب للبعص منهم قنوات خاصة على Youtube ووسائل التواصل الاجتماعى تبث فيديوهات يثبت فيها لـ أبناء الدائرة أنه ” دكر ” . طيب أنا عاوز أسأل حضرتك ياسيادة النائب كنت فين من ممارسة حقوقك إللى كفلها لك الدستور والقانون تحت قبة البرلمان ؟ هل قمت بدورك الرقابى على آداء الحكومة ؟ كم مره قدمت إستجواب ، إنهارده جاى تلوم الحكومة على فشلها فى إدارة الأزمة حقيقى إللى إختشوا ماتوا .
سيادتك كنت فين والمستوردين يستغيثوا من القرارات التى تعوق حركتهم ، من صراخ أصحاب المزارع منذ شهور عن نقص العلف ، والتحذير من الأزمة الحالية ، من التقارير الاقتصادية الصادمة التى لم يلتفت غليها أحد والقرارات المتسرعة ، وقد سبق التدليل على كثير منها . وكأنما الحرب الروسية الأوكرانية كانت ” القشه” التى قصمت ظهر البعير ، نعم قد تكون سببا من مائة سبب للتضخم وللإرتفاع الغير مبرر للأسعار .
فى الحقيقة وعلى مايبدو أن الطريق أمامنا طويل ، لكنه ليس مستحيلا طالما هناك أمل وثقه فى الله ، طريق يبدأ بإعلام حر حقيقى يتبنى قضايا الدولة من صحافة حرة مستقلة تقوم بدورها الرقابى ونحن لانخترع العجلة وأعتقد أن كثير منا شاهد أوقاتا كان للصحافة يمكن أن تقيل وزيرا أو حكومة بحالها ، ولاتسأل عن حال الصحافة اليوم . نريد قبلة حياه لتليفزيون الدولة ضمير الأمة وصمام أمنها وأمانها ، ولابد ان نعترف بفشل الإعلام البديل فى إدراة الأزمة وتبنى القضايا التى تهم الوطن والمواطن ، نريد بوصلة توجه الإعلام وتعيده إلى الطريق الصحيح بعيدا عن كل تلك الفوضى التى لم ولن نشهد لها مثيلا فى اى دولة من دول العالم .
كفانا من تلك الأبواق التى تنعق ولا يستمع إليها أحد ، وقد سئمها الناس أرجوكم ” نحوهم ” جانبا علهم يهنأوا بثرواتهم التى تضخمت، وإبحثوا عن أهل الخبرة ممن تجرى الوطنية فى عروقهم . الطريق يبدأ بترتب الأولويات وجعل ” الصناعة ” فى مركز الصدارة منها ، لأنها هى البوابة الذهبية لـ ” التصدير ” وزيادة موارد الدخل القومى للدولة من العملات الأجنبية ، إلى جانب ” قناة السويس ــ والسياجة ــ وتحويلات المصريين فى الخارج ” .
الطريق يبدأ من تغيير الوجوة الكالحة فى مختلف المواقع سواء فى الحكومة أو الهيئات المختلفة مع وضع ضوابط ومعايير جديدة يتم بناءا عليها الإختيار لانريد مسئولين ” سكرتارية ” ينفذ مايقال له ، نريد فكر وكما ذكرت ” نحن لانخترع العجلة ” ولدينا فى دول الجوار القدوة والمثل . نريد أن نعيد إلى مصر قوتها الناعمة نعيد لها مجدها وريادتها من خلال وزارة للثقافة على رأسها من يعيد لمصر فكرها وفنها ويجعل منها كما كانت ” قبلة ” للفن فى العالم العربى . نريد مد جسور التواصل مع أفريقيا والاستفادة من مواردها الخام وخيراتها من” الذهب واليورانيوم وموارد الطاقة ” فى ” مالى ــ وبوركينا فاسو ــ والنبيجر .. وغيرها ” التى تتقاتل عليها الدول الكبرى .
ومصر لديها العديد من العوامل التى تؤهلها لذلك ، لديها التاريخ متمثلا فى الأزهر الشريف وجمال عبدالناصر ومساندته لـ حركات التحرر من الاستعمار ، لديها الحاضر بعلاقاتها المتميزه مع كل الأطراف تقريبا ، مصر حققت البنية التحتية من ” طرق وكبارى وموانى ، وأصبحت مركز لوجستي عالمى ، ومركز ترانيزيت لـ تجارة الشرق
والغرب والشمال والجنوب ، لديها حدود برية قد تصل بها لـ أغلب الدول الأفريقية . ولكى لا أطيل وحتى نصل إلى هدفنا لابد من محاربة الفساد بكل صوره وأشكاله ، نضرب بيد من حديد على كل فاسد ومرتشى ومستغل لوظيفه ، والحمد لله أننا دوله ليست بالقليله دوله لديها الخلود لديها االحضارة الضاربة فى عمق التاريخ ، مصر لديها العقول والخبرات ومن الإمكانيات مايجعلها قادرة على تخطى الصعاب والأزمات بشرط أن تصدق النوايا والمثل يقول ” إذا حلصت النوايا حسن العمل ” . دائما وأبدا كن متفائلا وانظر إلى النصف المليان من الكوب ولاتنسى أبدا قوله ” وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ” صدق الله العظيم
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.