الكاتبة الصحفية حنان خيري تكتب : نداء في ذكرى عيد الحب.. مازال متغيب ولم يتم العثورعليه لماذا؟!

الكاتبة الصحفية حنان خيري
من المؤكد اننا نشعر بالتوتر والضيق والأضطراب عندما يغيب عنا عزيز وغالي ومحبب لقلوبنا فينتابنا الملل والسلبية والاستسلام وأحيانا الفوضي والعنف النفسي.. كل هذه المعاني التى تؤدي إلى الشرود الفكري والجحود الإنساني بين الناس وبالتالى تكون النتائج قاسية والصورةقاتمة ولا نسمع غير كلمات الرثاء والحزن على من خرج ولم يعد ولم يتم العثور عليه.. فنتوقف لنسأل من هو الغالي علينا الذي تزلزلت القلوب وتهدمت النفوس وأصيبت الإنسانية تحت إنقاض ذكرياته المجروحة..عرفنا من جهة أمنية خاصة بالبشرية انه الصدق والعطاء والأخلاص والتسامح والتواصل والترابط والصفاء والنقاء والشفافية.. كل هذه المعاني وليدة ‘ الحب”
فهو الشموع المضيئة للقلوب والمغذية للنفوس والشاحنة للارواح والمنظمة للعلاقات كالخيوط القوية التى تلملم
وتجمع القلوب وتؤدي الي تماسكها وتلاحمها ومن الصعب تفككها..بالفعل سبحان الله على فطرته السمحة التى
فطرنا عليها كالثوب الناصع البياض ولكن لم يستمر لونه الأبيض النظيف الجميل بل تغير وثلوث و أصبح باهت وتاه بين
الألوان ولم يتم تحديد لونه او معرفته!!
ومن هنا شعرت أنني لابد احكي ما رأيته وسمعته وأصبح يؤلمني عندما يتحدث الشباب والشابات حتى الأطفال عن
أجمل معاني الإنسانية بأستهتار وتهكم واستخفاف وإنكار تام للحب بين الناس وعدم الأمان في العلاقات حتى مع
الاهل والاقارب والأصدقاء.. فتاهت المعاني الرقيقة الراقية المطمئنة للنفوس.. فكيف نعالج غياب هذه المشاعر التى
تبني الكيان الاجتماعي على أسس سليمة سوية غير قابلة للإنهيار أمام الزلازل والعواصف الحياتية.
ولماذا نلتزم الصمت والجميع على يقين بأن خطر الجمود النفسي يؤدي إلى كوارث إنسانية صعب ترميمها لأنها
ستكون هاشة ومن الأصعب بناءها من جديد إلا في حالة الإيمان التام بخطورة ما يواجهه اولادنا والمجتمع فلابد من
تكثيف الجهود الأمينة لتعميق الافكار وترتيب العقول بأساليب شديدة الدقة للبحث الإنساني وكيفية بث المعاني
التى تشوهت أمامهم وعلاجها بذكاء وصدق لتدق على أبواب قلوبهم بحنان الأسرة الصغيرة وترابط العائلة الكبيرة
وتماسك المعاملات مع الأصدقاء والجيران والزملاء بثقة وعدم تخوين وخوف والبعد عن القلق الذي أصاب الإنسانية!!!
اخيرا..في ذكرى عيد الحب اتمنى أن يأتي وليده ليكبر ويربط ويدعم الناس ويأخذهم إلى طرق مضيئة أمامهم ليكونوا
على يقين بأن أروع واجمل وأنبل مافي الحياة هو” الحب “الذي يربط بيننا لنواجه ازماتنا بصلابة ونعبر بهمومنا
ومشاكلنا الي بر الأمان بسهولة وراحة.. ويسكن قلوبنا لنفرح ونسعد من حولنا بصدق وأخلاص ونتمسك بمبادئه
حتى نعطي الدفء الإنساني في علاقاتنا الاجتماعية.. ولابد من مساندة الدراما والأقلام العميقة وكافة المجالات
الثقافية لعودة وليدالحب ورعايته حتى يحبوا ويكبر من جديد ليصل لمشاعر الشباب والمجتمع كله ويعود بنا زمن
الحب القديم.. ونحافظ عليه من الضياع مره أخرى حتى نستنشق رحيق الحياة المعطرة بروعة الترابط والشفافية
والأبتسامة الصافية صاحبة القلوب الصادقة.
لذلك… نداء إلى من يهمه الأمرفي ذكرى أفتقاد غالي وعزيز ابحثوا عن الحب لانه خرج ولم يعد ولا تيأسوا حتى
تجدوه.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.